الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدروس المستفادة بعد مرور عام على الإبادة الجماعية في غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدروس المستفادة بعد مرور عام على الإبادة الجماعية في غزة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

مر عام كامل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. عام شهد إبادة جماعية وجرائم لا توصف ضد المسلمين في فلسطين، شهدها كل ذي عينين. ما الدروس التي يمكننا استخلاصها بالنظر إلى هذا العام الدامي والتطلع نحو مستقبل أكثر إشراقاً لفلسطين والأمة الإسلامية؟

 

التعليق:

 

دروس في الشجاعة والصمود من مسلمي غزة

 

أظهر المسلمون في غزة قوة هائلة وصموداً لا مثيل له في مواجهة القمع الوحشي المستمر. شجاعتهم تذكرنا جميعاً بما يعنيه الثبات على الإيمان والثقة بالله سبحانه حتى في مواجهة الشدائد. ويظهر لنا كفاحهم اليومي ضد قوات يهود، دون جيوش أو دعم، وإرادة لا تنكسر في مقاومة الطغيان. حتى أصبحت غزة رمزاً لروح الأمة الإسلامية التي لا يمكن قهرها، وستظل مستعدة للتضحية حتى يتحقق وعد الله عز وجل بالنصر. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر المسلمون الشجعان في غزة هشاشة كيان يهود الذي - على الرغم من وحشيته الساحقة - يهتز جوهره من أفعال المقاومة بوسائل بسيطة، ولن يتمكن أبداً من الصمود أمام جيش مسلم نظامي.

 

دروس في الخيانة من أنظمة البلاد الإسلامية

 

لقد خذلت الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية دون استثناء غزة. فعلى الرغم من الظلم الواضح، يستمر حكام المسلمين في تعاونهم مع يهود وخضوعهم للغرب. لقد فضلوا عروشهم الضعيفة وثرواتهم الدنيوية وخدمتهم الخيانية لأسيادهم الاستعماريين الغربيين على الدفاع عن الضعفاء والمظلومين. وبينما لا يزال الأقصى محتلا، وتتعرض غزة للقصف والتجويع، يستمرون في إغلاق الحدود وإصدار البيانات الفارغة بدلاً من إرسال الجيوش. بل إن بعضهم فتح الحدود فقط لتمرير الإمدادات ليهود المجرمين، في حين إن البعض الآخر أظهر عداوة شكلية تجاه يهود، دون أي خطوات فعلية لإنهاء الاحتلال؛ ما شجعهم على التمادي في جرائمهم. إن هذا الفشل لا يأتي فقط من نقص الإرادة، بل هو خيانة مباشرة أخرى للأمة، تكشف عن ولاء هذه الأنظمة لأعداء الإسلام.

 

دروس حول العالم والنظام الدولي

 

أثبت النظام الدولي مرة أخرى أنه مجرد كيان فارغ، يسوده النفاق والمعايير المزدوجة. فعلى الرغم من ادعائه دعم حقوق الإنسان والعدالة، يتضح في غزة أن قوانينهم لا تُطبق إلا وفقاً لأهواء القوى السياسية العظمى، وأن دعمهم يقتصر فقط على من يخدم مصالحهم. فقد كانت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى متخاذلة في أحسن الأحوال، ومتواطئة في أسوأها، بينما تستمر الإبادة الجماعية في التفاقم. وهذا يعلمنا أن تحرير فلسطين لن يتحقق أبداً عبر الدبلوماسية أو القرارات الدولية. فهذه المؤسسات والقرارات لم تُنشأ بالخطأ، بل تم تصميمها خصّيصاً للحفاظ على الهيمنة الاستعمارية الغربية، التي يُعتبر كيان يهود ذراعاً ممتداً لها.

 

الاحتلال العسكري لا ينتهي إلا بالتحرير العسكري

 

يعلّمنا التاريخ والواقع الحالي أن الاحتلال لن يُزال إلا بالعمل العسكري. والأهم من ذلك، أن هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد أي حل آخر مقبول سواء من الناحية الإسلامية أو العقلية. إن ما يحدث في غزة ليس أزمة إنسانية غامضة، بل هو جزء من حرب مستمرة ضد الأمة الإسلامية. فقط القيادة الإسلامية المخلصة، المتمثلة في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي التي ستتمكن من كسر قيود القمع والتجزئة الوطنية، وستبعث الجيوش لتحرير فلسطين بالكامل. إن أي محاولة لإيجاد حلول عبر التفاوض مع القوات المحتلة المجرمة تعني التنازل عن الأرض المباركة، وتشكل خيانة لله، ولرسوله ﷺ، وللأمة الإسلامية.

 

دروس عن أنفسنا: أين نقف؟

 

علينا أن نتأمل في أنفسنا ونسأل: أين نقف نحن بوصفنا أمة؟ نحن نتحمل المسؤولية الجماعية للعمل على تحرير الأمة وإقامة الإسلام بوصفه نظاما شاملا للحياة. لقد كشفت أحداث غزة عن ضعفنا وعجزنا في ظل الأنظمة الخائنة الحالية، لكنها في الوقت نفسه أظهرت إمكانياتنا وقدراتنا على التغيير. نحن اليوم نقف عند مفترق طرق؛ فإما أن نستمر في قبول خضوعنا للنظام السياسي القائم، أو نعمل بجد لإعادة بناء الخلافة التي ستوحد المسلمين، وتعيد لهم العدل والأمن والكرامة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلياس المرابط

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع