الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الذكرى الـ55 لإحراق الأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الذكرى الـ55 لإحراق الأقصى

 

 

الخبر:

 

توافق اليوم الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لحادثة إحراق المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وذلك ضمن جرائم الاحتلال والمستوطنين التاريخية تجاه المقدسات الإسلامية، والتي بدأت منذ عام 1949 واستمرت إلى يومنا هذا.

 

واقتحم يهودي متطرف أسترالي الجنسية يدعى مايكل دينيس المسجد الأقصى في 21 آب/أغسطس لعام 1969، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد، حيث أتت على واجهات الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة، وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير. (عربي21، 2024/08/21م)

 

التعليق:

 

منذ أن انتهت الحرب العالمية الأولى والأرض المباركة (فلسطين) تعاني الأمرّين؛ الاستعمار الإنجليزي الخبيث من جهة ويهود من جهة أخرى، فقضية فلسطين ليست وليدة تأسيس كيان يهود وإنما بدأت حين تولى أمور الخلافة العثمانية خلفاء ليسوا أهلا لها، حيث إن الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله منع دخول يهود فلسطين، ولكن عندما استعمرها الإنجليز مكنوهم منها وبدأوا بشراء الأراضي والمباني، وعندما هدمت الخلافة العثمانية واستقر الأمر للإنجليز ويهود، أي منذ بداية عشرينات القرن الماضي، منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا والدماء تسيل على أرض فلسطين، بينما وسائل الإعلام تعد المجازر والشهداء والجرحى! والذي زاد الطين بلة أن فلسطين أصبحت تحت الانتداب الإنجليزي الذي بدوره قام بتهجير وتدمير الكثير من البلدات الفلسطينية، وهكذا استمر هذا الحال عشرات السنين حتى قرار تقسيم فلسطين بين يهود وأهل فلسطين عام 1947. وقد عمد الإنجليز إلى جعل ما تبقى من فلسطين تحت الوصاية الهاشمية. وفي عام 1967، تم تسليم ما تبقى من فلسطين ليهود، وبعد سنتين من تلك الحرب التي استولى فيها يهود على المقدسات الإسلامية أحرق المسجد الأقصى على يد يهودي على مرأى ومسمع الهاشميين أولا وسائر حكام المسلمين ثانيا، ولم يحركوا ساكنا!

 

كيف بنا ونحن نعيش هذه الذكرى وقلوبنا تحترق نارا وتعتصر حزنا وألما لما يجري على هذه الأرض المباركة؟! عن عبد الله بن عمر يقول: رأيت رسول الله ﷺ يطوف بالكعبة، ويقول: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْراً».

 

هذه الكعبة التي فرض الله على جميع المسلمين الحج إليها والتي نعرف مكانتها عند الله وعند رسوله وعند المسلمين يقول رسول الله ﷺ إن دم المسلم أعظم حرمة منها، فكيف وكل يوم يقتل العشرات والمئات من المسلمين على هذه الأرض المباركة التي ربطها الله عز وجل بالكعبة المشرفة ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾؟!

 

إن الذي يجرح القلب أن بلاد المسلمين من قطر إلى مصر إلى تركيا إلى إيران أصبحت وكرا للمؤامرات الخيانية والتآمر على فلسطين وأهلها.

 

هل نستذكر في هذا اليوم حرق الأقصى أم نقف على خيانة حكام المسلمين لفلسطين وتسليمها ليهود؟! فتلك هي الأعظم بعد هدم الخلافة العثمانية.

 

لا يخفى على أحد المصاب الأعظم الذي حل ببيت المقدس مسرى رسولنا ﷺ وأهله؛ أكثر من أربعين ألف شهيد، ولا ندري عدد المفقودين والمعوقين، ولا ندري عدد السجناء... كل هذا يحدث على مرأى ومسمع ملياري مسلم! إيران وحزبها تتهدد وتتوعد يهود بالانتقام لاستشهاد إسماعيل هنية ولا نشاهد الأسلحة الضخمة إلا وهي تعرض على شاشات التلفزيون! فإلى متى الانتقام والأخذ بالثأر؟ حتى تأتي الأوامر من الإدارة الأمريكية؟! وكأنه هكذا!

 

إن الذكرى الخامسة والخمسين لحرق المسجد الأقصى تأتي في ظرف لا نحسد عليه حيث يهود يقتحمونه في أي وقت شاءوا، وهو يستصرخ جيوش المسلمين ولا مجيب! نساء وأطفال وشيوخ فلسطين منذ أكثر من عشرة شهور يستصرخون أمة الإسلام ولا مجيب!

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سليم – الأرض المباركة (فلسطين)

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 24 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع