خبر وتعليق استغلال الأطفال سمة سائدة في النظام الرأسمالي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
جاء في تقرير جديد نشرته عدة مواقع منها أسوشييتدبرس - الغارديان - إندبندنت يوم الأربعاء 2014/8/27أن نحو 1400 طفل، تعرّضوا لانتهاكات جنسيّة في بلدة شمالي بريطانيا على مدار 16 عاما على أيدي رجال باكستانيي الأصل. وهو ما يعكس فشل السلطات في حماية الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم أحد عشر عاماً من الضرب والاغتصاب والاتجار. وذكرت كاتبة التقرير وهي كبيرة مستشاري العمل الاجتماعي في الحكومة الاسكتلندية ألكسيس جاي، أمثلة لأطفال صُبّ عليهم البنزين وهُدّدوا بالحرق، وآخرين هُدّدوا بالأسلحة الناريّة، فضلاً عن إجبارهم على مشاهدة اغتصابات جنسيّة وحشيّة وتهديدهم بالاغتصاب".
ويغطي التقرير الفترة بين عامَي 1997 و2013 في بلدة روثرام، التي يقطنها نحو 250 ألف نسمة.
التعليق:
إن جريمة استغلال الأطفال جنسيا ليست بالجديدة في بريطانيا فعلى سبيل المثال تعهدت بريطانيا في شهر تموز الماضي بفتح تحقيق في مزاعم بتورط ساسة مشهورين باستغلال الأطفال جنسيا في ثمانينات القرن الماضي واستخدامهم نفوذهم لإخفاء تلك الجرائم.
وفي عام 2013 نبهت مؤسسة برناردو الخيرية البريطانية إلى خطورة وصول معدل الارتفاع السنوي للاستغلال الجنسي للأطفال إلى 22 في المائة، وقالت المؤسسة أن ربع الحالات المسجلة التي وصلت إلى 1452 حالة والتي تم رصدها داخل المملكة المتحدة، كانت من أجل الاستغلال الجنسي.. وفي بداية هذا العام 2014 نجحت الشرطة البريطانية في تفكيك شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا في بريطانيا وتعمل من الفلبين، حيث كشفت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا عن اعتقال 17 بريطانيا في العملية التي أطلق عليها "عملية انديفور"، التي امتدت عبر 17 دولة منها أستراليا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وهونغ كونغ والسويد والنرويج وتايوان والدنمارك وسويسرا.. ولا ننسى جريمة البابا بنديكت 16 الذي في عهده اغتصب عدد كبير من الأطفال في الكنائس.. والآن هذه الجرائم التي كشف عنها هذا التقرير.
ولكن الإعلام البريطاني ومن وراءه يستمر في استغلال أي حادثة يتورط فيها مسلمون ويقوم بتشويه صورة المسلمين ويصورونهم على أنهم منحرفون ومغتصبون للأطفال. فالجريمة التي يرتكبها مسلم تسلط عليها الأضواء وتُسنُّ الأقلام والألسن بالتحليلات والنتائج، ويتخذونها ذريعة لمهاجمة الإسلام ومحاولة تشويه صورته. وبالمقابل إن كان الضحية من المسلمين فلا يعيرون الأمر الاهتمام اللازم وهم من يدّعون أنهم لا يمارسون العنصرية في بلادهم!
ومن المثير للسخرية المريرة أن هذه الجرائم الواردة في التقرير استمرت 16 عاما بدون تدخل من السلطات بحجة خشيتهم من العنصرية في مدينة روثرام شمالي إنجلترا، مما حدا بأعضاء من الجالية الباكستانية إلى الاحتجاج، وقال مؤسس جمعية الشباب المسلم في روثرام محبين حسين لصحيفة "ديلي ميرور" إن المسلمين يشعرون بالاشمئزاز، لأن العدالة لم تأخذ مجراها للثأر لنحو 1400 طفل تعرضوا للاستغلال الجنسي على مدار 16 عاما، على أيدي رجال باكستانيي الأصل، وأضاف حسين أن "العرق أو الدين أو الصواب السياسي، لا ينبغي أبدا أن يكون ذريعة لإخفاء مثل هذه الجرائم البشعة". وقال جاويد خان، المدير التنفيذي لجمعية بارناردوز "لا يجب أن يخشى أحدٌ أبدا العملَ بحسم مخافة اتهامه بالعنصرية أو ارتكاب خطأ سياسي".
ولو نظرنا إلى هذه التصريحات لوجدنا أنها تصب في محاولة القضاء على فكرة التنوع الثقافي والتعددية كونها الذريعة الرئيسية لتقاعس الشرطة عن الإمساك بمن اغتصب 1400 طفل، هذه التعددية المزعومة التي تراها الجالية المسلمة في الهجمات الإعلامية المتكررة وتدنيس المساجد والتطاول على المحجبات في كل فرصة تسنح لهم.. فليكفوا عن شعاراتهم عن لغة الحوار واحترام الأديان، وأصلا إن هؤلاء الباكستانيين المتهمين بتلك الجرائم نتاج الأفكار الإباحية السائدة.
إن بريطانيا مثلها مثل كل الدول الرأسمالية التي تهتم بالمنفعة والمادية والتي لا تهتم بالفرد ولا تقدم له الرعاية إلا بقدر ما تأخذ منه من منفعة، ولهذا فإن مثل هذه الجرائم وغيرها في تزايد، فكما قالت أليكسس جاي "إن روثرام ليست المكان الوحيد في بريطانيا الذي يعاني من هذه المسألة". وأبلغت هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C بأن "الطلب على هذا النوع من النشاط الجنسي مع الأطفال في تزايد، ويلقى تأييدا ليس في أرجاء بريطانيا فحسب، بل في أرجاء أوروبا والعالم أيضا".. أي انتشر الفساد وأصبح سمة سائدة، وكما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾. وإن الإسلام فيه من الأحكام الشرعية ما يحفظ حياة الفرد وأمنه طفلا كان أو رجلا أو امرأة، وبه من الحدود والقوانين ما يضع حدا لمثل تلك الجرائم وغيرها. فإن الشريعة الإسلامية تحمي الأطفال كما تحمي الكبار، وكما قال الفقهاء أنه من غرر بطفل أو اغتصبه أو ارتكب معه أي نوع من أنواع الفواحش يعاقب بنفس العقوبة التي ترتكب بحق الكبار وقد تصل إلى القتل حدا على جريمة الإفساد في الأرض... أعاذنا الله وإياكم من الفساد والإفساد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي