الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق كيري يخشى انفلات زمام الأمور من أيدي حكام المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


قال كيري في مؤتمر صحفي بثته قناة العربية الفضائية: "نعمل على التوصل إلى هدنة لو إلى سبعة أيام فقط"... يشترك في المؤتمر بان كيمون وكيري وشكري وزير خارجية مصر ونبيل العربي أمين جامعة الدول العربية.


التعليق:


منذ قرابة أسبوع وهؤلاء المؤتمرون يعملون ليل نهار لإيجاد هدنة طويلة أو قصيرة الأجل بحجة الناحية الإنسانية، تلك الحجة الواهية مبنى ومعنى، فهم لا إنسانية عندهم، بل مصالح أمريكا ويهود فقط، ويتعللون بعيد الفطر واقترابه وكأن مشاعر المسلمين تهمهم كثيرًا...!! فمقتل ما يزيد على أكثر من ثمانمائة وخمسين من مسلمي غزة وأكثرهم من الأطفال والشيوخ والنساء، كل ذلك لا قيمة له عندهم...!!


منذ أكثر من عشرين يوما والقصف الوحشي الهمجي البربري من يهود حليفة وربيبة أوروبا وأمريكا، والتي تحميها جيوش المسلمين وخصوصًا مما يسمى بدول الطوق أي الدول ذات الحدود مع فلسطين المحتلة، إن هذا هو واقع دول العالم غربيِّه وشرقيِّه تجاه غزة وفلسطين وكل قضايا المسلمين...!!


كل ما سبق ذكره يظهر أن المستهدفين هم المسلمون ودينهم ومشروعهم الحضاري الذي ينادون به ويسعون إلى تحقيقه على أرض الواقع ألا وهو (الخلافة الإسلامية) التي صارت مطلبًا عامًا على كل لسان، ذلك المشروع العظيم الذي أقض مضاجع الكفر بعودته رأيًا عامًا لدى المسلمين، وفرض نفسه حتى على وسائل الإعلام العالمية حتى إن مصطلح (الخلافة الإسلامية) كاد يكون طبيعيًا أن يذكر ولو بشكل سلبي بقصد الإساءة المتعمدة، فإن الأحداث المتسارعة في بلاد المسلمين تقلق أمريكا من يقظة المسلمين على مصالحهم الآنية ابتداء ونفض يدهم من حكامهم العملاء، وهذا يعني إنهاء الوجود الأمريكي والغربي من بلاد المسلمين وعودة عزة الإسلام لهم بعودة خلافتهم.


وعودًا على بدء وحتى لا نغفل التعليق والتحليل للخبر وإعطاءه حقه، فإن الصراع في المنطقة يحتدم...!! وإن بقاء كيري وبان كي مون في المنطقة ولأيام عديدة، له ما بعده...!! إن كل سياسي متتبع للأحداث يدرك ذلك، فخوف أمريكا على مشروعها في إيجاد دولتين: إحداهما لأهل فلسطين وأخرى ليهود، ولذلك فإن أمريكا تمترس قواتها في المنطقة وتأخذ مواضع قوات الأمن والحماية الدولية، وهذا ما يرفضه يهود وكل أتباع المشروع المدعوم أوروبيا وإنجليزيا بالذات، والذي يعني تمدد يهود وسيطرتهم في المستقبل كما يحلو لهم ويطيب وبحماية حكام الطوق العملاء...!!


إن كل ذلك إذا ما ربط بأحداث حراك الأمة المبارك للتخلص من قبضة الكفر والعودة إلى مجد وعز الإسلام والمسلمين منسحبًا ذلك على ما يجري في الشام وثورتها المباركة، فإن الأمر في لحظة قد يخرج عن سيطرة الجميع وخصوصًا حكام المنطقة وذلك بتفلت أحد جيوش المنطقة أو انطلاق تحرك الأمة من جديد لتغيير واقع بلاد المسلمين، حينها ينفرط عقد الأنظمة العميلة للغرب الكافر، وينفلت زمام الأمور من أيدي حكام المسلمين، ولن يتم إمساك الوضع في المنطقة بأسرها، ناهيك عن الإحراج الذي وقع به هؤلاء الحكام، وافتضاح أمرهم للقاصي والداني وانكشاف سوءاتهم حيث سقطت ورقة التوت التي تستر عوراتهم...!!


وأما يهود فهنا يبرز ويتضح إفسادهم وعوارهم، وينكشف خداعهم وخيلاؤهم بأنهم الجيش الأقوى والذي لا يقهر، حيث تم انتزاع هيبتهم حتى أمام المدنيين من أهل فلسطين وتجرأوا عليهم في القدس والخليل وكل فلسطين، وتبين للمسلمين كذب ادعاء الحكام والإعلام العربي والعالمي أن جيش يهود هو أقوى جيوش المنطقة...!! وأنهم بحاجة إلى عدة جيوش لدول عربية، وإلى استعدادات وتسليح قوي ولسنوات طويلة حتى يستطيعوا مواجهة ذاك الجيش الذي لا يقهر...!!


لقد اتضحت الأمور تمام الوضوح...!! فما عاد لكم من كلام، فثلة من مقاتلي غزة وبعتاد أقل من القليل انتزعوا هيبة يهود ومَن وراء يهود، وما نرى من تقتيل عشوائي للمدنيين وتدمير للمباني المدنية إلا دليل آخر على انهزامهم وتوترهم وخوفهم وقلقهم مما وقعوا فيه، وهذا هو تصرف الجبان الخائف المرتجف الذي لا يستطيع استكمال ما بدأ؛ لذا فهو يبحث عن هدنة بأي ثمن؛ ولذا طلب كيري التوصل إلى هدنة "ولو لمدة أسبوع بحجة اقتراب عيد الفطر"...!!


وعليه فإن كيري الأمريكي يريد الهدنة، ولا يريد شيئا آخر غيرها، فهو كالقابض على الجمر؛ يريد إنهاء القتال بأي شكل من الأشكال حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، وفي آن يريد تحجيم يهود حتى لا يتغطرسوا، ويدركوا أنهم لا بد من انصياعهم لأمريكا، وأنهم بلا مدد من أمريكا لن يستطيعوا الوقوف والصمود والثبات في بلاد المسلمين، وأن عليهم إدراك الواقع الجديد الذي تعيشه المنطقة وأهلها، وحتى أمريكا وأوروبا قد أدركتا ضعفهما، ولم يعد بمقدورهما معالجة الأمور كما تريدان وكما كانتا في السابق.


﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات / أبو محمد - ولاية الأردن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع