خبر وتعليق هذه هي أخلاق الإسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
"أقدم شاب مسلم في الـ27 من عمره بتصرف أذهل ركاب حافلة في كندا، حيث قام بإعطاء حذائه لرجل حافي القدمين كان من ضمن الراكبين في الحافلة ليعود الشاب المسلم عاري القدمين. وهذه المعاملة الطيبة أدهشت الركاب وتداولتها وسائل الإعلام الكندية ومواقع (التواصل الاجتماعي) لدرجة أن صحيفة الجارديان البريطانية تناولت الواقعة في تقرير مفصل وأثنت على أخلاق الشاب الذي لم يأبه بالعودة إلى منزله حافيا".
التعليق:
إن مثل هذا التصرف لا يعتبر غريبا في دول العالم الإِسلامي لأن الإيثار ومساعدة المحتاج من أخلاق الإسلام، ولكن في بلاد الغرب يبدو غريبا ويستحق الدهشة والاستغراب.. فإن مقياس أعمال الإنسان في الحضارة الغربية هو المنفعة، فالنفعية هي قاعدة النظام وقاعدة الحضارة. وبالتالي لا تعترف في الحياة إلا بالنفعية والقيمة المادية. ولذلك لا توجد لديها أي قيمة أخرى من أخلاقية وإنسانية وروحية.. وإن كان هناك قيم أخلاقية فهي تابعة لأعمال النفعية فأي خلق فيه منفعة فهو السليم عندهم سواء كان صدقاً أو كذباً، غشّاً أو أمانة.. بينما في الإسلام فإن الحياة مزيج من المادة والروح. أي إن كل فعل من أفعال الإنسان في حياته مسيّر بأوامر الله ونواهيه. فغاية المسلم بهذا التسيير ليس الحصول على المنفعة، وإنما نوال رضوان الله تعالى.
ففي ظل هذا النظام الرأسمالي الجشع الذي لا يفكر فيه الفرد إلا بنفسه ومنفعته، نجد انتشار الجريمة وفساد الأخلاق والتفكك الأسري والانحلال والأنانية وانعدام الإنسانية، والحوادث والدلائل كثيرة على هذا، وأظننا لا زلنا نذكر الفتاة الصينية الصغيرة التي داستها السيارة مرتين ولم يلتفت إليها أو يحاول إنقاذها أحد، والكثير من المسنين الذين ماتوا في بيوتهم وهم وحيدون لا يسأل عنهم أحد، وغير ذلك من حوادث ودلائل يظهر فيها انعدام الإنسانية.
ولأن الغرب بعيد عن الجوهر الحقيقي للإسلام وأخلاقه وتعاليمه بسبب الهجوم الكبير عليه وإظهاره بأنه دين عنف وإرهاب وتخلف وهمجية، فهناك من أصبح يتجنب المسلمين ويبتعد عنهم خوفا منهم بسبب الصورة التي أوجدها الإعلام بكل وسائله في عقولهم.. بينما هو في الحقيقة دين رحمة ورعاية ورفق، وقد انتشر في مناطق عديدة بالمعاملة الحسنة من المسلمين لأهل البلاد، ولم يجبر أحدا على الدخول فيه ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾، بل دخلوا فيه أفواجا لما رأوه من عدله ورحمته.. ولكن بعد هدم دولة الإسلام والابتعاد عن تطبيق الإسلام شريعة ومنهاجا تغلغلت العلمانية في النفوس وفصلوا حياتهم عن الإسلام كتطبيق ونظام حياة فتغيرت المفاهيم وتغيرت النظرة للحياة وأصبحت نفعية مادية إلا من رحم ربي.. ورحم الله عمر بن الخطاب حيث قال: (كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون .قيل: وكيف ذلك؟ قال: بأخلاقكم).
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي