خبر وتعليق النساء في ظل الرأسمالية يعتبرن الإساءة الجنسية أمراً طبيعياً (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
وجدت دراسة جديدة في الولايات المتحدة أن فتيات كثيرات ممن تعرضن لاعتداءات جنسية لا يقمن بالإبلاغ عن أعمال العنف الجنسي، وذلك لأنهن يعتبرنها "طبيعية". فقد كشفت مقابلات أجراها مركز الدفاع عن الأطفال بجامعة ماركي مع 100 شابة بين سن الثالثة عشرة والسابعة عشرة أن الفتيات لا يرين أنفسهن ضحايا لأنهن اعتبرن العنف الجنسي الذي لاقينه أمراً طبيعياً. وهذا هو السبب كذلك وراء عدم إبلاغ الشرطة بنحو 60 في المئة من الاعتداءات الجنسية. وذكر التقرير دون مواربة أن الشابات مررن بتجربة أشكالٍ من العنف الجنسي في حياتهن العادية، بما في ذلك المضايقات والإساءات الجنسية ومعاملتهن على أنهن مجرد أشياء تصلح لإشباع الشهوة لا غير. لكنهن يبررنها ويتقبلنها في معظم الأحيان على أنها طبيعية. كما كنّ في شك مما إذا كان أي شيء غير المضاجعة بالإكراه يُعدّ إهانةً أو اغتصاباً. وقد كانت أسباب عدم إبلاغ الفتيات عن أعمال العنف الجنسي كثيرة ومتنوعة. حيث وجدت التحليلات أن الفتيات يصدّقن الخرافة القائلة بأن الرجال "لا يسعهم إلا أن يفعلوا تلك الفعلة"، وأنهم غير قادرين على كبح جماح شهوتهم الجنسية، إضافة إلى خشيتهن من تصنيفهن أو اتهامهن بالمبالغة أو الكذب من قبل السلطات ومن قبل نظيراتهن معاً. ما جعلهن يذوّتن وضعهن (يدمجنه في أنفسهن بحيث يصبح مبدأً هادياً لهن)، ظانّاتٍ أن أي نوع من العنف الجنسي هو شيء يجب تحمّله أو تجاهله أو الالتفاف عليه وتناسيه.
التعليق:
إن هذا التقرير يكشف صراحةً مدى انحطاط القيم الليبرالية الرأسمالية التي تمجّد وترسّخ الحريات الشخصية، ومن ثم تبيح، بل هي تحضّ على، إشباع جميع شهوات الإنسان الجسدية وعلى رأسها الشهوة الجنسية بوصفها مفتاحاً لتحقيق السعادة في الحياة. والقاعدة الرئيسية التي بنيت عليها هذه الأفكار هي أن عقل الإنسان قادر على تمييز ما هو حسن وما هو قبيح، ولذلك فإنه قادر على تمييز ما هو صواب وما هو خطأ، وتمييز ما هو عدل وما هو على النقيض من ذلك. فكان من نتائج الأنظمة التي يضعها الإنسان أن القوي هو الذي يحدد القواعد التي يسير وفقها في تعامله مع الضعفاء ويفرضها عليهم. وحتى لو حاول الأفراد، رجالاً ونساءً، آباءً وأمهاتٍ، ومن بيدهم سلطة، أن يربّوا ويعلّموا الأولاد أن العنف الجنسي غير مقبول، فإن النظام الرأسمالي برمّته سيعمل ضدهم، وذلك من خلال وسائل إعلامه ومن خلال الأعراف التي كرّسها في المجتمع. وما لم يتم استبدال نظام عُلويّ بهذا النظام الرأسمالي، الذي يفرز ويمكّن لهذه القيم التي تختزل الأفراد في شهواتهم الجسدية والجنسية، ذكوراً كانوا أم إناثاً، فإن النساء سيواصلن تبنّي فكرة أن النساء ما هن سوى أشياء وجدت من أجل إشباع شهوة الرجال التي لا سبيل لضبطها والسيطرة عليها.
أما الإسلام فهو نظام عُلويّ أوحى به الخالق، الله سبحانه وتعالى، الذي هو أجلّ وأسمى وأرقى من كل خلقه. وقد عدّ اللهُ سبحانه وتعالى ورسولُه محمد صلى الله عليه وسلم المرأةَ عِرضاً وشرفاً يجب صونه واحترامه. بل إن الإسلام لم يسمح للرجال بالنظر، مجرد النظر، إلى نساء الآخرين. حيث يقول الله جل ثناؤه: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.
فلا يسمح الإسلام للرجل أن يعتدي على امرأة، حتى لو كان بالكلام، ومجرد لمسها يستدعي عقوبة شديدة. وقد كانت إهانة امرأة واحدة سبباً كافياً عند النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لإجلاء قبيلة كاملة من المدينة المنورة. إن النظام الوحيد الذي تتعرف النساء في ظله على حقوقهن الفعلية ويبقين مصونات ومحترمات، ويقدّم من يتسبب في أية إهانة لهن إلى المحكمة، إنما هو نظام الإسلام، الذي يقيم حياةً إسلامية ويطبق الشرع الإسلامي، والذي أثبت مرات ومرات عبر تاريخه أنه هو الحارس الأمين للمرأة، في كل مراحل حياتها، مهما كان دينها ومهما كان مستواها في المجتمع.
﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم خالد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير