الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام ما هي نهايته الحلقة الثالثة والأخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم


4- العمل على عقد مؤتمر دولي يمهد لثلاثة أمور؛ الأول: استخدام الردع ضد السلاح الكيماوي لفتح الباب أمام أمريكا للقيام بعمليات عسكرية جوية محدودة ضد أي عائق يقف في طريق تنفيذ العمل السياسي تحت ذريعة استخدام السلاح الكيماوي، الأمر الثاني: الذي تريده أمريكا من هذا المؤتمر هو وضع خطة عملية -بدعم دولي مادي ومعنوي- تبدأ من القرارات الدولية ثم الدعم المالي والسياسي، والدعم بقوات دولية -قوات سلام- إذا اقتضى الأمر، الأمر الثالث: الذي تريده أمريكا هو استصدار قرار ضد الفرق التي تسميها إرهابية وتشكل خطراً على الحل السياسي مستقبلا.


فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون مع وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) بمدينة سوتشي جنوبي روسيا على البحر الأسود 18/5/2013، أعقبها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ دعوا الأمم المتحدة وروسيا إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي لإنهاء النزاع الدامي في سوريا ومعالجة الأزمة الإنسانية فيها، بعد تصاعد أعداد اللاجئين السوريين إلى أكثر من 1.5 مليون شخص، حسب تقديرات وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وشدد (لافروف) في ختام المباحثات على أن تنظيم المؤتمر الدولي بشأن سوريا "يجب أن يتم بأسرع ما يمكن"، بيد أنه أشار أيضا إلى أنه من المبكر جدا تحديد موعد لهذا المؤتمر الذي يمكن أن يعقد في جنيف على غرار ذلك الذي عقد في حزيران/يونيو2012.


وهذا ما طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس (16 مايو/أيار) بواشنطن حيث قال: "سنواصل تشديد الضغط على نظام الأسد والتعاون مع المعارضة السورية. إن رئيس الوزراء (أردوغان) كان في طليعة جهود المجتمع الدولي لضمان حصول عملية انتقالية نحو سوريا ديمقراطية بدون بشار الأسد، وفيما يتعلق باحتمال استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية والذي كان أوباما اعتبره بمثابة "خط أحمر"، أبدى الرئيس الأميركي استعداده لاتخاذ "تدابير إضافية" عند الضرورة، "سواء دبلوماسية أو عسكرية لأن هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد أيضا أمننا على المدى البعيد، وكذلك (أمن) حلفائنا وجيراننا، أما رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي كان دعا أوباما أخيرا إلى اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه النظام السوري، فقد قال:"إننا متفقون تماما مع الولايات المتحدة على أمرين: وضع حد لهذا الوضع الدامي في سوريا وتلبية المطالب المشروعة (للسوريين) عبر تشكيل حكومة جديدة..."


أما بالنسبة لهذا المؤتمر فإن اللقاءات والترتيبات بين أمريكا وروسيا من جانب، وبين أمريكا وفرنسا وبريطانيا من جانب ثان، وبين أمريكا والمعارضة السورية وحكومة بشار من جانب ثالث، وبين أمريكا ودول المنطقة المحيطة بسوريا أو المعنية بالموضوع السوري من الدول العربية... كل هذه الترتيبات تجري على قدم وساق لإنجاح المؤتمر الدولي والخروج بقرارات حاسمة، تمهد لإنهاء الأزمة وتهيئة الأمور لما بعد بشار داخل سوريا.. وتسليم الأمور شيئاً فشيئاً لما تسمى بالمعارضة السورية، مدعومة ببعض وحدات الجيش الحر، وبعض السياسيين من داخل النظام القديم، ومدعومة كذلك بوحدات من الجيش السوري، وقد تدعم بقوات سلام عربية من الدول المحيطة..


أما بالنسبة لبشار وزبانيته فيتنحى عن الحكم بصورة تدريجية، مقابل تقديم ضمانات دولية، ومن الحكومة الجديدة له ولحاشيته، ولكل من سار معه.. إما بإيجاد منطقة حكم آمنة لهم؛ كما كانت أمريكا تخطط في منطقة الساحل تحت إشراف روسي، أو بطريقة أخرى تراها مناسبة ويتفق عليها المجتمع الدولي بقرار من مجلس الأمن.. وغالباً ما يكون الأمر بإيجاد منطقة آمنة حتى يبقى الأمر بيد أمريكا حتى بعد تنحي بشار، وحتى تكون هذه الدويلة أداة ضغط على حكومة المعارضة الجديدة، وأداة لحماية بقايا النظام من عمليات الثأر والتصفية..


هذا هو المكر الأمريكي والإرهاب العظيم للمجاهدين في أرض الشام، الساعين لرفع راية التوحيد وإنهاء راية الكفر والإلحاد، والقضاء على الظلم الدولي، وهذا الإجرام الدولي للمسلمين في الشام... هذا هو التآمر ضد إعادة الحكم بما أنزل الله عز وجل في أرض الشام.. فهل ستنجح أمريكا في هذا المكر والإجرام؟


إننا نقول، -وكلنا ثقة بالله عز وجل وبوعده-: بأن أمريكا قد فشلت خلال سنتين من العمل الدؤوب والإجرام، وكل ذلك بترتيب وتهيئة من الله لأرض الشام ولأهل الشام، ولن تنجح خلال أسابيع أو أشهر معدودات، وإنما سيكون هذا الإسراع، وهذه الزيادة في الإجرام مسماراً جديداً في نعش أمريكا وعميلها وزبانيته، وإن انهيار النظام سيكون بإذن الله أسرع من مكرهم وتدبيرهم، ولن تستطيع هذه القوى العميلة؛ من الائتلاف وغيره من فعل أي شيء أمام بركان الأمة بإذنه تعالى، وإن شاء الله تعلن دولة الخلافة الراشدة عما قريب من مآذن الشام ومنابر الشام..


فقد هيأ المولى عز وجل ستة أمور مهمة، قبل ثورة الشام صبت كلها في خدمة المخلصين لله عز وجل، وفي خدمة الثورة واستعصائها على أمريكا، وستخدم هذه الثورة بإذنه تعالى في انتصارها وظهورها؛ هذه الأمور هي:-


1- ما لحق بأمريكا ودول أوروبا من خسائر فادحة في حرب العراق وأفغانستان، وتأثير ذلك على الشعوب في هذه الدول وكراهيتها وإحجامها عن خوض حروب جديدة على شاكلة الحروب السابقة.


2- ما جرى في الثورات التي تقدمت الثورة السورية؛ من انكشاف لبعض الحركات الوطنية والقومية والحركات الإسلامية، وعدم التزامها ووفائها لتطلعات الأمة وغاياتها كما جرى في تونس ومصر، فجاءت ثورة الشام بطريقة مغايرة تماما.


3- الأزمة الاقتصادية في أمريكا وأوروبا وتأثيراتها الخطيرة، والتي شكلت عقبة أمام تحركات هذه الدول عسكرياً خارج أرضها.


4- ما يعانيه حكام الدول المحيطة بسبب تآمرهم على شعوبهم مع أمريكا وأوروبا واضطهادهم لشعوبهم وخاصة تآمرهم على العراق من قبل، وهذا الأمر واضح في تركيا والعراق بشكل بارز..


5- انكشاف الائتلاف الوطني السوري وبعض القيادات العسكرية التي سارت في ركاب أمريكا؛ عن طريق تركيا وغيرها من الدول مثل (سليم إدريس) وغيره، فابتعدت الأمة عن مشاريعها وتعلقت قلوبها بالمجاهدين والمخلصين.


6- ما حققته الثورة من إنجازات عظيمة واستعصائها على كل أساليب البطش والقتل التي مارسها نظام بشار وزبانيته.


كل هذه الأمور كانت بمثابة الأرضية الطيبة التي تمهد للمخلصين، وتمهد للمجاهدين لتحقيق المزيد من الانتصارات، حتى تقام بإذنه تعالى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وتنتشر إلى الدول المجاورة، ثم إلى كل بلاد المسلمين ثم إلى كل الأرض بإذنه تعالى!!...


( ...وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 5 وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ الناس لا يعلمون 6) الروم

 

 

 

حمد طبيب - بيت المقدس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع