الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بيان ميرزياييف حول فلسطين أثناء وجوده في تركيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بيان ميرزياييف حول فلسطين أثناء وجوده في تركيا

 

 

الخبر:

 

في 5 حزيران/يونيو، وصل رئيس جمهورية أوزبيكستان شوكت ميرزياييف وزوجته زيارتخان إلى تركيا في زيارة رسمية. وأدلى رئيسا أوزبيكستان وتركيا ببيان لوسائل الإعلام في ختام المحادثات في أنقرة. وركز شوكت ميرزياييف فيه بشكل خاص على المآسي التي تحدث في غزة. (الرئاسة، 2024/06/06م)

 

التعليق:

 

أشار ميرزياييف في بيانه بحزن عميق إلى استمرار الحرب الدموية في قطاع غزة منذ 8 أشهر، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 40 ألف شخص، خاصة من النساء والأطفال، وأعرب عن تعازيه لهؤلاء الذين فقدوا أهليه وأقاربهم. وأكد رئيس أوزبيكستان أن رد فعل الدول الغربية على المأساة يقلق أوزبيكستان وتركيا بشدة، وأنه يتم الالتزام بمعايير مزدوجة في الموقف العملي، وقال، من بين أمور أخرى: "إن الدول الرائدة والمتقدمة التي تعمل على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان على نطاق واسع تقف دفاعاً عن نظام اليهود وتغض الطرف عن جرائم القتل والفظائع هذه. وبطبيعة الحال، يجب أن يكون هناك وقف كامل للعنف وبدء عملية السلام. إن مأساة غزة هي العواقب المأساوية للصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني الذي لم يتم حله بعد. ومن أجل تحقيق سلام مستقر وطويل الأمد، لا بد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والحرة. وفي الواقع، مشكلة فلسطين هي مشكلة الشرق الأوسط برمته".

 

ميرزياييف ولو أدلى ببيان حول المجازر في فلسطين، أثناء زيارته في تركيا، وانتقد الدول الغربية، ولكنه لم يتحدث عن هذه الجرائم بصراحة إلا بعد 8 أشهر. ومع ذلك، كانت هذه التصريحات أشبه بمحاولات أردوغان الشعبوي لتسجيل نقاط من خلال انتقاد الغرب وكيان يهود الصهيوني بشكل جاف. ولكن ما قيمة هذه الكلمات في تحرير فلسطين والأقصى من احتلال اليهود الأنجاس ونصر المسلمين هناك؟! هل هذا هو رد أولئك الذين يسمون أنفسهم زعماء المسلمين على صرخات أهل غزة العزة الذين تهز العالم كله؟! إذا كان ميرزياييف قد وجه الانتقادات المذكورة أعلاه لأن الحكومة الأوزبيكية قلقة حقاً بشأن وضع مسلمي فلسطين، فإن هناك عدة أسئلة أخرى تطرح. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الدول الغربية منافقة في ادعاءاتها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فلماذا توجد الحكومة الأوزبيكية منصة لمسؤولي تلك الدول ليأتوا إلى بلدنا ويبيعوا هراء حول الديمقراطية، ويستجيبوا بخنوع لمطالبهم المدمرة مثل المساواة بين الجنسين؟! ولماذا لا تزال الحكومة تقيم كافة أنواع العلاقات مع هذا كيان يهود اللعين؟! فمن ناحية، كيف يمكن فهم المعاناة العميقة للإبادة الجماعية للمسلمين في غزة، ومن ناحية أخرى، استمرار العلاقات مع كيان يهود المتغطرس الذي ينفذ هذه المجازر بوقاحة؟!

 

علاوة على ذلك، عندما يشعر شعبنا المسلم بالحزن الشديد بسبب محنة إخوانهم في فلسطين ويريد أن يفعل ما في وسعه لنصرة أهل غزة ومساعدتهم، فلماذا منعت الحكومة ذلك منعا باتا؟ ومنعتهم من التظاهرات أو حتى من النقاش فيما بينهم بشأن القضية الفلسطينية؟! فمثلا، سُجن طالب حاول إحراق سفارة كيان يهود بتهمة الإرهاب! ومن المثير للاهتمام أن يهود الغاصبين الذين يلقون أطناناً من القنابل على أهل غزة ويدمرون بيوتهم وبلادهم ويمزقون أجسادهم ليسوا إرهابيين، بينما هذا الشاب يكون إرهابيا؟! كما منعت الحكومة المفتي وأئمة المساجد من التحدث عن قضية فلسطين، وحتى من الدعاء لهم... أليست هذه الأعمال مع هذا البيان من ميرزياييف نفاقا، لأن هناك تناقضا تاما بينهما؟! من الذي يحاول السيد ميرزياييف خداعه بمثل هذه البيانات والأفعال المتناقضة بعضها مع بعض؟! أم أنه لا يعلم أن هذا معصية لله وجلب لسخطه؟!

 

ولكن الحمد لله، لقد تم كشف الوجه الحقيقي لحكام البلاد الإسلامية، بما في ذلك الشعبوي أردوغان، عند أكثر المسلمين. ولم يعد بالإمكان اليوم خداع المسلمين بمثل هذه الثرثرة. علاوة على ذلك، فإن حقيقة قيام كل من تركيا وأوزبيكستان بالترويج لحل "دولتين لشعبين" في القضية الفلسطينية يظهر أنهما في القارب نفسه مع الدول الغربية بقيادة أمريكا.

 

إن قضية فلسطين ليست مشكلة الفلسطينيين وحدهم ولا مشكلة الشرق الأوسط فحسب، بل هي قضية الأمة الإسلامية برمتها! وإن الحل الحقيقي الوحيد لها إنما هو الحل الشرعي فقط، أي طرد اليهود الأنجاس نهائيا من أرض فلسطين المباركة وتحرير الأقصى من خلال تحريك الجيوش! وما نقوله للحكومتين الأوزبيكية والتركية هو أنكما يجب أن تتعاونا في أعمال البر والتقوى التي تخدم نصرة الإسلام والمسلمين، وليس في سبيل إرضاء أمريكا وتحقيق مصالحها! وهكذا ستفوزون بعون الله تعالى ونصره!

 

﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 15 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع