الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح44)  الروح, والناحية الروحية, ومزج المادة بالروح, والروحانية في مبدأ الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح44)

الروح, والناحية الروحية, ومزج المادة بالروح, والروحانية في مبدأ الإسلام

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.  

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الرَّابِعَةِ وَالأربَعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "الرُّوحُ, وَالنَّاحِيَةُ الرُّوحِيَّةُ, وَمَزْجُ المَادَّةِ بِالرُّوحِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّلاثِينَ وَالحَادِيَةِ وَالثَّلاثِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وَأمَّا الإِسلامُ فَهُوَ يُبيِّنُ أنَّ وَرَاءَ الكَونِ وَالحَيَاةِ وَالإِنسَانِ خَالِقاً خَلقَهَا هُوَ اللهُ تَعَالَى، وَلِذَلِكَ كَانَ أسَاسُهُ الاعتِقَادَ بِوُجُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَتْ هَذِهِ العَقِيدَةُ هِيَ الَّتِي عَيَّنَتِ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ، ألا وَهِيَ كَونُ الإِنسَانِ وَالحَيَاةِ وَالكَونِ مَخلُوقَةً لِخَالِقٍ، وَمِنْ هُنَا كَانَتْ صِلَةُ الكَونِ بِوَصفِهِ مَخلُوقاً، بِاللهِ الخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الكَونِ. وَصِلَةُ الحَيَاةِ الْمَخلُوقَةِ، بِاللهِ الْخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الحَيَاةِ. وَصِلَةُ الإِنسَانِ الْمَخلُوقِ، بِاللهِ الخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الإِنسَانِ، وَمِنْ هُنَا كَانَتِ الرُّوحُ هِيَ إِدرَاكَ الإِنسَانِ لِصِلَتِهِ بِاللهِ تَعَالَى. وَالإِيمَانُ بِاللهِ يَجِبُ أنْ يَقتَرِنَ بِالإِيمَانِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَرِسَالَتِهِ، وَبِأنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ. وَلِهَذَا كَانَتِ العَقِيدَةُ الإِسلاميَّةُ تَقْضِي بِأنَّهُ يُوجَدُ قَبلَ الحَيَاةِ مَا يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ وَهُوَ اللهُ، وَتَقضِي بِالإِيمَانِ بِمَا بَعدَ الحَيَاةِ، وَهُوَ يَومُ القِيَامَةِ، وَبِأنَّ الإِنسَانَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا مُقَيَّدٌ بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، وَهَذِهِ هِيَ صَلَةُ الحَيَاةِ بِمَا قَبلَهَا، وَمُقَيَّدٌ بِالْمُحَاسَبَةِ عَلَى اتّبَاعِ هَذِهِ الأوَامِرِ وَاجتِنَابِ هَذِهِ النَّوَاهِي، وَهَذِهِ هِيَ صِلَةُ الحَيَاةِ بِمَا بَعدَهَا، وَلِذَلِكَ كَانَ حَتْماً عَلَى المُسلِمِ أنْ يُدرِكَ صِلَتَهُ باللهِ حِينَ القِيَامِ بِالأعمَالِ، فَيُسَيِّرَ أعْمَالَهُ بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، وَكَانَ ذَلِكَ هُوَ مَعنَى مَزْجِ المَادَّةِ بِالرُّوحِ وَالغَايَةُ مِنْ تَسيِيرِهَا بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ هِيَ رِضْوَانُ اللهِ. وَالغَايةُ المَقصُودَةُ مِنَ القِيَامِ بِهَا هِيَ القِيمَةُ الَّتِي يُحَقِّقُهَا العَمَلُ".

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: إِنَّ مَبدَأ الإِسلامِ يَقُومُ عَلَى أسَاسٍ قَوِيٍّ وَثَابِتٍ وَرَاسِخٍ, ألا وَهُوَ الاعتِقَادُ الجَازِمُ وَالقَاطِعُ بِوُجُودِ اللهِ الخَالِقِ المُدَبِّرِ لِلكَونِ وَالإِنسَانِ وَالحَيَاةِ, وَكُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهَذَا الأَسَاسِ وَهَذَا المَبدَأ يَنبَغِي أنْ يُؤمِنَ كَذَلِكَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَرِسَالَتِهِ، وَبِأنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ.ط

 

وَهُنَا نَتَوَقَّفُ عِندَ بَعضِ المُصطَلَحَاتِ الخَاصَّةِ بِالعَقِيدَةِ الإِسلامِيَّةِ:

 

أولاً: الناحية الروحية:

 

 

كَانَتِ العَقِيدَةُ الإِسلامِيَّةُ هِيَ الَّتِي عَيَّنَتِ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ، ألا وَهِيَ كَونُ الإِنسَانِ وَالحَيَاةِ وَالكَونِ مَخلُوقَةً لِخَالِقٍ, وَعَلَيهِ نَستَطِيعُ القَولَ:

  1. إِنَّ صِلَةُ الكَونِ بِوَصفِهِ مَخلُوقاً، بِاللهِ الخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الكَونِ.
  2. إنَّ صِلَةَ الحَيَاةِ الْمَخلُوقَةِ، بِاللهِ الْخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الحَيَاةِ.
  3. إنَّ صِلَةَ الإِنسَانِ الْمَخلُوقِ، بِاللهِ الخَالِقِ، هِيَ النَّاحِيَةَ الرُّوحِيَّةَ فِي الإِنسَانِ.

Boloogh12 08 2024

 

ثانيا: الروح:

 

 

الرُّوحُ مِنَ الألفَاظِ المُشتَرَكَةِ الَّتِي لَهَا أكْثَرُ مِنْ مَعنَى, لَهَا مَعنًى اصطِلاحِيٌّ عِندَنَا نَحنُ شَبَابَ حِزْبِ التَّحرِيرِ ألا وَهُوَ إِدرَاكُ الإِنسَانِ لِصِلَتِهِ بِاللهِ تَعَالَى. وَقَدْ وَرَدَتْ كَلِمَةُ "الرُّوحِ" فِي القُرآنِ الكَرِيمِ, وَلَهَا مَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٌ:

 

1- مِنْ مَعَانِيهَا سِرُّ الحَيَاةِ فِي الإِنسَانِ, فِيهَا حَيَاةُ البَدَنِ, فَإِذَا خَرَجَتْ مِنهُ فَإِنَّهُ يَمُوتُ:

مِنهُ قَولُهُ تَعَالَى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).(٨٥الإسراء).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ).(١٧١النساء).أي ذُو رُوحٍ, وَهِيَ سِرُّ الحَيَاةِ, وَقَد أضِيفَتْ إِلَيهِ تَعَالَى تَشرِيفًا لِعِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ.

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).(٢٩الحجر). وَهِيَ سِرُّ الحَيَاةِ, وَقَد أضِيفَتْ إِلَيهِ تَعَالَى تَشرِيفًا لآدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ.

 

2- مِنْ مَعَانِيهَا جِبرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ:

 

مِنهَا قَولُهُ تَعَالَى: (نَزَلَ بِهِا لرُّوحُ الْأَمِينُ).(١٩٣الشعراء).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).(٨٧البقرة).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).(٢٥٣البقرة).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ).(١١٠المائدة).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).(١٠٢النحل).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا).(٣٨النبإ).

 

3- مِنْ مَعَانِيهَا القُرآنُ الكَرِيمُ:

 

مِنهُ قَولُهُ تَعَالَى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَامَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). (الشورى 52) أوحَينَا إِلَيكَ المخاطب نبينا محمد r وَ "رُوحًا" هُوَ القُرآنُ الكَرِيمُ. مِنْ أمرِنَا أي بِإِرَادَة اللهِ سُبحَانَهُ.

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ).(١٥غافر).أي يُنَزِّلُ الوَحْيَ, وَهُوَ القُرآنُ الكَرِيمُ. مِنْ أمرِهِ أي بِإِرَادَتِهِ سُبحَانَهُ.

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ).(٢النحل). أي يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالوَحْيَ, وَهُوَ القُرآنُ الكَرِيمُ. مِنْ أمرِهِ أي بِإِرَادَتِهِ سُبحَانَهُ.

 

4- مِنْ مَعَانِيهَا رَجَاءُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ وَإِحسَانُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

 

مِنهُ قَولُهُ تَعَالَى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ).(٨٧يوسف).

 

وَقَولُهُ تَعَالَى: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).(٨٧يوسف).

 

ثالثا: مزج المادة بالروح:

 

مِنْ مُقتَضَيَاتِ العَقِيدَةِ الإِسلاميَّةِ وَمُتَطَلَّبَاتِهَا أنْ يُدرِكَ المُؤمِنُ صِلَتَهُ بِاللهِ الخَالِقِ, وَهَذِهِ الصِّلَةُ قِسمَانِ: القِسمُ الأوَّلُ: صِلَتُهُ بِمَا قَبلَ الحَيَاةِ الدُّنيَا, وَالقِسمُ الثَّانِي صِلَتُهُ بِمَا بَعدَ الحَيَاةِ الدُّنيَا.

  1. العَقِيدَةُ الإِسلاميَّةُ تَقْضِي أوَّلاً بِأنَّهُ يُوجَدُ قَبلَ الحَيَاةِ مَا يَجِبُ الإِيمَانُ بِهِ وَهُوَ اللهُ تعالى.
  2. وَتَقضِي ثانيًا بِالإِيمَانِ بِمَا بَعدَ الحَيَاةِ، وَهُوَ يَومُ القِيَامَةِ.
  3. وَتَقضِي ثَالِثًا بِأنَّ الإِنسَانَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا مُقَيَّدٌ بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ. وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ هِيَ صَلَةُ الحَيَاةِ بِمَا قَبلَهَا.
  4. وَتَقضِي رَابِعًا بأنَّ مُقَيَّدٌ بِالْمُحَاسَبَةِ عَلَى اتّبَاعِ هَذِهِ الأوَامِرِ وَاجتِنَابِ هَذِهِ النَّوَاهِي، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ هِيَ صِلَةُ الحَيَاةِ بِمَا بَعدَهَا، وَلِذَلِكَ كَانَ حَتْمًا عَلَى المُسلِمِ أنْ يُدرِكَ صِلَتَهُ باللهِ حِينَ القِيَامِ بِالأعمَالِ، فَيُسَيِّرَ أعْمَالَهُ بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، وَكَانَ ذَلِكَ هُوَ مَعنَى مَزْجِ المَادَّةِ بِالرُّوحِ وَالغَايَةُ مِنْ تَسيِيرِهَا بِأوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ هِيَ رِضْوَانُ اللهِ. وَالغَايةُ المَقصُودَةُ مِنَ القِيَامِ بِهَا هِيَ القِيمَةُ الَّتِي يُحَقِّقُهَا العَمَلُ.

 

رابعا: الروحانية:

 

الرَّوحَانِيَّةُ هِيَ أنْ يَعِيشَ المُؤمِنُ جَوًّا إِيمَانيًا يَجِدُ حَلاوَةَ الإِيمَانِ فِي قَلبِهِ, فَيَشعُرُ بِالطُّمَأنِينَةِ وَالسَّكِينَةِ وَالهُدُوءِ وَالرَّاحَةِ النَّفسِيَّةِ الكَامِلَةِ, وَيُحِسِ بِالانتَعَاشِ الرُّوحِي أثنَاءَ أدَائِهِ بَعضَ الأعمَالِ التَّعَبدِيَّةِ تَقَرُّباً إِلَى اللهِ, أوِ امتِنَاعِهِ عَنِ ارتِكَابِ المَعَاصِي طَاعَةً للهِ, أو أثنَاءَ سَمَاعِهِ بَعضَ الآيَاتِ القُرآنِيَّةِ أوِ الأحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي يَخشَعُ لَهَا قَلبُ المُؤمِنِ. وَرَدَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ عَنِ النَّبِيِّr  أنه قَالَ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: «إنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا من مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ». رَوَاهُ الطبراني في الكبير والحَاكِمُ فِي المستدرك "4/ 313"وصححه، وضعفه المنذري، والهيثمي، والألباني.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالثلاثاء, 13 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع