من أروقة الصحافة الإبراهيمي: مفاوضة الأسد أو نحرق البلد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أشار الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا في حديث خاص لقناة "روسيا اليوم" RT الناطقة باللغة الإنكليزية بتاريخ ٢٢/٢/٢٠١٣، إلى أن بديل الحل السلمي للأزمة الحالية في سوريا هو تدمير البلاد، معربا عن اعتقاده بأن لا أحد يريد تدميرها.
وقال الإبراهيمي: "في الوقت الحاضر التوصل إلى حل سلمي للأزمة صعب جدا، ولكنه ضرورة ملحة، لأن سوريا أمام خيارين: إما تحقيق الحل السلمي للأزمة أو تدمير البلد بالكامل".
===============
إن تصريحات الإبراهيمي وتهديداته هذه ليست تغريدا خارج السرب، بل هي متناسقة تماما مع الموقف الأمريكي الرسمي القاضي بالحل السياسي في سوريا عبر عملية انتقال سياسية تضمن واشنطن من خلالها الحفاظ على أركان النظام العلماني ومؤسسات الدولة الفاسدة كما هي، تحقيقا لاستمرارية تبعية النظام السياسية للبيت الأبيض.
لذلك فإن التصريحات والتهديدات من مستقبل كارثي في حال فشل الحل السياسي الأمريكي، أصبحت سمة غالبة على أقطاب التواطؤ الدولي، فالقادة الروس يهددون، وقادة الائتلاف السوري الموبوء يهددون، وحكام المنطقة الخونة يهددون، وكيان يهود يهدد، والمؤسسات الدولية والإقليمية أيضا تهدد وتحذر من خطر الفشل في تحقيق الحل السياسي، وجميعهم يطالبون الشعب السوري القبول بالحوار مع النظام وإلا فسيبقى شلال الدم مستمرا تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الداعم لطاغية الشام.
إن الشعارات التي رفعها شبيحة الأسد منذ بدء الثورة (الأسد أو نحرق البلد)، تتشابه كثيرا مع حقيقة الموقف الدولي المتواطئ مع نظام الأسد، ومع المؤامرة الكونية القاضية بإجهاض الثورة وتفريغها من إسلاميتها، والهبوط بها إلى دَرْكِ التفاوض مع الطاغية وتأمين الانتقال السياسي كما تريده أمريكا زعيمة محور الشر، وكأن شعارهم هو (مفاوضة الأسد أو نحرق البلد)، كل ذلك من أجل قطع الطريق على المخلصين من أبناء الشام لتحقيق مشروعهم الأممي بإقامة دولة الإسلام في عقر دار الإسلام في الشام.
إن التضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري البطل، لا يمكن لها أن تذهب سدى فداء لأمريكا وعملائها وشركائها في قتل الثورة، ولهذا كان لزاما على أهل الشام الكرماء، أن يغذوا السير باتجاه قلب الطاولة على رؤوس هؤلاء جميعا، والثبات على مطلبهم المشروع بإسقاط النظام بمنظومته السياسية والفكرية وإقامة دولة الإسلام على أنقاضه، وبهذا فقط يكون الرد الحقيقي على التهديدات الجوفاء للإبراهيمي ومن يقف خلفه من القوى الاستعمارية الدولية.
سيسقط الأسد وستعمر البلد تحت ظل راية الواحد الأحد.
أبو باسل