الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا يمكن حماية النظام الذي طبّقه أسلافنا إلا من خلال تطبيقه (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا يمكن حماية النظام الذي طبّقه أسلافنا إلا من خلال تطبيقه

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أعتقد أنّ الجذب التاريخي والثقافي والسياحي لإسطنبول سيزداد أكثر مع إحياء قصر يلديز". وأعرب أردوغان عن أن أهم رابط في التحركات لفتح القصور الوطنية أمام الأمة هو جلب قصر يلديز للجمهور، وأضاف أنهم سيستمرون في المطالبة بآثار السلف. وأشار إلى أنهم سيحمون تراث الأجداد، ويضعون أقدامهم بقوة على أسس الحضارة لآلاف السنين، وسيجعلون القرن الحادي والعشرين "قرن تركيا" بإذن الله وأنهم يتحركون خطوة بخطوة نحو أهداف "القرن التركي". (وكالات، 2024/07/19م)

 

التعليق:

 

إنّ الحكام الذين اعتادوا مداعبة مشاعر الناس بكلمات رسمية خيالية لا واقع لها في الحياة الحقيقية، حيث يفترض أن كل شيء بقي على حاله، يدفعون الحقائق بعيداً عن أعين الناس بأجندات كاذبة. ألا يُعدُّ خيانة للأمانة أن نقول إن آثارهم يتم الاعتناء بها من خلال ترميم الأماكن التي أعطى فيها أجدادنا النظام للعالم، وتدمير نظامهم، وخيانة الإسلام والمسلمين، والحكم بنظام رأسمالي علماني، وهو نظامكم غير الإسلامي؟ إن إعادة بناء وترميم الأماكن التي لا تطبق فيها أحكام الإسلام يجعل هذه الأماكن مجرد أماكن تاريخية وسياحية. إن خطابكم بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن تركيا لا يتوافق مع الحقائق السياسية بأي حال من الأحوال. والدليل على أن مثل هذا الخطاب الطموح فارغ هو أنكم مستهترون تجاه الأوضاع التي تحدث في غزة. هل كنتم تطالبون بإرث أسلافكم عندما كانت صرخات مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الذين عانوا من الإبادة الجماعية التي تؤلمنا منذ عشرة أشهر، وليس لديكم سوى رسائل الإدانة وعدد قليل من الطرود الغذائية التي لا يمكنكم إرسالها إلا بقدر ما يسمح به اليهود الكافرون؟

 

إذا كان الاهتمام بالأماكن يعني الاهتمام بثقة الأسلاف، فيجب أن تعلموا أن غزة قد دمرت، ولم يبق في غزة أي بناء. حين تعتقدون أن عشرات الآلاف من المسلمين الذين ذبحوا ربما لم يكونوا السبب في المطالبة بهذا الإرث، فربما تكون تلك الأبنية كذلك! إن أسلافنا كانوا يؤدون واجب المسؤولية من خلال اكتراثهم بصرخات واحتياجات المسلمين من جانب، وكانوا يجلبون الثقة والسلام والعدالة والرحمة للعالم بنظام الإسلام الذي طبقوه.

 

لم يكونوا حرفيين في ما يسمى قاموس الكلمات مثلكم. دعنا نذكركم أنه على الرغم من القوة الهائلة التي في أيديكم، فإن حفنة من كيان يهود الهمجي ترتكب الأخطاء ضدكم، بينما أنتم محصورون في حدودكم، وتتخذون مواقفكم وفقاً للسياسة الأمريكية، وتضعون الأولوية للمصالح، والدولة والحاكم والنظام، وإن هذا لا يترك سوى أثر للعار والجبن وعدم الكفاية والذل في القرن الحادي والعشرين.

 

إذا كنتم تريدون حقاً أن يكون القرن الحادي والعشرين قرن الإسلام والمسلمين، وليس قرن تركيا، فعليكم أن تتخلوا عن النظام الرأسمالي العلماني عديم الرحمة، الذي عفا عليه الزمن، الذي تطبقونه، وأن تحكموا بنظام الإسلام. وبحشد الجيوش والقوة التي بين أيديكم ضد كيان يهود المجرم، تكونون قد بدأتم بالفعل هذه العملية. وستكون هذه خطوة حقيقية تؤكد قولكم وفعلكم. وإلا فإنكم ستستمرون في خداع الناس من خلال مواصلة إتقان الترميم وجعل أدب الأجداد من الآثار! نسأل الله أن يحفظ الأمة من فهمكم هذا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 31 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع