لا عزة إلا بالإسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السماوات والأرض، فلا رادّ لحكمه ولا معقِّب لقضائه وأمره، وأشهد أن سيدنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، اللهم فصل عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
يقول المولى سبحانه وتعالى: ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [138-139] سورة النساء، وقال سبحانه في سورة فاطر:( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) [الآية 10].
أيها الأحبة الكرام:
إن من الأخطار التي تحيق بنا أن نقع فيما يقع فيه المنافقون، بأن نجهل الأعمال التي توقع أبناء الأمة في زمرة المنافقين، ومنها أيها المسلمون أن يبتغ مبتغ العزة فيبحث عنها عند الكافرين، بإختلاف أنواعهم وألوانهم. والخطأ الكبير في ذلك يتعلق بالعقيدة، وبمطابقة ما يطلبه الناس من العزة للواقع، فنحن نؤمن إيماناً جازماً بأن العزة بيد الله سبحانه، يهبها لمن يشاء من عباده، والواقع يؤكد تأكيداً جازماً أن العزة لا يمتلكها البشر لعجزهم، وهم لا يملكون الموت والحياة، ولا يملكون الصحة والمرض، ولا يملكون الرزق، ولا يملكون السعادة والطمأنينه، بل الذي يملكها هو القوي العزيز سبحانه وتعالى، فهو الذي يعطي القوة ويعطي النصر والغلبة والسعادة.
عندما تم تنصيب باراك أوباما يوم الثلاثاء الماضي رئيساً لأمريكا، ظن بعض المسلمين أن في ذلك خير عندما سمعوا خطابه، فقال البعض: نسأل الله أن يهيئ لأوباما البطانة الصالحة، وقد كان الإستحسان حتى على مستوى حكام المسلمين، عندما أعرب أوباما عن نيته فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي.
أيها الأحبة الكرام: إن الملاحظ أن أمريكا قد ظلمت المسلمين كثيراً، باحتلال أرضهم وبمعاونة المحتلين، فهم الآن يحتلون العراق وأفغانستان، ويعاونون يهود في احتلال فلسطين، وقد أرسلت لهم عند حربهم وقتلهم لأهل غزة شحنة ضخمة من الأسلحة، فظن البعض أنه ربما يرقُّ قلب أحد أبناء أمريكا للمسلمين فيخفف عنهم الأذى ونهب الثروات والتقتيل، وهذا وهمٌ، لأن الله عز وجل قد كشف لنا نفسيتهم في القرآن فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ + هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [آل عمران،118-119]، وقد تعودوا أن يعيشوا على دماء وأشلاء وثروات الشعوب والساسة الأمريكان عندما نصبوا الرئيس الحالي أوباما لأن صورتهم قد إهتزت في العالم حيث كانوا يخفون جرائمهم، ولكنها فضحت في السنين الأخيرة للعالم وكشفت، فحاولوا بأن ينصبوا أوباما وهم أهل العنصرية والظلم لكي يخفوا وجههم البشع القبيح فيكون لسان حالهم نحن طيبون فهذا رئيسنا أسود ومن أفريقيا أيضاً أيها الناس فهم يريدون أن يرجعوا صورة أمريكا قبل بوش.
وأمريكا قبل بوش كانت أيضاً عدوة للإسلام والمسلمين. ولعل الناس الذين خُدِعوا واحسنوا في الكافرين الرجاء، لم ينتبهوا لكلام أوباما؛ الممثل للمؤسسة السياسية والعسكرية والإقتصادية الأمريكية، فمن أقواله في خطابه عند تنصيبه: (إن أمتنا في حرب ضد شبكة واسعة من العنف والحقد، ... لن نعتذر عن طريقة عيشنا ولن نتوانى في الدفاع عنها للذين يسعون إلى تحقيق أهدافهم من خلال الإرهاب وقتل الأبرياء نقول لهم الآن: لا يمكنكم القضاء علينا وسنلحق بكم الهزيمة).
والمدقق أيها المسلمون في هذه الكلمات يجد أنها نفس الكلمات التي كان بوش يتلوها صباح مساء، فهم بدعوى الإرهاب إحتلوا ما اختاروا من بلاد المسلمين، ونصروا يهود، وهو يزعم أنهم أبرياء فالأمريكان يعتبرون أن ما فعله يهود بأهل غزة ليس إرهاباً بل الإرهاب من يحاول أن يهدد مصالحه في أي مكان، أما الذي حدث في أمريكا من ضرب برجي التجارة وقد إتضح للعالم أنه من تخطيط الأمريكان أنفسهم، وقد إتخذوه ذريعة ليقنعوا شعبهم لإحتلال أفغانستان، عندما أرادوا دخول العراق أيضاً أعدوا كذبةً جديدة بأنه في العراق أسلحة دمارٍ شامل، ففعلوا بالمسلمين ما فعلوا، وتركوا يهود بكل أسلحتهم يفعلوا كل قذر.
أستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه الكرام النجبا وبعد.
أيها المسلمون: هل بلغ بنا الهوان أن ننتظر الرأفة من الكافرين، من أمريكا أو يهود، فنكون في غزةٍ إن هم رأفوا بنا، أليس ذلك موقف الذلة والهوان وطلب العز من الظالم والكافر؟ وهذا قد حرمه علينا الإسلام، فإن العزة لا تكون إلا من عند الله وتكون بإسلامنا الذي نؤمن به، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " إنَّا قوم أعزّنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا الله"، نعم فإن العزة لله جميعاً. والإسلام قد أمرنا أن ننتصر على الظالمين، لا أن نستجديهم ونركن إليهم، ونطلب منهم العون. فالحكم الشرعي المتعلق بمن يعتدي على بلاد المسلمين هو حكم واحد فقط لا غير؛ وهو جهادهم في سبيل الله على سبيل الفرض، والفرض تثاب عليه الأمة إن قامت به، وتؤثم وتحاسب عليه إن هي تركته، فلا يصح أن يترك الواجب وأن ننتظر ما يحكمون به علينا وننتظر أوامرهم وعطاياهم وكأننا متسولون على أبوابهم ونحن في منتهى الذلة، فالله عز وجل لم يخلقنا لنذل ونهان بل لنكون أعزةً بتطبيق أحكام شرعه.
أيها المسلمون: إن الواجب علينا هو طرد أمريكا من العالم الإسلامي، وطرد يهود الجبناء معهم بالجهاد في سبيل الله، فهذا هو العز الذي أمرنا الله به والله وعد من يطيعه بالعزة فقال: ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [7، محمد].
ولتحقيق هذا النصر لابد أن نزيل كل العوائق التي تقف أمام طرد أمريكا وطرد يهود من العالم الإسلامي، كل العوائق التي تمنعنا من العزة، من طاعة ربنا سبحانه وتعالى، وذلك بإقامة الخلافة على منهاج النبوة وهي طريق العز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً.