الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول  - (ح 95)  القضاء والقدر بإدراج الكلمتين معاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 (ح 95)

القضاء والقدر بإدراج الكلمتين معاً

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الخامسة والتسعين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "القضاء والقدر بإدراج الكلمتين معاً".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "القضاء والقدر بهذا الاسم، أي بإدراج الكلمتين معاً لمعنى واحد، لهما مسمى معيّن، أي القضاء المقرون بالقدر بجعلهما أمرين متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر لهما معاً مدلول معيّن لا يصح أن يدخل فيه غيره لم يجرِ استعمالهما لا من الصحابة، ولا من التابعين. ويظهر من تتبع النصوص الشرعية واللغوية، ومن تتبع أقوال الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم من العلماء أن كلمتي (القضاء والقدر) معاً لم يجرِ استعمالهما بالمدلول المعين الاصطلاحي من أحد من الصحابة أو التابعين، ولم تردا مجتمعتين بمدلولهما الاصطلاحي المعين لا في القرآن ولا في الحديث، وإن وردتا مجتمعتين بمعناهما اللغوي فيما أخرجه البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي e قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس». ولهذا لم يوجد هذا المسمى الاصطلاحي الذي يدل عليه هذا الاسم إلا بعد وجود المتكلمين بعد انصرام القرن الأول، وبعد ترجمة الفلسفة اليونانية، ولم يوجد في عصر الصحابة، ولم يجر أي خلاف أو نقاش في هاتين الكلمتين كاسم واحد لمسمى اصطلاحي معين، فلم يعرف المسلمون طوال عصر الصحابة بحث (القضاء والقدر) وإن كانت وردت كلمة (قضاء) وحدها. ووردت كلمة (قدر) وحدها في الأحاديث، كما وردتا مجتمعَتين في حديث جابر المار لكنها في جميع ذلك وردت بالمعنى اللغوي، ولم ترد بالمعنى الاصطلاحي، وقد وردت كلمة قضاء في حديث القنوت قال الحسن: علمني رسول الله e كلمات أقولهن في قنوت الوتر ثم ذكر دعاء القنوت ومنه: «وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك» أخرجه الدارمي من طريق الحسن بن علي، ومعناه احفظني من شر ما حكمت به فإنك تحكم بما تريد ولا يُحكم عليك".

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: هذه الفقرة اشتملت على الأفكار الآتية: 

 

أولا: (القضاء والقدر) بهذا الاسم، أي بإدراج الكلمتين معاً لمعنى واحد، لهما مسمى معيّن، أي القضاء المقرون بالقدر بجعلهما أمرين متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر لهما معاً مدلول معيّن لا يصح أن يدخل فيه غيره لم يجرِ استعمالهما لا من الصحابة، ولا من التابعين.

 

ثانيا: يظهر من تتبع النصوص الشرعية واللغوية، ومن تتبع أقوال الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم من العلماء أن كلمتي (القضاء والقدر) معاً لم يجرِ استعمالهما بالمدلول المعين الاصطلاحي من أحد من الصحابة أو التابعين.

 

ثالثا: هاتان الكلمتان لم تردا مجتمعتين بمدلولهما الاصطلاحي المعين لا في القرآن ولا في الحديث.

 

رابعا: هاتان الكلمتان وردتا مجتمعتين بمعناهما اللغوي فيما أخرجه البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي e قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس».

 

خامسا: لم يوجد هذا المسمى الاصطلاحي الذي يدل عليه هذا الاسم إلا بعد وجود المتكلمين بعد انصرام القرن الأول، وبعد ترجمة الفلسفة اليونانية.

 

سادسا: هذا المسمى الاصطلاحي لم يوجد في عصر الصحابة، ولم يجر أي خلاف أو نقاش في هاتين الكلمتين كاسم واحد لمسمى اصطلاحي معين.

 

سابعا: لم يعرف المسلمون طوال عصر الصحابة بحث (القضاء والقدر) وإن كانت وردت كلمة (قضاء) وحدها، ووردت كلمة (قدر) وحدها في الأحاديث.

 

ثامنا: كلمة (قضاء) وكلمة (قدر) وردتا مجتمعَتين في حديث جابر المار لكنها في جميع ذلك وردت بالمعنى اللغوي، ولم ترد بالمعنى الاصطلاحي.

 

تاسعا: وردت كلمة (قضاء) في حديث القنوت قال الحسن: علمني رسول الله e كلمات أقولهن في قنوت الوتر، ثم ذكر دعاء القنوت ومنه: «وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك» أخرجه الدارمي من طريق الحسن بن علي، ومعناه احفظني من شر ما حكمت به، فإنك تحكم بما تريد، ولا يُحكم عليك.

 

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالجمعة, 22 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع