الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

إما أن ترشي أو تمشي!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا أدري لو جرب أحدكم السفر جواً أو براً أو بحراً في هذه الأيام إلى بعض البلدان العربية والإسلامية؟ كما تعلمون يكون الواحد فرحاً ينتظر ساعة الوصول، ويفكر ويخطط طوال ساعات الرحلة لبرنامجه في المكان الذي سيزوره، وتصبح الدقائق الأخيرة كأنها ساعات، وبمجرد الوصول يتوجه الواحد لله شكراً مبتهجاً سعيداً، ويروح ينظر إلى الجنود العرب والمسلمين معتزاً بهم وبزيارتهم، وبنفس الوقت تروح أعين الجنود والمراقبين والذين يتابعون موضوع ختم الجوازات تنظر إليك، في البداية يظن الواحد أنهم يبادلونك نفس الشعور ولكن بعد لحظات يشعر الواحد بأمر غريب: فأعينهم تمسحك من رأسك إلى قدميك، وحالهم يوحي وكأنهم يقيّمونك، على كل لتلك اللحظة لا يمكن أن تفسر ذلك إلا على أنه شعور غريب.

وما أن يصل لك الدور لتختم جوازك حتى تعلم حقيقة تلك النظرات، فتلك النظرات الرادارية لم تكن تبادلك شعور الاعتزاز بأنك مسلم عربي وأخ من بلد مجاور، وإنما نظرات مختصين محترفين لتقييم وضعك المادي والمبلغ الذي يمكن أن تدفعه كرشوة، وعندها تتيقين أنهم لم يروك وإنما رأوا ورقة مئة دولار تمشي على الأرض، وما أن تتململ في الدفع وتتردد حتى ينزل عليك سخطهم وتتوالى المصائب والمشاكل والتعقيدات الحدودية، بل ويصل الأمر إلى التهديدات لو لمسوا أن طاعة الله هي المانع، وعندها يغربلونك غربلة الخباز للطحين علّهم يجدون شيئاً، والمصيبة أعظم وتزداد تعيقداً عندما تذكّرهم بأن ما يفعلونه حرام ويُسخط رب العالمين، وينتهي بك الأمر بعد ساعات وأنت مرميٌّ في الحدود تعذبك نظرات أعين الجنود التي تعيّشك في أجواء بوليسية مرعبة، ينتهي بك الأمر بعدها إما بالسماح لك بالدخول بعد إذلالك، أو ينتهي بك الحال أن تعود لبلدك أنت وأهلك كما جرى لبعض الأصدقاء على حدود بلد عربي قبل يومين ...!!!

ما هذا يا مسلمون يا عرب؟!! عِفّوا تعفّوا!!....  أعلم بأن الأنظمة المطبقة في بلادكم تُقتِّر عليكم في الرواتب، وأعلم بأنها تقهركم ولا ترعاكم حق الرعاية، ولكن كيف يصل بكم الحال إلى هذا كيف، كيف؟ أتعصون الله وتطلبون الرشوة؟ أتذلّون أهلكم وإخوانكم وأمهاتكم؟ أبعد أن كان الجندي في عصور العزة، المجاهد البطل الذي يشار إليه بالبنان بالإيمان والتضحية والرجولة، يفتح الفتوح ويدافع عن العقيدة ويحمي المقدسات ويذود عن الأرض والناس والعرض، كيف بعد أن كان هذا حاله أصبح موظفاً لا يقوم بدوره، بل أصبح يقوم بما يسخط رب العباد من التجسس على الناس وقتل وسجن أبناء أمته، وإذلالهم وقهرهم، بل ما هو أدهى وأمر من ذلك أن تسترجلوا على أمتكم العزل وتتركوا الأعداء يسرحون ويمرحون ويمعنون فينا قتلاً واحتلالاً واغتصاباً وتعذيباً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سُحقاً لأنظمة الدولار

بقلم: وضّاح الفقير - الأردن

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع