خبر وتعليق ﴿يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت قناة الجزيرة الفضائية في حصادها اليومي بتاريخ 2014/8/21 أنّ هيومن رايتس ووتش أفادت في تقريرها عن مجزرة الغوطة ما يلي:
"العدالة ما زالت غائبة عن إنصاف ضحايا مجزرة السلاح الكيميائي في الغوطة"
وأضافت أيضا: "لم يخضع أحد من مرتكبي المجزرة للمحاسبة والأدلة توحي بقوة بتورط النظام بها"
التعليق:
ها قد مرت ثلاث سنوات وأكثر على ثورة الشام المباركة التي استعصت على أكبر العملاء، وكشفت اللثام عن المنافقين المخادعين الذين ادعوا زورا وبهتانا نظام المقاومة والممانعة، وأسقطت ورقة التوت عن الحكام الظلمة الخونة. وما زال المتشدقون ينددون!
ثورة تآمر عليها الشرق والغرب، وجندوا لها العملاء، وأوجدوا لها المؤتمرات، ودعموها بالسلاح والرجال ولكنّها بقيت عصية عليهم وفضحت مكرهم وخداعهم.
ثورة كثر فيها القتل والذبح والتشريد والاغتصاب والتنكيل والمجازر ومنها مجزرة الغوطة التي سقط فيها أكثر من 1200 شهيد بلا دماء ولا أشلاء أمام سمع العالم الحر المتحضر وتحت أنظاره، وما زال الجناة أحرارا يستمرون في مجازرهم دون حساب ولا قصاص.
ثم تخرج علينا منظمة هيومن رايتس ووتش متشدقة أنّ العدالة ما زالت غائبة عن إنصاف ضحايا مجزرة السلاح الكيميائي في الغوطة!
فعن أي عدالة تتحدثين؟! وأي إنصاف ترجين؟! عدالة النظام الرأسمالي الذي لا يرقب في المسلمين إلاّ ولا ذمة ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾؟! أم إنصافكم الذي لم يزدنا إلا خبالا وإيلاما؟! أم حقوق الإنسان التي لطالما صدعتم رؤوسنا بالتشدق بها ثم تجاهلتموها في بورما وأفريقيا الوسطى وأفغانستان والعراق وفلسطين...
ومن سينصف الأبرياء المظلومين؟ ومن سيحاسب القتلة المجرمين؟ منظمتكم أم الغرب الكافر المتآمر علينا أصلا؟
فالمستجير بكم وبأمثالكم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
والأدهى والأمر أنّكم لا زلتم تبحثون عن الجناة، فالأدلة بالنسبة إليكم توحي بتورط النظام؟ رغم الحجج الدامغة والبراهين الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار التي لا يختلف عليهما اثنان. لكنّ هذا ديدنكم النفاق وادعاء إنصاف المظلومين ثم تقارير هزيلة توحي بتورط النظام لا هي أنصفتهم ولا أعادت لهم كرامتهم المهدورة ولا اقتصت من قتلتهم.
فلن ينصف المسلمين وضحايا المجازر الذين ذاقوا الويلات على أيدي الكفار المستعمرين غير دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فهي الحصن المنيع وهي التي ستعيد لنا الأمجاد الضائعة والحقوق المهضومة مصداقا لقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾
والحمد الله حمدا كثيرا طيبا أن حان أوانها واقترب موعدها ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام