مقالة الحدود بين المسلمين في آسيا الوسطى تجلب الموت "مترجم"
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أذاعت محطة راديو الحرية الطاجيكية في ليلة 22-23 من شهر تموز/يوليو 2013م، أن المواطنة (غولاندوم إبراهيموفا) من أوزبكستان من منطقة كوكاند الحدودية مع طاجيكستان، قد تعرضت لإطلاق النار عليها حين محاولتها قطع (سيرداريو) بواسطة قارب لزيارة أقاربها الذين يسكنون في الجانب الطاجيكي في منطقة (اشتسكوفا رايونا). وحسب ما ذكر ذو الخمار شمس الدينوفا من محطة راديو الحرية أن (إبراهيموفا) تزوجت في كوكاند منذ 40 عاما في زمن الاتحاد السوفيتي، ومنذ ذلك الحين وهي تسكن أوزبكستان، وأنها كانت تقوم بزيارة أقاربها بشكل دوري من حين إلى آخر بواسطة قارب عبر (سيرداريو).
إن هذا الحادث المأساوي ليس هو الحادث الأول الذي ينتهي بموت المواطنين من أوزبكستان وطاجيكستان على طول الحدود بين البلدين، فجزء كبيرا من الحدود بينهما مغلقة، وليس أمام الناس إن أرادوا أن يقطعوا الحدود إلا أن يستخدموا طرقا غير قانونية.
لم تكن هذه الحدود موجودة زمن الدولة الإسلامية، وإنما وجدت بعد أن تم هدم الخلافة الإسلامية وقدوم المستعمرين إلى أراضي المسلمين. وكانت أولى القادمين روسيا القيصرية وبعدها جاء الشيوعيون واليوم جاء الرأسماليون أذناب الغرب.
إن الحدود الفاصلة بين مسلمي أوزبكستان وإخوانهم في طاجيكستان أخذت طابعا دمويا جديدا بعدما أمر المجرم كريموف في العام 2000م بتلغيم الحدود مع طاجيكستان وأجزاء من الحدود مع أفغانستان وقيرغيزستان المجاورتين. فهناك حوالي 11 مليون متر مربع من الأراضي الملغمة، ولا يوجد أية علامات تحذير للمواطنين من الخطر المميت.
ومنذ تسعينات القرن الماضي لا زالت آثار الحرب الأهلية المميتة في طاجيكستان إلى الآن، فهناك الكثير من الأماكن الملغمة في الجانب الطاجيكي، وإن وسائل الإعلام دوما تتحدث عن ضحايا جدد بين الذين يقطعون الحدود لزيارة الأهل وكذلك التجار، وحراس الحدود يمنعون الأقارب من أخذ جثث أقاربهم لدفنها؛ حتى لا يُعلم أماكن وجود الألغام، حيث إن المجرم كريموف لا يسمح بنشر معلومات عن أماكن وجودها.
في الأول من آذار عام 1999م تم التوقيع على (اتفاقية أوتاوا) لحظر الألغام المضادة للأفراد، إلا أن المجرم كريموف لغاية اليوم مستمر باستخدام هذه الألغام الأرضية، ومع ذلك فالغرب الذي يتبجح بحقوق الإنسان لم يقطع العلاقات التجارية معه.
وقد صرح مدير مركز شؤون الألغام الطاجيكي جون أحمد رصوفا في مؤتمر نزع الألغام المنعقد في دوشنبه في سبتمبر من العام 2009م قائلا: (حتى الآن لم يتم إثبات أي حالة تقول أن الألغام قتلت إرهابيا أو متطرفا واحدا)
وفي الرابع من نيسان/أبريل من العام 2013 في اليوم العالمي لضحايا الألغام صرح مدير عمليات نزع الألغام لمركز شؤون الألغام الطاجيكي برفيز مولانكولف قائلا: (منذ العام 1999م انفجرت الألغام في 846 مواطنا طاجيكيًّا، مات منهم 368 شخصا، وثلث الضحايا من الأطفال، وعمليات نزع الألغام جارية ولكن يبقى في البلد 170 موقعا خطيرا. وفي المحصلة يدور الحديث عن 8 مليون متر مربع من حقول الألغام).
إن المجرم كريموف وكذلك صديقه الطاجيكي إمام علي رحمون لا يتحركان إلا بدافع غريزة البقاء وللحفاظ على سلطاتهما، ولا يهمهما مئات الضحايا والمصابين من كلا البلدين، فهناك أناس أصبحوا مقعدين وبينهم نساء وأطفال وكبار في السن، وأناس أصبحوا بدون يدين أو رجلين ومنهم من فقد بصره.
لقد ظهرت دولٌ جديدة على خارطة العالم بعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية، وظهرت حدود فاصلة بينها، فماذا جاءنا من هذه الحدود؟ لم تأتنا بنهضة فكرية أو اقتصادية أو سلامٍ أو استقرار وإنما التخلف والفقر والذل والهوان والموت.
وإن سبب هذه المصائب هو غياب حاكم المسلمين (الإمام) الذي يوحد الأمة الإسلامية كلها تحت ظل دولة واحدة (دولة الخلافة) بدون حدود مميتة بين رعاياها وبدون تفرقة على أسس قومية أو وطنية أو عرقية، وبدون تفضيل أحد على الآخر.
أيها المسلمون:
لماذا تصبرون على الذل والهوان وعلى الخطر المميت؟ فكم يجب أن يموت على الحدود التي تفصل بينكم وتحاصركم في رزقكم ومعاشكم؟ أخرجوا أنفسكم من هذا الذل والهوان والاحتقار اللاإنساني وانضموا للعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية (الخلافة الراشدة)، دولة واحدة لكل المسلمين حيث لا يوجد حدود قومية أو وطنية أو عرقية! الدولة التي تتبع حدود الله سبحانه رب العالمين.
إلدار خزمين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير