الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق حفظ الدين من أعظم مقاصد الشريعة وأهم واجبات الدولة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


حرصت معظم صحف عاصمة السودان الخرطوم يومي الثلاثاء والأربعاء الفائتين على إظهار خبرين: رفع/إلغاء محكمة الاستئناف لحكم إقامة حد الردة على المدعوة أبرار إبراهيم، المسماة مريم يحيى، وفي اليوم التالي خبر منعها من السفر خارج السودان بوثيقة سفر اضطرارية صادرة من سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم عليها تأشيرة دخول لأمريكا صادرة من سفارتها في الخرطوم.

 

التعليق:

 


تنشأ الدول بنشوء ووجود أفكار تقوم عليها ويراد لها التطبيق في المجتمع، فتسعى الدولة ومن آمن بفكرها الذي نشأت عليه لتطبيقه والذود عنه وحمايته والمحافظة عليه من عبث العابثين. وتتشكل السلطة التي ترعى المصالح وتشرف على تسييرها. فتتخذ الدولة قانونا أساسيا يسمى الدستور، وقوانين فرعية تنسجم مع هذا الدستور وتفصل ما جاء مجملا فيه. أما في معظم الكيانات القائمة، والتي يراد لها أن تقوم، في بلاد المسلمين اليوم، فإن الدولة تنشأ لأن الكافر المستعمر إنجليزيا كان، أم فرنسيا، أم أمريكيا أراد ذلك وسعى له. فالسلطة عندنا ترعى في الدرجة الأولى مصلحة أمريكا ودول الكفر وتراعي مشاعرها وتحرص على فكر أمريكا وقناعاتها التي فرضتها علينا، كحرية المعتقد. وتتبنى هذه السلطة المزعومة دستورا يرضي أمريكا والغرب الكافر ويغضب رب أمريكا والخُلّص الواعين من أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ولمزيد تعمية ودجل على المسلمين تتخذ السلطة هنا وهناك قوانين تدغدغ بها مشاعرهم وتوحي بأنها إنما جاءت بمشروع حضاري يتوافق مع ما تحمله الأمة من معتقد. مثالنا على ذلك:


المادة 38 من دستور جمهورية السودان لعام 2005: "لكل إنسان الحق في حرية الضمير والعقيدة الدينية، وله الحق في إعلان دينه أو عقيدته، أو إظهارهما عن طريق العبادة والتعليم والممارسة أو الشعائر أو الاحتفالات، وذلك مع مراعاة مقتضيات القانون والنظام العام". انتهى


ففكر من تعكس هذه المادة؟


ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الثامنة عشرة على:


"لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة".


أما المادة 126 من القانون الجنائي السوداني فتقول: "1. يعد مرتكبا جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الإسلام أو يجاهر بالخروج عنها بقول صريح أو بفعل قاطع الدلالة. 2. يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل مدة تقررها المحكمة، فإذا أصر على على ردته ولم يكن حديث عهد بالإسلام ، يعاقب بالإعدام. 3. تسقط عقوبة الردة متى عدل المرتد قبل التنفيذ".
قناعة من يعكس هذا القانون؟


يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس: «من بدل دينه فاقتلوه». وجاء فيما روي عن جابر: «أن امرأة هي أم مروان ارتدت، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعرض عليها الإسلام، فإن تابت، وإلا قتلت»، أخرجه الدارقطني والبيهقي.


السلطة في السودان ممثلة في وزير خارجيتها خرجت علينا تطعن وتستنكر حكم المحكمة الابتدائية القاضي بتطبيق حكم الردة وتقول بأنه أساء لعلاقات السودان الخارجية، وتلمح لأنه سيرفع! لمصلحة من يقال هذا؟ وفكر من يحمي ويدافع عنه؟ هاجمت الدولة الغربية حكم الردة ووصف رئيس الوزراء البريطاني الحكم بالبربرية وطالبت برفعه فورا! أفكار وأوامر أمريكا تطاع وتنفذ، وأما أحكام ربنا ورسوله فترد وتلغى!!! أتدرون لماذا؟


لأن المادة الأولى فى دستورنا لا تنص على أن:


العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساسا له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقا عن العقيدة الإسلامية. انتهى، عن مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له - القسم الأول، من منشورات حزب التحرير.


لذلك فإنا نقول للمسلمين في السودان: إن المعركة الحقيقية ليست في إثبات أن أبرار مسلمة قد ارتدت، فهذا عمل القضاء ولا تصلح فيه معلومة من هنا تقول بأنها لم تعش مع والدها المسلم أو عاشت معه، وكانت تتلقى المال من عائلتها المسلمة، أو أنها تربت في كنف أمها النصرانية، بل لا بد من تحقيق وتثبت قاض عدل في مجلس قضاء ونظره ومن بعد حكمه. ولكن المعركة الحقيقية هي: كيف يتم بناء الدولة في السودان على فكر أساسي هو عقيدة الإسلام وأحكامه فتنشأ دولة متينة البنيان وطيدة الأركان ثابتة الكيان!


ونقول لعلي كرتي وزير الخارجية ومن حمل فكره وغرز غرزه:


لا تكونن ممن قال ربك فيهم: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.


واعلم يا منسق قوات الدفاع الشعبي السابق ومن يقف معك في حكم السودان بأنكم قد فصلتم جنوب السودان، بعد طول جهاد هناك سفكت فيه دماء إخوانكم الزكية، إرضاء وطاعة لأمريكا لترفع اسمكم من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتلقي بحبل الودّ لكم برفع العقوبات الاقتصادية ويعم السلام البلاد، وبعد أن أتممتم الخيانة لا اسماً رفع ولا سلاماً عم! وها أنتم تطلقون التصاريح وتصدرون البيانات متنكرين لأحكام ربكم راجين رضا أمريكا والمجتمع الدولي! وكأني بكم لم تعوا قول ربكم: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾.


أختم مذكرا بقول ربي جل في علاه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع