الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

بسم الله الرحمن الرحيم


تذكري أختي الأم :


أن الأطفال غراس لينة تتوجه في نموها توجهاً مستقيماً نحو الأعلى، وهي تعتمد في تحديد اتجاهها على جذورها ( العقيدة، وما انبثق عنها من أحكام) المثبتة في الأعماق، وعلى المتعهد لها ( الأهل، وخاصة الأم ) في الحفاظ على بقائها قائمة مستقيمة في سيرها نحو الأعلى، وذلك بتوجيهها وتهذيبها وتقويمها ومنع كل ما يؤثر على استقامة سيرها، أو ما يعمل على حرفها عن سيرها المستقيم، فهذه الغراس اليانعة يسهل لّيُّهَا وحرفها عن مسارها الصحيح صعودا باستقامة نحو العلى، روى البخاري في صحيحه: أنَّ أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } الْآيَةَ


فالطفل إن تمت العناية به فكرياً بأن غرست فيه العقيدة الصحيحة، ولقن أحكام الإسلام منذ الصغر وأُسْقِيها برفق وأناة وصبر، وبجدية وإخلاص، ثم تعهده الأهل بالنصح والتوجيه، وكشفوا له كل ضار وخبيث.... فإنه ينشأ نشأة سليمة، خالية من كل عوج... فيشب ذا شخصية إسلامية متميزة، مؤمنة بربها واثقة بإسلامها، تؤثر في غيرها ولا تتأثر، أي تلتزم بأحكام دينها وتحمله إلى غيرها، ولا تتأثر بأي شيء يخالف الإسلام مهما قل ومهما كان مغرياً.


وفي هذا يقول سلفنا الصالح في أسلوب تربية أبنائنا وتعليمهم دينهم: " لاعبه سبعا، وعلمه سبعا، وصاحبه سبعا، ثم اترك له الحبل على الغارب"


وإن أبناءنا في مراحل التعليم وخاصة مراحله الأولى يحتاجون إلى الكثير من العناية والمتابعة من قبل الأهل، بسبب المناهج التي بدل أن تركز عندهم العقيدة وأحكام الدين، وتجعلهم يفخرون بتاريخهم ويتشوقون لإعادة مجدهم وعزتهم، وضعها لهم الغرب ( الأمم المتحدة )، لتشككهم بدينهم، وتفقدهم الحمية له ولمقدساته، وتصور لهم الغرب هو القدوة الحسنة التي عليهم اتباعها لينجحوا في حياتهم ويسعدوا في دنياهم... مغفلين أمر الآخرة... ولحماية أبنائنا من أخطار هذه المناهج وواضعيها، إليك أختي الأم هذه النصائح التي تعينك في حماية أبنائك، وأبناء أمتك من هذا المخطط الخبيث الذي يستهدف الإسلام وأبناءه.


عليك أن تطلعي على كتب أبنائك وتفحص الدروس التي فيها، لتصححي لهم ما فيها من مغالطات، وتحذريهم مما فيها من أكاذيب وتضليلات، وتضيفي ما انتقص منها من مفاهيم وحقائق..... استجابة لقوله تعالى في سورة التحريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6)

 

إن كنت لا تستطيعين تمييز المغالطات والأكاذيب، فاسألي من تعرفينهن من أخوات، فإنما دواء العي السؤال ... وإن أخواتك في حزب التحرير جاهزات لمساعدتك في أي مشورة والإجابة عن أي سؤال تحتاجينه في أي حين


ما ترينه من مغالطات وأكاذيب وأخطاء، لا تكتفي بتفهيمه لأبنائك، بل تذكري أن هناك أبناء آخرين يحتاجون لتوعية، ولهم عليك حق.... روى البخاري عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"...


وروى مسلم في صحيحه عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"

 

فقومي بدورك في توعية هؤلاء الأبناء عن طريق:


توعية الأمهات من أخواتك اللاتي لهن أبناء على مقاعد الدراسة، أو وجهيهن لمن يعلمهن كيف يتعاملن مع هذه المواد الخطرة والخطيرة على مستقبل أبنائنا.


التوجه للمدرسة والتحدث مع مدرسات المواد التي ترين فيها أخطاراً تحتاج إلى الوعي عليها... لتقوم المدرسات بدورهن في توعية الأبناء على هذه المواد الخطرة وعلى كيفية التعامل معها


وإن لزم الأمر تحدثي إلى الإدارة للتنسيق معها في العمل لحماية الأبناء وتجنيبهم خطر هذه المناهج وموادها الهدامة.


إن لم تجدي تجاوباً من المدرسة لا سمح الله، فاعملي مع أخواتك من الأمهات وبالتنسيق مع أخواتك من حملة الدعوة على القيام بحملة تجبر المدارس على التجاوب معكن، والنزول عند طلباتكن، فمن حقكن أن تضمن لأبنائكن تعليماً جيداً، ومستقبلاً واعداً، في ظل أحكام ديننا الحنيف وليس على مخلفات موائد الكفار المنتنين


ليكن عملك مشتركاً مع زوجك، وليقم كل منكما بدوره في التواصل مع مدارس الأبناء، فأنت تتولين التواصل مع مدارس البنات... وهو يتولى أمر مدارس الأبناء فكل منكما مسؤول أمام الله عن رعايته لأبنائه، والإخلاص في هذه الرعاية


روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"


ولأن هذا كله لن يغني عن العمل على قلع الأنظمة التي سلطتها علينا دول الغرب الكافر، وأنظمتها العفنة، ومناهج تعليمها المسمومة، ووسائل إعلامها المأجورة... فإننا ندعوك أختنا الأم الكريمة للانضمام إلى صفوف حزب التحرير لتشاركي بالعمل الجاد لإعادة دولة الإسلام التي تطبق شرع الله، فترعى شؤوننا بأحكامه.... فتحمينا وتحمي أبناءنا من كيد الكائدين، وعبث العابثين، وتسلط المتسلطين، لإفساد حياتنا وآخرتنا....


وفي الختام فإن رائدنا فيما نقدمه لكن قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (55)... الذاريات

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير :
أم عبادة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع