خبر وتعليق تركيا تحتفل بيوم الطفل بينما تتجاهل كليا ازدياد عدد الأطفال الفقراء والعاملين والذين يقتلون في البلاد (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
يرزح اثنان من كل ثلاثة أطفال أي ما نسبته 63.5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين يوم و15 عاما تحت وطأة الحرمان المادي الشديد في تركيا. هذه الإحصائيات جاءت نتيجة بحث قام به مركز جامعة بهجيشهر للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (بيتام). 64.7% من أطفال تركيا لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من البروتين، في حين 39.9% منهم لا يستطيعون تدفئة أنفسهم وقت الحاجة بشكل كاف، و40% من أطفال تركيا لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من الملابس. إضافة إلى ذلك كله، فقد أشار هذا البحث إلى أنه لم يحدث أي تغيير إيجابي في نسبة الفقر في البلاد لهذا العام.
وفي الوقت ذاته نشرت النقابات العمالية الثورية التركية الكونفدرالية (DISK-AR) تقريرا بعنوان "حقائق متعلقة بعمالة الأطفال في تركيا". وقد كشف التقرير أن إجمالي عدد الأطفال العاملين في تركيا والذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 عاما وصل إلى 8.397 مليون طفل (من بينهم أولئك الذين يعملون في وظائف وكذلك الذين يعملون في البيوت). وفي تفاصيل أخرى ووفقا لبيانات مركز اسطنبول للصحة والسلامة المهنية فقد كان 59 من بين 1235 عاملا ممن فقدوا حياتهم عام 2013 من الأطفال العاملين. واحد من بين 20 عاملا من الذين لقوا حتفهم كان من الأطفال الذين اضطروا للخروج للعمل بسبب الفقر الذي يعيشون فيه. وقد صرح التقرير بأن "عمالة الأطفال مصدر رئيسي للتوظيف ذي الرعاية الضعيفة بالعمال وهذا يعني بوضوح أن معدل القتل الذي سيقع للأطفال في العمل ستزداد وتيرته".
التعليق:
في الواقع، فإن الجمهورية التركية وتحت ما يسمى "الاستقلال الوطني ويوم الطفل" في الـ23 من نيسان تحتفي بإزالة الدولة الإسلامية تدريجيا عن أرضها وبتغيير نمط الحياة في البلاد إلى علماني رأسمالي، هذا ما تحتفي به تركيا وليس تحقيق السعادة لأبنائها.
فأطفالنا اليوم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل نظام تتردى أوضاعه يوما بعد يوم، ما يسبب ضغوطات على الآباء الذين يكافحون يوميا من أجل توفير قوتهم وقوت أطفالهم اليومي، أولئك الصغار الذين يحرمون بسبب هذه الأوضاع الصعبة من التعليم والعيش في بيئة صحية! لقد حوّل هذا النظام الرأسمالي العلماني الأغلبية العظمى من الناس حتى النساء والأطفال إلى أداة مسخّرة لخدمة مصالح وثروات أولئك الذين يملكون السلطة ورأس المال. ومثل هكذا إحصائيات تنشر مرة بعد أخرى كل عام. في حين تصب الحلول المقترحة في مصلحة النظام الرأسمالي وأصحاب الثروات لإبقائهم واقفين على أقدامهم.
إن الأمة في ظل دولة الخلافة التي تطبق شرع الله وأحكامه عاشت كريمة عزيزة بعلمائها وفاتحيها ومجاهديها وأبنائها وبناتها وآبائها وأمهاتها الذين عبدوا الله وأطاعوا رسوله، فنالوا في ظلها شرف الدنيا والآخرة. لقد عاشت هذه الأمة أيام عز وغنى ورفعة في ظل دولة الخلافة حتى إنك لم تكن تجد فقيرا أو من تعطيه صدقة. وفي مقابل هذا كله نرى الأبحاث السابقة تبين وبوضوح بأن هذا النظام الرأسمالي يثرثر وهو على شفير الموت، ولذلك فإن من الخطأ الاحتفاء به وبذل الجهود لإبقائه على قيد الحياة.
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 109]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم خالد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير