الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  من أروقة الصحافة الصليب الأحمر يثير تساؤلات بشأن جرائم حرب في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جنيف (رويترز) - ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الآن أن القتال في سوريا صراع داخلي مسلح -أو حرب أهلية بمنطق رجل الشارع- بعد أن تجاوز القتال حدا يقول خبراء إنه قد يساعد على وضع أسس لملاحقات قضائية في المستقبل بسبب ارتكاب جرائم حرب.واللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الحارس لاتفاقيات جنيف التي تحدد قواعد الحرب وهي بهذا الوضع تعتبر مرجعية في تحديد متى يتطور العنف إلى صراع مسلح.وكانت الوكالة المستقلة المعنية بالشؤون الإنسانية صنفت العنف في سوريا باعتباره حروبا أهلية محلية بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة.
====================


هذا التصريح المتخاذل من المؤسسة الدولية التي اعتبرت نفسها ركنا من أركان مساعدة الجرحى والمعتقلين وتقديم الخدمات الإنسانية في الأماكن الساخنة في العالم، تثبت حقيقة التأثير الغربي على هذه المؤسسات ومدى تغلغل النفوذ السياسي في أروقتها من أجل استغلالها كأدوات للتدخل في شؤون الدول والقيام بأعمال ظاهرها المساعدات الإنسانية وباطنها قد يصل إلى حد تهريب الأسلحة ودعم طرف على طرف كما كشفت بعض التقارير الإعلامية عن دور بعض هذه المنظمات في دارفور وغيرها من بلاد المسلمين.


وها هي المنظمة المذكورة تساهم بشكل فعال في تضليل الرأي العام العالمي حول ما يجري في سوريا من مذابح يمارسها النظام الأسدي الغاشم ضد أبناء شعبه، مع ما تطرحه الأطراف الدولية الداعمة لبشار أسد الأرعن وعلى رأس هذه الأطراف، أمريكا الاستعمارية المجرمة. فاعتبار ما يجري في سوريا بأنه صراع داخلي مسلح، هو ما يدعيه النظام نفسه طوال ما يقارب عام ونصف عبر ادعاءاته البالية بوجود عصابات مسلحة، وإنكاره لوجود ثورة شعبية سلمية رسمت للعالم أسمى آيات الصبر والثبات والتضحية والوقوف بوجه الظالم ومحاسبته. وهذا الادعاء يتناغم أيضا مع مبادرة كوفي أنان ومن يقف وراءها من أطراف كالجامعة العربية ومجلس الأمن وروسيا والصين وأمريكا وأوروبا والنظام نفسه وحكام الخليج وتركيا وغيرهم من المتواطئين مع النظام. إن هذه التصريحات توضح كيفية ممارسة الدول الكبرى لسياساتها المتعلقة باستغلال الأدوات الدولية لمصلحتها من أجل التأثير وحرف الرأي العام وتبرير التخاذل في نصرة المظلوم.


فاتفاقيات جنيف التي تحرسها منظمة الصليب الأحمر تقف صامتة كصمت القبور أمام ما يجري من مجازر وحشية بحق الشعب السوري، وهذا تماما كما كان الحال مع ما سبقها من مجازر في سيبرينيتسا وفضائح التعذيب في أبو غريب وغوانتانامو وقلعة باجرام وسجون السي آي إيه الطائرة والتعذيب الوحشي في أوزبكستان وسجن الجيسلق وغيرها من الفضائح التي تبين همجية الدول الكبرى وسكوتها عن عملائها من الحكام الطواغيت الخونة، وليس آخرهم ما يجري من إبادة جماعية في ميانمار بحق المسلمين هناك.

إن محاولة تخويف الناس من حرب أهلية مستقبلية يهدف لتركيعهم للقبول بمبادرة أنان الأمريكية، وكأن أمريكا تقول للشعب السوري، إما أن تسيروا وفق رؤيتي للحل أو سنبقي الضوء الأخضر لبشار أسد لقتلكم وذبحكم وتعذيبكم وإخماد ثورتكم. إن مجريات الثورة إلى الآن تدلل على نجاح هذه الثورة المباركة وتوسعها وصمودها وثباتها، وبالمقابل فإن أعمال النظام الوحشية دلالة على قرب سقوطه المدوي بإذن الله. فالصبر والثبات يا أهل سوريا الأبطال، فقد اقتربت ساعة النصر بإذن الله.

 

كتبه: أبو باسل - بيت المقدس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع