الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المعلم التاسع عشر: الإيمان باليوم الآخر (ح1)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان، ولا يتم إيمان الإنسان إلا بالتصديق الجازم به وما يحصل فيه من أحداث وأهوال ذكرها القرآن الكريم والسنة المتواترة.
واليوم الآخر هو اليوم الذي قدره الله لنهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة الدائمة، قال تعالى: (وإن الدار‌ الآخر‌ة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون). (العنكبوت64).
ويشتمل هذا اليوم على أحداث وأهوال عظيمة، وتغيرات كونية كبيرة. تبتدئ بالنفخ في الصور ثم الحشر والحساب والميزان وتنتهي بدخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار.

 

أدلة اليوم الآخر:
أدلة اليوم الآخر مأخوذة من النقل أي من القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة. ولا يستطيع العقل الإنساني وحده مجردا ومعزولا عن النقل إدراك اليوم الآخر؛ لأن اليوم الآخر مغيب لا يقع تحت الحس, فكان لا بد من النقل يخاطب العقل ويقدم له البراهين كي يؤمن ويعتقد باليوم الآخر. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا باللـه ور‌سوله والكتاب الذي نزل على ر‌سوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر‌ باللـه وملائكته وكتبه ور‌سله واليوم الآخر‌ فقد ضل ضلالا بعيدا). (النساء 136). وقال تعالى: (اللـه لا إلـه إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ر‌يب فيه ومن أصدق من اللـه حديثا). (النساء 87).
أهمية اليوم الآخر:
ممــــا يدل على أهمية اليوم الآخر:
أولا: تكرار ذكر القيامة في القرآن الكريم نحو سبعين مرة، وذكر الآخرة خمسا وستين مرة. مما يدل على أهمية ذلك اليوم، وأثره في توجيه النفس الإنسانية إلى الطريق المستقيم المنجية من العذاب والهلاك يوم القيامة.
ثانيا: اقتران اليوم الآخر بالإيمان بالله سبحانه قال تعالى: (ولـكن البر‌ من آمن باللـه واليوم الآخر‌). ( البقرة 177)
ثالثا: تعظيم الله ذلك اليوم الآخر وتحذيره عباده.
رابعا: كثرة أسماء اليوم الآخر.

 

أسماء يوم القيامة:
كثرت أسماء يوم القيامة, وكل اسم يدل على حال وحدث يحصل في ذلك اليوم. ومن أشهر هذه الأسماء: يوم القيامة، ويوم البعث، ويوم الفصل، ويوم الحشر، ويوم الحساب، ويوم الدين، ويوم الخروج، ويوم الخلود، ويوم الوعيد، ويوم الآزفة، ويوم الجمع، ويوم التناد، ويوم التلاق، ويوم التغابن، والساعة، والآخرة، والقارعة، والطامة الكبرى، والصاخة، والحاقة، والواقعة، والرادفة.

 

أيها المؤمنون:
إن أساس الإيمان باليوم الآخر يقوم على ثوابت الوحي الإلهي الصادر عن الذات الإلهية المقدسة، ولقد حظيت عقيدة المعاد بنصيب وافر من الآيات القرآنية، فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من بضع آيات تتكلم عن عالم الآخرة، وكان الإخبار القرآني عن اليوم الآخر وما يتصل به قد جاء على مستويات مختلفة، فقد ساق الأدلة والبراهين المختلفة على إمكان المعاد وضرورته ووجوبه كأصل من أصول الاعتقاد الثابتة في جميع الشرائع السماوية، ورد على شبهات المنكرين، وأخبر عن أشراط الساعة والبعث بعد الموت والمحشر والحساب والصراط، ووصف حال المؤمنين في الجنة وما أعد لهم من النعيم الدائم، وحال المجرمين في جهنم وما أعد لهم من العذاب الأبدي. وفي الحلقات القادمة بإذن الله نقدم لكم صورة موجزة عن أهم المضامين القرآنية الواردة في النشأة الأخرى، وما يتعلق بها.

 

أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع