الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية – الحلقة العاشرة

 

 

نكمل في الأمور الواجب على الدولة أن تقوم بها للحفاظ على بيئة نظيفة، ومع الأمر الثالث وهو:

 

الحفاظ على الغابات والأحراش:

 

تعتبر الأحراش الطبيعية والغابات من الملكيات العامة فهي من الأعيان التي تمنع طبيعة تكوينها اختصاص الأفراد بحيازتها، ولا يجوز إلا للدولة أن تحمي من الملكيات العامة حسب ما تحتاجه لمصالح المسلمين، كما حمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) النقيع - وهو موضع معروف بالمدينة - لخيل المسلمين، وكذلك  حمى أبو بكر (رضي الله عنه) الربذة لإبل الصدقة، وحمى عمر (رضي الله عنه) الشرف والربذة.


لذلك تحمي الدولة ما يكفي لإنشاء محميات طبيعية وغابات حسب تقدير الخليفة وفق ما يراه من مصلحة المسلمين، دون الالتفات إلى الضغوط الدولية المتذرعة بحماية البيئة لتحديد ما يحمى من أراضي الدولة الإسلامية. وتراعى أيضا في حماية الأراضي وزراعة الغابات قضية مقاومة التصحر، وتشجع الدولة رعيتها كذلك على زراعة المناطق التي تعاني من خطر التصحر منعا لامتداده.

 

فالغابات والأحراش الطبيعية تشكل الرئة الطبيعية المكملة لدورة الحياة على الأرض وللحفاظ على نظام الطبيعة متزنا، فالنباتات تقوم بالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الجو، وامتصاص الماء والمواد الأساسية من التربة، وتحولها عن طريق التمثيل الكلوروفيلي إلى أكسجين تطلقه في الجو، وإلى مواد غذائية تختزنها في الورق والثمر. والإنسان والحيوان بحاجة إلى هذا الأكسجين والمواد الغذائية، وبعض الحيوانات تحتاج هذه الغابات كأوساط بيئية تعيش فيها. لذلك وللحفاظ على الغابات والأحراش كان على الدولة الإسلامية أن تهتم بحمايتها من القطع أو الإزالة، وحماية الكائنات الحية فيها من الصيد أو التهجير. 

 

ولنا فيما أنتجته الرأسمالية النفعية العفنة من مضار في إندونيسيا مثالا، فإندونيسيا التي تُعَد موطناً لبعض الغابات الأكثر تنوعاً بيولوجياً في العالم وتحتل المرتبة الثالثة في عدد الأنواع، وبعد أن كانت تمثل الغابات 84% من إجمالي مساحة أراضيها. بدأت تنحسر هذه المساحة من الغابات بسبب صناعة قطع الأشجار مدفوعة الطلب من الصين واليابان، كما نقلت برامج التنمية الزراعية والهجرة أعداداً كبيرة من السكان إلى مناطق الغابات المطيرة، أما السبب الرئيسي الذي جعل إزالة الغابات تتكثف في معظم أنحاء البلاد في سبعينيات القرن الماضي وتخسر ما يقارب 40% منها حتى نهاية القرن الماضي، لتصبح الآن أسرع دولة في إزالة الغابات في العالم، هو حرق هذه الغابات من قبل شركات اللب الكبيرة متعددة الجنسيات، وبشكل غير قانوني بواسطة المزارعين وأصحاب المزارع، ليتم لاحقاً تحويل حوالي 80% منها بعد انطفاء الحرائق إلى مزارع لزيت النخيل، الذي تشتهر به إندونيسيا.

 

ولقد كانت لهذه الحرائق آثار بيئية واجتماعية هائلة، ففي أيلول من العام الماضي 2019 وعلى مدى يومين، تغير لون السماء في إقليم جامبي جنوبي جزيرة سومطرة الغربية ليصبح اللون أحمراً وقت الظهيرة، وذلك بعد أسابيع من الحرائق المستمرة في عدد من أقاليمها، كما أن قطع الأشجار وحرق الغابات لإخلاء الأرض للزراعة جعل إندونيسيا ثالث أكبر انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، بعد الصين والولايات المتحدة، وتعرض مئات الآلاف من المواطنين في بعض الأقاليم إلى أمراض تنفسية واختناقات، وانعكس ذلك على حياة المزارعين والطلبة وتلاميذ المدارس والموظفين، الذين اضطروا للتوقف عن التنقل. وهناك المناطق التي ترتفع فيها نسبة التلوث إلى مستويات خطيرة، لم تعد صالحة للعيش.

 

 

                                                               جمع وإعداد: راضية عبد الله

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع