خبر وتعليق الانتخابات العراقية لا تحمل أي تغيير (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ذكرت وكالة رويترز أن العراقيين أدلوا بأصواتهم يوم الأربعاء في أول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2011. ويختار الناخبون ممثليهم من بين قرابة عشرة آلاف مرشح يتنافسون على 328 مقعدا، ويعملون إلى حد كبير على أساس الطائفية. ومن المتوقع أن رئيس الوزراء الحالي الشيعي نوري المالكي سيؤمن فترة ولاية ثالثة نتيجة للصفقات السياسية التي عقدها بعد التصويت، إلا أنه يواجه انتقادات متزايدة على إدارته لحكومة استبدادية، تذكي التوترات الطائفية، وأدت إلى تفاقم انعدام الأمن في البلاد في حين أنها تتحمل مسؤولية الانتهاكات التي ترتكبها قوى الأمن العراقية.
إن تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة الأنبار، ووسط تهديداتها المسلحة ورد أن إقبال الناخبين كان منخفضاً في بعض المناطق السنية من البلاد. وأفاد أحد الناخبين بعد الإدلاء بصوته: "نحن نصوت لمستقبل أبنائنا". "الإرهابيون يتحدوننا ونحن نتحداهم. أدعو كل العراقيين للتصويت بشجاعة، لأن هذه تعتبر ضربة كبيرة في مواجهة الإرهاب".
التعليق:
إن ارتباك المالكي يعود بالأساس إلى ما يسمى الإرهاب، في الواقع هو بالأساس نتيجة الغزو الأمريكي سنة 2003 وتدخلها المستمر منذ ذلك الحين في كل من النواحي المدنية، الاجتماعية والسياسية. إن قيادة حكومة ائتلافية متفرقة يضعف من عملية صنع القرار ويزكي نظام الحصص وبالتالي تسود الإقليمية في كل من المناطق السنية، الشيعية والكردية وكذلك إعادة تعريف الدستور على أساس تقسيم السلطة، فإن كل هذا يحرض فقط الطائفية والمعارضة على نطاق واسع. وبإيعاز من أسياده الأمريكان الذين هم دائما حريصون كل الحرص على فرق تسد، فقد تمت تجزئة البلاد وخلق حدود جديدة داخل بلاده كما هي الحال في تلعفر، طوزخورماتو والفلوجة. وبالتصويت في هذه الانتخابات سيزيدون من تعزيز هذه الانقسامات، بدلا من تحقيق الأمن والازدهار التي تعتبر البلاد في أمسّ الحاجة لهما.
وليس من المتوقع فوز أي حزب بالأغلبية ببساطة من تلقاء نفسه، مما دعم المالكي في المنصب الذي يشغله منذ سنة 2006 والذي عزز قوته، للأسف إنه واقع محزن ولكنه مألوف في العالم الإسلامي.
وبالرغم أن المالكي يعتبر ضعيفا من قبل العديد وولايته الثانية مزقها سوء الإدارة، عن طريق التضخيم والمفاقمة لتهديد الفلوجة وما شكلته من مواجهة للأمن القومي، فإنه حوّل شروط النقاش إلى حشد بين الشيعة والمجاهدين، محيّدا بذلك صورة السنة ومصورا الجيش إلى حد ما على أنه المدافع عن الدولة. وليس من المستغرب فإن الولايات المتحدة ما زالت الشريك الأكبر لبغداد في مجال بيع وصيانة الأسلحة، وأكبر الشركات النفطية الأمريكية لا يزال لديها دور مهم في قطاع النفط، ولذلك يتواصل التعاون ويتزايد النفوذ للولايات المتحدة لمواجهة التهديد الجهادي من قبل الدولة الإسلامية الناشئة، وكأن هذا كان من غير المتوقع!!
إن نوري المالكي وكما هي الحال مع أي خادم مطيع، يجتر حكاية الإرهاب والتطرف من أسياده الأمريكان، ولكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم النبيلة لم تعد كما كانت ساذجة سياسيا. يجب على المسلمين في العراق وفي العالم أجمع عدم إعطاء الثقة لأي نظام نمى وترعرع في دولة غربية، وتشكل بقيم غربية منبثقة من العلمانية الليبرالية، حتى ولو كانوا يشعرون أنهم يسيطرون على انتخاب وجه يرأسهم، يجب أن لا ينخدعوا في رفضه نظام الحكم، فهو جانب مهم في القيادة والحكم. يجب أن نكون على قناعة بأن النظام الإسلامي هو الوحيد القادر على توحيد الأمة مرة أخرى، تحت إطار أيديولوجية راقية تلبي احتياجات الناس وتجلب السلام لأرضنا. حيث يكون الأمان والسلطان في أيدي المسلمين لا بيد غيرهم. عندها فقط سنشهد العدالة والأمن والاستقرار، التي تؤهلنا لقيادة العالم بإذن الله.
﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم محمد