رسالة تهنئة بالعيد لأهلنا في الشام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
انتهى شهر رمضان المبارك ونسأل الله أن نكون من عتقائه المغفورين ذنوبهم بإذنه تعالى .. وها قد أتى العيد الذي لا نملك من فرحته إلا فرحة إتمام الصيام وبإذن الله فرحة لقائه سبحانه ، وهي وإن كانت عظيمة جليلة لكن يغلفها الحزن الذي رافقنا منذ أصبحنا مفرقين متشرذمين في دول عديدة وحدود وسدود تمنع تواصل الأهل والأحبة ،، منذ أصبحنا أيتاما بلا أب ولا راع يهتم بنا ، بلا خليفة يذود عنا ويحمينا ويسهر على شؤون رعيته . ومع هذا فإن هذا العيد مختلف ،، فرغم أن فيه ألماً ولكن أيضا فيه أمل وترقب ببشرى خيرٍ من الشام عقر دار الخلافة إن شاء الله . ورسالتي هذه سأخصصها لهم ، لأهلنا وأحبائنا في الشام الذين يخوضون معركة مصيرية ضد الطاغية وزبانيته وأعوانه تحت سمع العالم وبصره واستهانته بالدماء الزكية والأرواح الطاهرة التي ترتقي إلى ربها راضية مرضية بإذنه تعالى شاكية له سبحانه ظلم البشر وسكوتهم عن نصرة الحق.
فيا أهلنا في الشام ...
عيوننا تترقبكم وهي مليئة بالدمع .وقلوبنا تهفو لكم وهي تمتلئ حزنا وخوفا عليكم مما يفعله الطاغية مما تنأى عنه الوحوش في الغابات ..
نرى صمودكم ونسمع هتافاتكم المتوجهة لله فنشعر بفخر وعزة العقيدة المترسخة في نفوسكم وقلوبكم ، ونرجو أن تكونوا ممن قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ( صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب ).فاصبروا وصابروا فإن النصر صبر ساعة ونرجو أن تكون قريبة,
أهلنا الأعزاء ..
يأتي عليكم العيد هذا العام ولسان حالكم يقول : بأيةِ حـالٍ عدتَ يا عيـدُ؟!!
عدت برائحة الجراح الراعفة والدماء الطاهرة الزكية.. عدت بأصوات بكاء الثكالى والأيامى واليتامى.. عدت باستغاثة الحرائر ينتظرن من ينقذهن ويحمي عرضهن ويخلصهن من الذل والهوان .. عدت وقد غارت البسمة وغابت الضحكة .. وبدل أن يرقص أطفالنا فرحا بالعيد تراهم كالمذبوح يرقص ألما ...
ولكنك أيضا عدت بالأمل بغد أجمل رغم الجراح ورغم العذاب .. غد مشرق بنور الله وعظمة الإسلام الذي سترفرف راياته قريبا بإذن الله ..
ورغم كل هذا الحزن والدموع ورغم الأنّات والآهات فلن نرتضي هذا البكاء ولا العويل ،كما لن نرتضي الذل ولا الهوان سبيلا ..
نعم .. ها أنتم يا أسود الشام أعلنتموها لله فلتبق لله .. ولا تبدلوها ولا تحرفوها حتى تنالوا عز الدارين .. وإن لم يقدر لنا إن تتوج فرحتنا هذا العيد بالنصر على الظلمة وإقامة دولة الإسلام فلتكن قريبا إن شاء الله الفرحة الكبرى وهي فرحة الخلاص من الطاغية ، ولتبقوا على العهد سائرين ولأحكام الله تعالى عائدين ولسنة نبيه صلى الله علي وسلم مطبقين ، ولسيرة الصحابة رضوان الله عليهم مُعيدين ..( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ).
ولن تكفكف دموع الشام وفلسطين والأقصى بالشجب والاستنكار ومجلس الأمن والبعثات الدولية ،، بل بإزالة كل الظالمين ومن يسير في ركابهم ، وإقامة الدولة التي تحكم بشرع الله وأحكامه وتطبقه نظاما شاملا ينشر العدل والخير والأمن في ربوع بلاد المسلمين .
أنهي رسالتي هذه بالتوجه إلى الأمة الإسلامية ، إلى إخواني الكرام وأخواتي الكريمات وأقول لهم هنيئاً لمن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً لوجه الله ، وهنيئاً لمن يدرك رمضان القابل في ظل الخلافة ، فكونوا من العاملين لها ، عسى أن تكونوا من شهودها.
وإننا لنرجو الله تعالى أن يحقق لهذه الأمة ما تصبو إليه من عز وسؤدد ونصر، وأن يقبضنا إليه ثابتين غير مبدلين. واجعل اللهم هذا آخر رمضان يأتينا قبل إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
ولقاءنا في دولة الخلافة قريبا إن شاء الله .
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
مسلمة