الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تونس... والفرصة الثانية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تونس... والفرصة الثانية!

 

 

 

الخبر:

 

تظاهرات في تونس لإسقاط الرئيس. (15 أيلول 2024)

 

التعليق:

 

إن الحراك القائم اليوم في الشارع التونسي يعبّر عن حيوية الناس هناك ورغبتهم الجامحة في التغيير السياسي. وقد كان لأهلنا في تونس قصب السبق في إشعال ثورات الربيع العربي، تلك الثورات التي انطلقت مشاعرياً لكسر حاجز الخوف، فقطعت نصف الشطر المطلوب للتغيير الجذري. إلا أن الشطر الآخر الذي يضبط ويوجه الحركة المشاعرية الوجهة الصحيحة لمّا يكتمل بعد.

 

ثمة حقائق سياسية وفكرية يجب العض عليها بالنواجذ، كي لا يتكرر مشهد خروج الرئيس وبقاء نظامه. ومن ذلك، حقيقة أن الحاكم الفرد، مهما بلغت فرديته، فإنه نتاج نظام داخلي وغطاء خارجي. حيث إن الحاكم الفرد يحكم من خلال أجهزة ومؤسسات من مثل أجهزة الأمن والحزب الحاكم وأحزاب الديكور، والبرلمان الصوري، ودستور وقوانين مفصلة على المقاس، وإعلام وثقافة وأفكار، وغير ذلك من أنظمة وأشكال. فالمشكلة الأساسية في تونس، وغير تونس من بلاد المسلمين، لم تكن في شخص الطاغية بن علي، وإنما في النظام الوضعي الذي تركه من خلفه، النظام الذي ينتج الطغاة ويعيد إنتاجهم وتشكيلهم. أما الغطاء والدعم الخارجي، فهو مكشوف ومفضوح. فمثلا، في 11 كانون الثاني/يناير 2011 صرحت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري "الخبرة المعرفية التي تتمتع بها مصالح الأمن الفرنسية والمعروفة عالمياً، من شأنها أن تساهم في المشاكل الأمنية من هذا النوع"، في إشارة منها إلى الاحتجاجات التي حدثت في حينها في كل من تونس والجزائر.

 

لذا، كان واجباً القطيعة التامة مع النظام السابق واللاحق، والقطيعة مع أرضيته الداخلية وغطائه الخارجي.

 

ولكي تتحول الاحتجاجات إلى ثورة حقيقية وجب أن يكون للحركة الجماهيرية معنىً فكري واتجاه محدد. ولا يوجد عنوان حقّ غير الإسلام، عقيدة ونظاماً. فشتّان شتان بين حركة تتجه نحو رأسمالية ديمقراطية يرضى عنها المجتمع الدولي وحركة تتجه نحو خلافة «عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ تَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ لَا تَذَرُ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرٍ إِلَّا صَبَّتْهُ مِدْرَاراً وَلَا تَدَعُ الْأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا وَبَرَكَاتِهَا شَيْئاً إِلَّا أَخْرَجَتْهُ» كما قال النبي ﷺ. وشتان شتان بين حياة على أساس ديمقراطي رأسمالي وحياة على أساس أفكار الإسلام. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

وفي هذا السياق، أذكّر بما قاله حزب التحرير في منشور له بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2011م:

 

"إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير يستنهض هممكم لتجيبوا نداء الدماء الزكية التي سُفِكت خلال انتفاضتكم العظيمة طوال ثلاثين يوماً:

 

إن تلك الدماء تناديكم أن لا تُضيِّعوها سُدىً بسكوتكم على النظام الوضعي الجائر فوق رقابكم...

 

إن تلك الدماء تناديكم أن تَقْلعوا النفوذَ الغربي وأدواتِه وعملاءَه المضبوعين بثقافته من بلادكم...

 

إن تلك الدماء تناديكم أن تجيبوا داعي الله فتقيموا الخلافة الراشدة، وعدَ اللهِ سبحانه وبشرى رسوله ﷺ لكم...

 

إن تلك الدماء تناديكم أنْ هكذا تكون الحياةُ الطيبة ويزول الشقاء، بنبذِ قوانين البشر، واتباع قوانين رب البشر ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾، فهل أنتم مجيبون؟".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت

آخر تعديل علىالثلاثاء, 17 أيلول/سبتمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع