لسنا بحاجة لدعم الدولِ الصناعيةِ الثماني
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الشعوبَ الإسلاميةَ التي انتفضت ضدَّ أنظمتِها القمعيةِ، قد انتفضت هذه الشعوبُ ضدَّ الظُلمِ الذي ارتكبَه هؤلاءُ الحُكّامِ، من جرّاءِ تطبيق ِالأنظمةِ الغربيةِ، أنظمةِ الكُفرِ على الأمةِ الإسلاميةِ، ومُنذُ ظهورِ الدولِ الغربيةِ التي تُطبّقُ الرأسماليةَ على شعوبِها، وقامت بنشرِ هذا المبدأِ على شعوبِ العالمِ بما فيه الأمةُ الإسلاميةُ، هذا المبدأُ الذي يُناقضُ مبدأَ الإسلامِ في جميعِ حيثياتِه، لذلكَ حتّى ينجحَ هؤلاءِ الحُكّامُ في تطبيق ِالرأسماليةِ عَمِدوا إلى القبضةِ الحديديةِ على شُعوبِهِم، بحيث لم يبقَ مجالٌ مِن مجالاتِ الحياةِ إلاّ أصابَه الداءُ الرأسماليُّ، وتعرَضَت جميعُ الشعوبِ للقهرِ والظُلمِ والاستعبادِ، فخروجُ هذه الشعوبِ لم يكنْ خروجاً على الفقرِ والجوعِ فقط.
الفقرُ سبَبُه هو تطبيقُ الرأسماليةِ وتحكُّمُ فئةٍ مُعينةٍ مِنَ الحُكّامِ وأعوانِهِم في مُكتسباتِ الأمةِ الإسلاميةِ، وعاثوا في الأرضِ إفساداً، وذلكَ مِن جرّاءِ بسطِ نُفوذِهِم على مُقدرّاتِ الأمةِ التي أصبحت في لحظةٍ عاجزةً عن توفيرِ الحاجاتِ الأساسيةِ، هذا من ناحيةٍ، ومن ناحيةٍ أخرى تعرُّضُ هذه الشعوبِ للبطشِ مِنْ قِبَلِ الحُكّامِ، ممّا عرَّضَ حياةَ الكثيرينَ مِنْ أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ للسَّجنِ والتعذيبِ، ولم يقفْ الأمرُ عندَ هذا الحدِّ، فالكثيرُ مِنْ أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ في عدادِ المفقودينَ،إمّا بالموتِ تحتَ وطأةِ التعذيبِ، وإمّا بقتلِهِم عمداً على أيدي جلادي هذه الأنظمةِ، والسجونُ المُتواجدةُ في جميعِ أنحاءِ هذه البلادِ شاهدةً على ذلكَ.
وأخيراً ولتلاشي التغييرِ المنظورِ لهذه الشعوبِ عَمِدَت الدولُ الرأسماليةُ الصناعيةُ الثماني إلى دعمِ البلادِ العربيةِ، خاصةً مصرَ وتونسَ بمبلغِ عشرين مليارِ دولارٍ للخُروجِ مِنَ الضائقةِ الماليةِ، وذلكَ لاعتبارِ أنَّ انتفاضةَ هذه الشعوبِ انتفاضةَ جوعٍ، لهذا قامت مؤخراً بهذا الدعمِ لتحسين ِالوضع ِالاقتصاديِّ في هذه البلادِ، ونحنُ في هذا المُقامِ نُذكِّرُ الأمةَ الإسلاميةَ أولاً، ومن ثَمَّ نُذكِّرُ هذه الدُولَ الثمانيَ ثانياً.
نُذكِّرُ الأمةَ الإسلاميةَ بأمرٍ وهو أنَّ سببَ البلاءِ لهذه الأمةِ عدمُ تطبيق ِمبدئِها الربانيِّ مبدأُ الإسلامِ، قدْ حصلَ ما حصلَ لها، سُلِبَت خيراتُ ومُقدرّاتُ الأمةِ، وانتُهِكَت أعراضُها، واحتُلَت أراضيها مِن قِبَلِ أرذلِ خلق ِاللهِ، لذلكَ ما على الأمةِ الإسلاميةِ والشعوبِ التي انتفضت أن تعملَ جادةً لتطبيق ِالإسلامِ في جميعِ نواحي الحياةِ، كما فعلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلمَ بعدَ أن أقامَ دولةَ الإسلامِ في المدينةِ المُنورةِ، وعَمِلَ على نشرِ الإسلامِ في باقي البلادِ، ونحنُ هُنا نُذكِّرُ جميعَ المُسلمينَ بتاريخِ الأمةِ الإسلاميةِ، كيفَ سطعَ نورُ الإسلامِ على أرضِ اللهِ، وذلكَ لإخراجِ الناسِ من الظُلمِ إلى العدل، ومن الظلمات إلى النور.
وهنا نُذكِّرُ الأمةَ الإسلاميةَ بموقفِ قائدِ الرومِ معَ خالدٍ بنِ الوليدِ عندما أرسلَ( باهان خطابًا إلى خالدِ بنِ الوليدِ الأميرِ على الجيشِ يقولُ فيه: "قد علمنا أنَّ الذي أخرجَكُم من ديارِكُم غلاءُ السعرِ وضيقُ الأمرِ بكم، وإنِّي قد رأيتُ أن أُعطيَ كُلَّ رجلٍ منكُم عشرةَ دنانيرٍ وراحلةً تحملُ حملَها من الطعامِ والكِسوةِ والأدَمِ لكُلِّ جنديٍّ فإن كانَ قابلَ العامِ القادمِ أرسلتُم إليَّ؛ فأُرسلُ لكُم مثلَها)
وتذكيرُ الدولِ الصناعية الثماني التي تبكي على أطفالِ المُسلمينَ الجوعى، هذه الدولُ التي تنهمرُ دُموعُها على الشُهداءِ الذينَ سقطوا جرَّاءَ ثورَتِهِم، نُذكِّرُ هذه الدولَ أنَّ دُموعَهم ما هي إلاّ دموعُ تماسيحَ، وأنَّ هذا الحنانَ الذي يسطعُ مِن وجوهِهم ما هو إلاّ كذبٌ وافتراءٌ على العالمِ، كي يُحافظوا على أنظمتِهم المُطبَّقةِ في بلادِ المُسلمينَ حتّى يبقى نفوذُهُم هو المُسيطرُ، وكي تبقى شركاتُهُم الرأسماليةُ تنهبُ خيراتِ ومُقدرّاتِ الأمةِ الإسلاميةِ.وهذه الملياراتُ التي تودون دعمَ البلادِ بها، هذه الدولارات هي لنا قد نهبتموها عن طريقِ عملائِكم، وهذه أيضاً الأرصدةُ التي جمدتموها لهؤلاء العملاء
ونحنُ نُذكرُّكُم بأن أجلَ عملائكم مِن هؤلاءِ الحُكّامِ قد دنا، وما هي إلاّ أيامٌ وسيعودُ مجدُ الأمةِ الإسلاميةِ إليها، وأنَّ الإسلامَ سيسطعُ نورُه على أرضِكُم، وما حنانُكُم ودموعُكُم التي تتظاهرون بهما إلاّ مَضِيعَةٌ للوقتِ، ودعمٌ لأنظمتِكُم المُتهاويةِ، هذه الأنظمةُ آيلةٌ للسقوطِ في كُلِّ لحظةٍ، نُذكرُّكم ونذكِّرُ الأمةَ الإسلاميةَ بأنَّ وعدَ الله بالنصرِ قدِ اقترب.
يا امةَ لا اله الله محمداً رسولُ الله إنّنا في حزبِ التحريرِ نعرضُ عليكم الخلاصَ من هذا البلاءِِ وذلكَ بالعملِ معنا لإقامةِ الخلافةِ الإسلاميةِ وكما أنّنا نطلبُ من الجيوشِ أن تبايعَ حزبَ التحريرِ لمُبايعةِ خليفةِ المُسلمينَ الراشدِ القادمِ بإذنِ اللهِ تعالى "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" [الحج : 40]
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمينَ
كتبه: ابو جلاء