مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 181

السنة الخامسة للهجرة

زواج النبي ﷺ من زينب بنت جحش

من هي زينب بنت جحش رضي الله عنها؟ هي ابنة عمة النبي ﷺ، ومن أشراف قريش، كانت قديمة الإسلام، وممن هاجر إلى المدينة.

زواج زيد بن حارثة - رضي الله عنه - من زينب بنت جحش رضي الله عنها-: بعد ما كان زيد بن حارثة عبداً مملوكاً عند النبي ﷺ، أعتقه ﷺ وتبناه، ثم زوجه من زينب بنت جحش. فقالت: "لا أرضاه أنا خير منه حسباً"، فقال رسول الله ﷺ: «فإني قد رضيتُه لكِ». ونزل قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا). فأرسلت إلى رسول الله ﷺ: "زوّجني بمن شئت". فقال رسول الله ﷺ: «أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش؛ ليعلموا أن أشرف الشرف للإسلام».

حياتهما مع بعضهما: مكثت زينب عند زيد رضي الله عنهما قريباً من سنة، ثم جاء زيد يشكوها إلى النبي ﷺ لأنها تتعاظم عليه بشرفها، فجعل يقول: يا نبي الله! إنه قد اشتد عليّ خُلُقها، وإني مطلق هذه المرأة، ويقول النبي ﷺ له: «أمسك عليك زوجك».

زواج النبي ﷺ من زينب بنت جحش: فأنزل الله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتُخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه). فقد كان الله أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه، لكنّ النبي ﷺ بالغ بالكتمان خوفاً من أن يقول الناس: سيتزوج امرأة ابنه المتبنى.

ولكن أطاع رسول الله ﷺ أمر الله عز وجل وتزوجها، ونزل: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا وكان أمر الله مفعولا).

موقف المنافقين: لما تزوجها رسول الله ﷺ قال المنافقون: تزوج زوجة ابنه، فأنزل الله عز وجل: (ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).

الحكمة السماوية من هذا الزواج: كان زواجه ﷺ منها لإبطال حادثة التبني؛ لأنه لو كان زيد ابنه لما استطاع أن يتزوج زوجته بعد طلاقها صلى الله عليه وسلم.

ومع نزول آية الحجاب... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي