الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقال نِداءٌ إلى المسلمينَ في آسيا الوسطى

بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله القائل في كتابه العزيز:{وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.

 

والصلاة والسلام على النبي محمد القائل: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله" عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه واستن سنته بإحسان إلى يوم الدين.

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإخوة والأخوات، إن المسلمين في آسيا الوسطى باتوا اليوم يعانون أكثر من أي وقت مضى من طغيان حكامهم وظلمهم وفسادهم الذي طال جميع جوانب حياتنا، سواء كان في العمل أم الدراسة أم التطبيب أم حتى في الحصول على الغذاء والكساء والمأوى، وتحديدا بل وخصوصا فإن هذه الأنظمة الدكتاتورية القمعية تمارس الاضطهاد والتعسف ضد أولئك الذين وعوا على ظلم الحكام وفسادهم وهبوا للسعي إلى إزالة هذه الأنظمة والعمل لإقامة حكم الله وتطبيق شرعه القويم المستقيم.

 

الإخوة والأخوات


لقد أصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أن حكام بلداننا لا يهتمون إلا بالسلطة وجمع المال ونهب الثروات وسلب مقدرات البلاد لهثا وراء المتعة في هذه الحياة الفانية. وليت الحال وقفت بهم عند هذا الحد، بل إنهم لا يهتمون بنا، وكانوا وما زالوا بعيدين عن مشاكلنا وهمومنا. وها نحن نرى كيف أنهم يُهرعون وراء هذه الحياة الدنيا ولا يلقون بالا للحياة الأخرى. إنهم تركوا النظام الذي أنعم عليهم به خالقهم وراءهم ظهريا، ويفضلون العيش في ظل القوانين التي شرعوها هم بأنفسهم، ويستجدون الدعم من الكفار المستعمرين. ويتجلى ذلك في شراء الأسلحة، ومنح قواعد عسكرية للكفار على أراضينا، ناهيكم عن عقد الأنواع المختلفة من الاتفاقات ضد شعوبهم.


إن بلادنا أيها المسلمون غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والذهب بل وأكثر من ذلك؛ فأراضينا أيضا خصبة ومحاصيلها وفيرة مثل القطن والقمح والبصل والأرز وغيرها الكثير. فلماذا إذاً يجب علينا أن نذهب إلى دول أخرى من أجل العمل والبحث عن لقمة العيش، في حين أنه يوجد لدينا كل هذه الثروات والمقدرات؟ لماذا تكون كل فرص العمل متاحة لنا في بلادنا ونضطر للخروج بحثا عن عمل في بلدان أخرى، يمتهنون إنسانيتنا ويعاملوننا أسوأ مما يعاملون الحيوانات، ويستغلون حاجتنا فيلقون لنا بالفتات وبالأجور المتدنية، ولربما استغلوا غربتنا وضعفنا مما يحدو بهم إلى أن لا يدفعوا لنا الأجور أصلا، بل إن كثيرا من أولئك الذين رحلوا يبحثون عن عمل في الخارج قتلوا أو ماتوا جراء ذلك، ومما يدمي القلب أكثر أن كثيرا من إخواننا باتوا عبيدا أو كادوا، وأن كثيرا من أخواتنا اضطررن لبيع أجسادهن لإطعام أنفسهن وإعالة أبنائهن وآبائهن، كل هذا وذاك ولم يحرك أحد من حكامنا ساكنا لرفع الضيم والجور عنا.


إن كل هذه الأمثلة التي سقتها من معاناتنا ومعاناة أهلنا رغم كثرة ثرواتنا وعظم مقدراتنا تكاد لا تذكر مقارنة بما هو عليه الواقع؛ ذلك أن المشكلة الأصلية إنما تكمن في هذا النظام الملحد المفروض علينا من قبل المستعمرين، وفي حكامنا الذين فرضهم علينا الغرب الكافر المستعمر لينفذوا سياساته ويسهروا على مصالحه، فقاموا بغمط الحق وإظهار الباطل، وأفنوا أنفسهم في خدمة أسيادهم، وتفننوا في ظلم شعوبهم واضطهادهم.


الإخوة والأخوات


إن الحق الذي لا مراء فيه أن للكون والإنسان والحياة خالقاً أوجدهم من عدم، وهو الله سبحانه وتعالى. فالله هو الذي خلقنا وهو وحده الذي يعلم ما يصلحنا {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} بلى، وهو سبحانه الذي شرع لنا منهاجا ونظام حياة لما سرنا بحسبه وضبطنا سلوكنا وَفْقَ أحكامه الغراء كنا كراما أعزة، وملكنا ثرواتنا ومقدراتنا بأيدينا، ودانت لنا الدنيا بأسرها. ولما تنكبنا عن أحكام ربنا، وأدرنا ظهورنا لمنهاجه، واتبعنا المناهج الوضعية التي خرقها البشر، تفرقنا أيدي سبأ، فتنكبنا عن مركز الصدارة، وتخلفنا عن الدول، وصرنا في ذيل الأمم، مما أطمع الغرب الكافر فينا فتكالبوا علينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها، وصرنا كالأيتام على مآدب اللئام، ولم تغنِ عنا كثرتنا فهي غثاء كغثاء السيل كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصدق الفاروق عندما قال: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله". ولذلك فإنه لا خلاص لنا من هذا الضنك والجور الذي نعيشه، ولا فكاك لنا من هذا التشرذم والغثائية التي نحياها إلا بالعودة لكتاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نعمل على توحيد المسلمين تحت راية واحدة، خلف قيادة واحدة، في ظل دولة واحدة هي دولة الخلافة الإسلامية.


لذلك علينا أن نعلن رفضنا القاطع للديمقراطية العفنة التي تفصل الدين عن الحياة، وتجعل الإنسان عبدا لشهواته وملذاته، الديمقراطية التي اكتوى العالم بنارها لما انعدمت فيها كل القيم الإنسانية النبيلة فزادت الفقير فقرا على فقره، وجوعا فوق جوعه، بل وبسببها تحكم في رقابنا حكام عملاء يسرقون ثروات الشعب ويحولون الأموال إلى حسابات مصرفية مختلفة في الخارج، في دول يتغنى أصحابها بحقوق الإنسان. وفي الوقت نفسه، نراهم يتعاملون مع الحكام المستبدين ويقومون بحماية أموالهم في بنوكهم، نعم يرون أموالنا تنهب وتوضع في بنوكهم فيستثمروها لحسابهم، ويبيعونهم المنازل باهظة الثمن التي تدفع بأموال سرقت من المسلمين.

 

أيها المسلمون! إن دماء المجد والعزة تسري في عروقكم، فهيا هبوا هبة رجل واحد وقولوا لهؤلاء الطغاة الجبناء لم نعد نحتمل مضايقاتكم وإرهابكم! فارحلوا عن بلادنا بمبدئكم بقيمكم بعفنكم، قولوا لهم لم يعد مكان في أرضنا للشر والفساد بعد اليوم، قولوا لهم لن نحتمل مزيدا من الإذلال والاستعباد بعد اليوم. وانفضوا عنكم غبار الذل والخوف من حكامكم الطغاة المستبدين وأعلنوها مدوية في وجوههم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لن تُعطي قيادتها لخائن أو جبان.

 

أيها المسلمون، أيتها الأمة الكريمة


تعالوا لنعيد سيرتنا الأولى يوم دانت لنا الدنيا بأسرها قرونا طوالاً، فحكمناها بكتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكنا الأوائل في كل شيء؛ في الاختراعات والاكتشافات، في الثقافة والحضارة، في المعاملات والأخلاق...، فصدق علينا يومها قول ربنا عز وجل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...}



وختاما فإننا في حزب التحرير ندعوكم لنعيد تلك الأمجاد؛ وذلك بالعمل معنا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ففيها الخلاص من سيطرة الغرب الكافر ونفوذه في بلادنا، وفيها الانعتاق من ربقة الاستعمار، وفيها زوال دول الضرار والفكاك من تسلط الحكام الرويبضات، وقبل ذلك فيها نوال مرضاة ربنا سبحانه وتعالى.



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.


وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين

 

 

 

الدار خزمين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع