سلسلة من قلب الثورة السورية - الحلقة 3 - نداءُ أهلِ الشامِ إلى كلِّ بلادِ الإسلامِ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نُصْدقكم القول أيها المسلمون، يا أهلنا في البلاد العربية قاطبة، يا أهلَ النخوةِ والعزيمة، يا أبناءَ الفاتحينَ والمنتصرين، ياخيرَ أمةٍ أخرجت للناس، نصدقكم القولَ ونحن نعيشُ معركةَ صمودٍ نادرةٍ أمام أعتى قوةٍ فتاكة عرفناها، لنحملَ عنكم إثمَ الصمتِ الذي ابتُليتم به يا مسلمون.
نصدقكم القول ونحن نناديكم من بين الجراحات والشهداء والآلام، من بين اليتامى والأرامل والثكالى، من بين المصابين والمعاقين والمشوهين، من بين الأمهات التائهات الباحثات عن فلذات أكبادهن أطفالهن الرضع، من بين الرجال الذين أُهينوا وضُربوا وشُتموا في شرفهم ودينهم ورجولتهم.
نصدقكم القول أيها الأحبة ونحن نخاطبُ فيكم الأهلَ والحُماةَ والمدافعينَ عن حرماتِ الله، ونحن نخاطبُ فيكم الجندي البطل والقائدَ الفذَّ والعالِمَ والطبيبَ والمربي والشيخَ والرجلَ الهُمام، ونحن ننظر إليكم بعيون الأملِ والتلهف والحزن والألم.
نصدقكم القول والله، حين نعبر لكم بمرارةِ وندمِ الكُسَعِيّ، أننا في سوريا، بلدُ الخلفاءِ والصحابةِ بلد لتابعين وتابعي التابعين، بلد العلماء والزراع والمفكرين، بلد الماءِ السلسبيل والهواء العليل والخضرة الحسنة، بلد الأنهر السبعة والبركة التي لاتنقطع، بلد الكرم والجود وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف ونجدة ابن السبيل والدفاع عن حرمات الله، بلد الجهاد في سبيل الله وصد جحافل جيوش الصليبيين.
نصدقكم القول بأننا وبعد ما أكرمنا الله تعالى به من ثورة امتدت عبر أشهر طويلة لم تكن بالحسبان، لم نندم عليها، بل نفتخر بها، لأننا لمسنا معها العزة، عزةُ الإسلام التي أكرمنا بها رب العزة، وبعد أن ذقنا حلاوة الإيمان لمَّا يمتزجَ بروح الجهاد في سبيل الله، وبعد أن رأينا كيف أن الجميع بلا استثناء قد تآمر علينا، وأن الأنظمة العربية والعالمية كلها قَضَّ مضجعها نزوعنا لاستعادة سلطاننا وكرامتنا، فائتمروا كلهم بأمر الكافر المستعمر الذي لا يرى بديلاً لنظام الذل والخنوع، حامياً له ولدولته المسخ المسماة بإسرائيل، فمُنِعَتْ عنا كلُّ مساعدةٍ من حكامكم أو من غير حكامكم، خوفاً وطمعاً. خوفاً من انتصارنا الذي سيقلب الطاولة على أعداء الله، وطمعاً باستمرار نظام البعث وبشار في استنزاف قوى ودماء الأمة الإسلامية لصالح يهود كما حدث ويحدث أمامكم حتى الآن.
نصدقكم القول يا أهلنا في العالم الإسلامي أننا الآن بكينا بألمٍ وأسى على خلافتنا التي ضاعت في غفلة منا، دولة وأية دولة، دولة الرسول الكريم صلوات ربي عليه وآله وسلم، التي بناها لنا لتحمينا وتحمي ذرارينا إلى قيام الساعة. تلك الدولة التي امتدت بقوة من المدينة المنورة إلى دمشق فبغداد فاستانبول. كان المسلم فيها عزيزاً، لايمسه سوء. بل إن الإنسانية جمعاء حُقن فيها دماؤها، وعاشت في أمان لامثيل له.
نبكيك يادولة الخلافة الإسلامية بدل الدموع دماً، كيف سقطتِ وتركتنا؟ ولو كنتِ موجودة لما تجرأ علينا لا بشار ولا بعث ولا مبارك ولا قذافي ولا صالح ولا طنطاوي! لما انتظرنا من ينصفنا بكلمة من أمثال ساركوزي أو أوباما أو حمد! لو كنتِ هنا لما ضاعت فلسطين ولما ضعنا بعدها. لو كنتِ هنا لما آلت أمورَنا لحكام ولملوك ولجيوش ليسوا منا ولسنا منهم.
نبكيك يادولة الخلافة ونلعن من أسقطك وتآمر عليك، نلعن كمال أتاتورك مع لعناتنا لحافظ ولبشار ولجنودهما. كان جيشك الإسلامي حامياً لنا ولأموالنا ولأعراضنا. لا كهذا الجيش الأسدي الذي يستقوي بالغرب وبالشرق وبيهود وبأعداء الله علينا. سفكَ دماءنا ونهب أموالنا، يستحيي نسائنا ويقتّل أولادنا وينتقم من رجالنا، وأنتم ترون وتسمعون أيها المسلمون ولا تتحركون!
يا أمتي، يا أمةَ الإسلام، كنا دولةً واحدةً يحكمُنا خليفةٌ واحد يحمينا ويرعانا بالإسلام أحسن رعاية، ثم تشرذمنا وضِعنا في بضع وخمسين دويلةٍ هزيلة لاحول لها ولاقوة. كل جزء مشغول بنفسه، وكأننا لم نكن يوماً دولة واحدة، بل كأننا لسنا أمة واحدة. أأعرضتم عن كلام ربكم!!؟
فمن لهذه الأمة بعد الله؟ من لفلسطين يحررها؟ من لمصر ينقذها؟ من للسودان يوحدها؟ من لليمن يأخذ بيدها؟ من للشام ينجدها ويوقف نزيف الدماء فيها؟
وامعتصماه.. واخليفتاه.. واإسلاماه.
أين أنت ياخليفة المسلمين، ياأمير المؤمنين، ترسل لنا جيشنا الإسلامي لينقذنا من هؤلاء الحكام العملاء الفجرة. من يعصم دماءنا منهم؟
ياالله ليس لنا إلا أنت ياالله.
كتبه للإذاعة: حامد الشامي