مقالة أمريكا تخدع العالم فهل ستنجح في خداع أهل الشام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن خافيا على المتابعين والمراقبين ما تواجهه أمريكا من فشل سياسي في إدارة الأزمة السورية وتوجيهها سياسيا، حيث ازدياد الجماعات الجهادية الخارجة عن سياستها وفكرها، لدرجة أنهم صاروا يشكلون الأكثرية من حيث القوة، والأخطر من ذلك هو نيل ثقة الداخل السوري والرأي العام هناك..
وحيث الفشل السياسي الذي واجهه الائتلاف السوري، ومن قبله المجلس الوطني السوري في كسب الرأي العام والتأييد الشعبي، والفشل في جمع كلمة المعارضة السياسية والعسكرية، وفوق هذا وذاك فشل الدول المحيطة في فرض سياستها والتأثير في الشعب السوري بشكل فاعل قوي، سواء أكان ذلك من جهة تركيا اللاعب الرئيس في القضية السورية لصالح أمريكا، أم من جهة الأردن أم من جهة العراق...
كل هذه الأسباب وغيرها دعت أمريكا للتهديد بالعمل العسكري كمقدمة لاستعجال الحل السياسي الذي طال أمده دون جني الثمرة، فكان التهديد بالعمل العسكري بعد المسرحية التي حاكتها، والجريمة التي اقترفتها أمريكا بالتآمر مع النظام وأدواته، وهي جريمة استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق...
والحقيقة أن أمريكا قد نجحت في قضية بارزة في هذا الأمر، وساعدتها في ذلك روسيا، هذه القضية هي جر العالم خلفها عن طريق المؤسسات والقوانين الدولية، من خلال استغلال جريمة الكيماوي؛ لأن مسألة الكيماوي لها وقع في القانون الدولي، وضرب أمريكا وروسيا على هذا الوتر قد نشط القضية السورية دوليا، وجعل العالم ينجر خلفها في هذه المسألة، وهذا نجاح كبير من هذا الجانب...
وقد استغلت أمريكا ووظفت هذا النجاح الكبير لاستصدار قرارات مستقبلية بخصوص الأزمة السورية لخدمة سياساتها تجاه سوريا ومن ذلك:-
1. العمل على استصدار قرارات دولية لإيجاد مناطق حماية تحت إشراف دولي في شمال سوريا وجنوبها، وذلك كمقدمة لدعم هذه المناطق وترتيب أمور المعارضة الموالية لسياساتها مثل الائتلاف السوري والمجلس العسكري الجديد..
2. العمل على استصدار قرارات دولية من أجل الدعم المالي لهذه المناطق وللحكومة السورية المؤقتة، وهذا أمر مهم بالنسبة لأمريكا في ظل الأزمة المالية الأمريكية، وفي ظل المعارضة الأمريكية الداخلية خشية تحمل نفقات عسكرية...
3. تقوية المجلس العسكري صنيع أمريكا وفي أحضانه الائتلاف السوري عن طريق الدول الإقليمية ماليا وعسكريا، واستصدار قرار دولي للاعتراف به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية عن طريق هيئة الأمم المتحدة، ومن ثم التمهيد لمؤتمر دولي يتم من خلاله تسليمه مقاليد الحكم داخل سوريا. عن طريق التهديد والوعيد لأطراف الصراع.؟..
هذا هو المكر والتخطيط الأمريكي والذي نجحت في جر معظم دول العلم خلفها لتحقيقه مستقبلا، فهل ستنجح في جر الشعب السوري العظيم لتحقيق هذا المكر وهذا الدهاء العظيم؟!
إن الشعب السوري المؤمن المجاهد ومعه تأييد المولى عز وجل، وفي مقدمته رجال أبرار باعوا أنفسهم لله عز وجل من المجاهدين الصادقين، ومن السياسيين الواعين الأبرار، قادر بإذنه تعالى على إفشال هذه المؤامرة الكبرى، تماما كما أفشل سياسات أمريكا في فرض الحل السياسي والجلوس مع الطاغية في مؤتمر جنيف الذي خططت له أمريكا على مدار سنتين، فالله سبحانه قد تكفل بالشام وبأهل الشام ولن يضيعهم أبدا، ولن يضيع إيمانهم وصدقهم مع الله.. وإن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام تحفظها من مكر الكفار وسياساتهم ودهائهم وخبثهم، كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام..
فقد نجحت أمريكا في أمور كثيرة تتعلق بأزمة الشام، ولكنها ستفشل بإذنه تعالى في كل أمر يتعلق بأهل الشام كما فشلت من قبل مما ألجأها إلى التهديد والوعيد...
وفوق ذلك فلن يسعفها العالم كثيرا في الناحية المالية في هذه الأزمات التي تعصف به، ولن يسعفها عسكريا كذلك في ظل التخوف من مستنقع الشام، والخوف من أفغانستان وعراق جديدين..
أما الائتلاف السوري ومعه المجلس العسكري فهما أوهى من بيت العنكبوت أمام مارد الجهاد والجماعات الجهادية حيث لا يشكل المجلس العسكري الموالي لأمريكا نسبة 10% من مجموع الجماعات الجهادية كما شهد بذلك الكفار أنفسهم في مراكز دفاعهم وصحفهم، أمام مئات الآلاف من المقاتلين الأبرار ممن باعوا أنفسهم لله عز وجل ويزدادون في كل يوم وتقوى عزائمهم!!..
وفي الختام فإننا نقول قول الواثقين بالله عز وجل، والواثقين بوعد رسوله عليه الصلاة والسلام بأن أمريكا ستنفق أموالها وجهودها في الشام وسيرتد مكرها في نحرها في النهاية، وسيتحقق وعد رسول الله عليه الصلاة والسلام «عقر دار المؤمنين بالشام» وليس عقر أمريكا ولا سياساتها الخبيثة... لتظل الشام عرين الأسود وموطن أهل الإيمان، وموطن الأبدال إلى قيام الساعة..
قال عليه الصلاة والسلام : «بينما كنت نائما رأيت عمود الإيمان رفع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فحمل إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تكثر الفتن بالشام».
أسأله تعالى أن يبقي الشام شوكة في نحر الكفار، وأن تبقى عقر دار الإيمان، وموطن الإيمان إلى قيام الساعة، وقاعدة الإسلام ودولة الإسلام لتوحيد أمة الإسلام تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حمد طبيب - بيت المقدس