الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات  يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الله تعالى‏:‏ ‏ { ‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} ‏الأنفال‏:‏ 24‏‏‏‏
 إن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له الاستجابة فلا حياة له، وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات ‏.‏فالحياة الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا ‏.‏فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا،وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان‏.‏ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول،فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة ،وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول‏.‏

 قال مجاهد ‏:‏‏ { ‏لما يحييكم } ‏ يعني للحق‏.‏ وقال قتادة‏:‏هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة‏.‏ وقال السدي‏:‏ هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر ‏.‏ وقال ابن إسحق وعروة بن الزبير‏:‏ واللفظ له ‏ «‏لما يحييكم» ‏يعني للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل،وقواكم بعد الضعف ، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم‏.‏ وكل هذه عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرسول ظاهرا وباطنا‏.‏ قال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله ‏ { ‏لما يحييكم } ‏هو الجهاد ،وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني ‏.‏قال الفراء‏:‏ إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنما يقوى بالحرب والجهاد ،فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم‏.‏

كتاب الفوائد لابن القيم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع