الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 198 - السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء السادس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 198

السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء السادس

 

 

دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي أن ينصره على خصمه:

 

واندفع علي نحو عمرو، بينما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه وناظريه نحو السماء بالدعاء إلى الله تعالى قائلا: «اللهم احفظه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه، ومن تحته... ألا إنه قد بَرَزَ الإيمانُ كُلُّهُ إِلَى الكُفْرِ كُلِّهِ، اللهم سدد عليا، وأيده، وانصره على خصمه، إنك أرحم الراحمين».

 

علي بن أبي طالب يتقدم نحو خصمه بشجاعة: 

    

علي - كرم الله وجهه - في اندفاعه نحو عمرو بشجاعته، وحماسته غير هَيَّابٍ لشهرة هذا الفارس التي تملأ آفاق الجزيرة، ، ولا وَجِلٍ من غَطرَسَتِهِ التي هَابَهَا الفُرسَانُ... إنه الفتى المقدام، في الثامنة والعشرين من عمره، في عز الفتوة والرجولة، ينطلق إلى عدوه كالأسد الهصور، يثبُ وثبًا، وهو يرتجزُ متوعداً متفاخراً فيقول:

 

لَا تَعْجَلَــــــنَّ فَقَــــــدْ أتَـــــــا ... كَ مجيب صوتك غير عاجز

ذو نيــــــــــة وبصيـــــــــرة ... والصــدق منجــي كــل فائـز

إنِّــــــي لأرجــــو أن أقيـــــمَ ... عَلَيــــكَ نَائِحَــــةَ الجَنَائِـــــزْ

مِـــنْ ضَربَـــةٍ نَجْـــلَاءَ يَبقَـى ... صِيتُهَــــا بَعْــــدَ الهَزَاهِــــزْ

 

عمرو بن ود يدعو علي بن أبي طالب إلى التراجع عن مبارزته:

 

ولما صار فارس الإسلام علي - كرم الله وجهه - على مقربة من عمرو سأله باستكبار وعجرفة: من أنت؟! قال: "علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف". وانتصبت أخبار علي في "بدر" و"أحد" في مخيلة عمرو مثل لهيب نار حارقة، فخاف، وأجفل... ولكنه تماسك؛ لشدة كيده، فقال له: "غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أشد منك، وأبوك كان صديقا لي، وإني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، فارجع وراءك خير لك".

 

علي بن أبي طالب يدعو خصمه إلى الإسلام قبل أن يقتله:

 

فقال له علي - كرم الله وجهه -: يا عمرو، قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خَلَّتَينِ إِلَّا أخَذْتَها منه". قال عمرو: أجل. قال له علي: " فإني أدعوك إلى الله عز وجل، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى الإسلام". قال عمرو: "لا حاجة لي بذلك". قال علي: فإني أدعوك أن ترجع بجيشك ومن معك من قريش إلى مكة، وهذه خلة فيها نجاة لك!!". قال عمرو: إذن تتحدث عني نساء مكة أن غلاما مثلك خدعني!!". قال علي: فإني أدعوك إلى النزال!!".

 

فقال عمرو: "إن هذه الخصلة ما كنت أظن أن أحداً من العرب يُرَوِّعُنِي بِهَا، وَلِمَ يا ابن أخي، فوالله ما أحِبُّ أنْ أقتُلَكَ!! فَقَالَ عَلِيٌّ: "لَكِنِّي، وَاللهِ أحِبُّ أنْ أقتُلَكَ!!". فكيف بدأت المبارزة، وماذا فعل علي - كرم الله وجهه - مع خصمه عمرو بن عبد ود؟؟!!... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!! اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئاً، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالسبت, 20 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع