خبر وتعليق قصف يقتل عشرات الأطفال بمدرستهم في حلب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أفاد مراسل الجزيرة في حلب شمالي سوريا بمقتل أكثر من ثلاثين شخصا جلهم أطفال اليوم الأربعاء في غارة جوية على مدرسة في حلب، بينما تعرض ريف دمشق لقصف عنيف، في وقت تدور فيه معارك بعدة محافظات سورية.
وقال المراسل عمرو حلبي إن صاروخا فراغيا استهدف الأطفال أثناء وجودهم داخل حصصهم الدراسية في مدرسة عين جالوت الابتدائية بحي الأنصاري شرقي المدينة، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، حالة بعضهم خطرة، حيث كان من المقرر افتتاح معرض لرسوم الأطفال بعد انتهاء الدوام الرسمي، وأضاف أن الغارة تأتي رغم إبرام هدنة بين المعارضة وجيش النظام عرفت بهدنة الكهرباء.
التعليق:
أصبح من نافلة القول أن النظام المجرم في سوريا لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا يعرف حرمة لدماء الأبرياء، حتى الأطفال أولئك الزهور المتفتحة على ربيع الحياة يقطفها النظام المجرم بوحشية وقسوة لم يعرف لها التاريخ مثيلا.
حقاً «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، فتحت تغطية صارخة من المجتمع الدولي يعمل النظام على جبهتين متناقضتين في الوقت ذاته، فجبهة تواصل القتل والقصف والتدمير للشعب بكل فئاته ومقدراته وأسباب عيشه الكريم، وجبهة يمارس فيها بلا حياء ولا خجل ولا تقية ولا ورع، إجراءات انتخاب رئيس جديد للدولة، فقاتل الأطفال والنساء ومهجر الآلاف بل الملايين من الشعب، يقدم أوراق ترشحه لمنصب الرئيس لفترة رئاسية جديدة، وبكل براءة بل سماجة يؤكد أن البلاد يمكنها إجراء انتخابات نزيهة، وأن الشعب سيتمكن من الإدلاء بصوته في تلك الانتخابات بحرية ويسر. ولعل هذا ما يفسر ارتفاع وتيرة القصف والقتل والبراميل المتساقطة على المنازل والمدارس والأسواق، فهو يريد أن يبسط سيطرته على بعض المساحات التي تمكنه من الادعاء بأن البلاد تنعم بالأمن الممكن من إجراء انتخابات يعترف بها المجتمع الدولي أو يتعامل معها كأمر واقع بعد أن ينجح النظام في تمريرها.
وهنا لا يسعني سوى توجيه هذه الكلمات للنظام الوحشي الذي لا يجيد تمثيل دور الحمل، أو صانع الأمن والسلام فأقول: اضرب ولا تخش من العالم منعاً ولا شجباً ولا إنكارا، فالعالم الذي أبقى عليك في سدة الحكم بعد ثلاث سنوات من الوحشية والهمجية سيواصل إغماض عينيه عن جرائمك.
وسر في طريق نهجك الديمقراطي، وسيعترف بما تفرزه انتخاباتك المهزلة، ما دامت ناتجة عن انتخابات ديمقراطية، حتى ولو كانت مزورة ومرسومة ومزعومة.
فما لم يعد المارد ويقف على قدميه من جديد، ويعلن حمايته للحملان، فيدخل الرعب في قلوب الذئاب والثعالب والضباع والخنازير، فسيظل المجال أمامك واسعا لنشر الرعب بالقتل والتدمير، وإهدار الكرامة والعزة للإنسان...
لكن زهو الحياة وانفتاحها لك لن يطول، فالمارد الإسلامي قد نهض، وهو على وشك الخروج والزمجرة من جديد، وما هي إلا أن نسمع خليفة المسلمين يعلن قيام دولة الخلافة، حتى نسمع صوت زلزلة عروش الظالمين، ونرى انهيار أنظمتهم العفنة، وسطوع أنوار عهد الإسلام، راعي الإنسانية، وحامي المسلمين، ومعيد الكرامة والحقوق للبشر أجمعين رجال وأطفال ونساء وشيوخ.
وإن غدا لناظره قريب
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ﴾ [السجدة: 28-30]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم جعفر