من أروقة الصحافة أوباما يدعو مرسي لحماية المبادئ الديمقراطية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بي بي سي ٢٧/٢/٢٠١٣ دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس المصري محمد مرسي لحماية المبادئ الديمقراطية في مصر والعمل على التوصل إلى توافق سياسي مع الاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما أجرى محادثة هاتفية مع مرسي الثلاثاء.
وقال البيت الأبيض "رحب الرئيس بالتزام مرسي بأن يكون رئيسا لكل المصريين بما في ذلك النساء وأتباع كل الأديان وشدد على مسؤولية الرئيس مرسي عن حماية المبادئ الديمقراطية التي كافح الشعب المصري لتحقيقها."
=============
لا يكاد المرء يجد اختلافا يذكر بين عهد مبارك المخلوع وعهد مرسي الثوري! فكلاهما أبدع بالتنسيق مع البيت الأبيض، بالتواصل والمشورة وأخذ الرأي والالتزام به طوعا أو كرها، لدرجة أن بعض السياسيين أصبحوا يخلطون في تصريحاتهم بين اسم محمد مرسي ومحمد حسني، فهما وجهان لعملة واحدة، أساسها التبعية لأمريكا والخضوع لرغباتها وتنفيذ لوصاياها بما يحقق لها استمرار الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية في مصر الكنانة، وربما مع اختلاف بسيط في بعض الرتوش، كإطلاق اللحية والتسبيح بحمد الله قبل إلقاء الخطب الرنانة!
هذا ما أرادته أمريكا من أصحاب دعوات (الإسلام المعتدل)، أن يعتدلوا في قبولهم دين الغرب المسمى بالديمقراطية، ليكون دينهم الذي ارتضاه البيت الأبيض لهم، فيكون حق التشريع فيه للشعب، بل في حقيقته لأمريكا، فهي من يفرض الدستور على الأنظمة الحاكمة من خلال أدواتها العميلة، وهي من يبث السموم في البرلمانات الديمقراطية عبر شراء الذمم، وهي من يدعم الأوساط السياسية بالمال والإغراءات المشبوهة ليكونوا أداة لهم في تحقيق مآربهم، وهي من يسيطر على قيادات الجيش لضمان ولائهم للبيت الأبيض، أي أنها تتدخل في معظم مفاصل السياسة الداخلية ناهيك عن هيمنتها الكاملة على السياسة الخارجية لمصر.
إن الثمن السياسي لإيصال (الإسلاميين المعتدلين) للسلطة قد ظهر لكل من ألقى السمع وهو شهيد، وليس أولها ولا آخرها اتصالات أوباما الهاتفية بمرسي وتذكيره بالثمن الذي ارتضاه ليصل وحزبه إلى دفة الحكم، فالديمقراطية هي دين أمريكا الفاسد، وفيه الذلة والاستكانة والخنوع والتبعية، وبه تسقط ورقة التوت عمن رفعوا شعار الإسلام هو الحل يوما، وإذا بهم يطبقون شعار الديمقراطية هي الحل.
فيا أهل مصر الكرماء، اعلموا أن مطالبتكم بتطبيق الشريعة لن تتحقق على أيدي دعاة الديمقراطية (دين أمريكا الفاسد)، فالتحقوا بركب إخوانكم في ثورة الشام المباركة، وخذوا على أيدي المفرطين بشرع الله اللاهثين خلف سراب أمريكا، وليكن مطلبكم تطبيق شرع الله بدولة الخلافة، فبها تغيظون الكفار وعلى رأسهم أمريكا.
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا".
أبو باسل