- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخيانة سبب للهزائم في الحروب مع يهود
الخبر:
قالت إذاعة جيش الاحتلال، الثلاثاء، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قدم للمسؤولين (الإسرائيليين) الاثنين مقترحا جديدا لتطبيع العلاقات مع السعودية.
ووفقا للإذاعة فإن سوليفان "قدم خلال زيارته لـ(إسرائيل) للمسؤولين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اقتراحا للتطبيع مع السعودية واستعادة قطاع غزة للتعاون الدولي، فضلا عن نقاط يتعين على (إسرائيل) القيام بها في المقابل".
وفي وقت سابق، قال رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، "إن التطبيع مع السعودية يمكن أن يحدث تغييرا هائلا". (عربي21، 2024/05/21م)
التعليق:
إن الخيانات بحق فلسطين يزيد عمرها على قرن من الزمن؛ فقد بدأت عند ثورة الحسين بن علي وأعلن الثورة العربية الكبرى على دولة الخلافة العثمانية، وقد سبقتها بعض المناوشات الخيانية لكنها لم تتكلل بالنجاح، وما إن حلت على حلفاء الخلافة العثمانية الهزيمة في الحرب العالمية الأولى حتى كانت الخلافة العثمانية هي الخاسر فمزقت شر ممزق وتولى أمر البلاد الاستعمار وعين على كل منطقة ناطوراً من المسلمين لحراسة المنطقة، وبدأ الاستعمار الإنجليزي أو ما أطلق عليه الانتداب. بدأ الإنجليز عن طريق الخونة بتسريب الأراضي ليهود وبدأت الحروب وكانت الهزيمة تحل بالعرب وبأهل فلسطين، وكل الحروب التي حصلت على أرض فلسطين كانت الخيانات سبب الهزيمة، حيث لم يخض يهود حربا إلا بمؤامرات مسبقة والنتيجة خيانة تتلوها خيانة. وها هي حرب غزة لم يستطع كيان يهود فيها تحقيق الهزيمة للمجاهدين، ولكنها يمكن أن تتحقق فقط بالخيانة، فها هو جيك سولفيان يجتمع مع حكام المنطقة ويقرر خطة لما بعد الحرب حيث ستكون غزة حسب مقترحه إدارة فلسطينية مدنية بالتعاون مع دول المنطقة، التي تنتظر دورها الخياني للقيام به في غزة، وعلى رأس هذه الدول السعودية التي تنتظر أوامر التطبيع من سيدتها أمريكا، ودول الخليج والأردن وسوريا ولبنان ومصر، وأيضا سيكون لإيران وتركيا دور في هذه الخيانة الكبرى لفلسطين وأهل فلسطين وأمة الإسلام.
إن أمريكا توهم العالم بالاستثمارات في غزة، ولكن أي استثمارات يحتاجها أهل غزة والدمار الذي حل بهم لم يحصل في بلد في العالم ولا حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية؟! توهم العالم بالمساعدات وحكام المسلمين لا يتحدثون عن إنقاذ أهل غزة أو تخليصهم من الاحتلال وإنما يتحدثون عن المساعدات، فأي خيانة أعظم من هذه الخيانة؟! تمدونهم بالمساعدات وأبناؤهم وإخوانهم وآباؤهم وأمهاتهم يقتلون؟! وما الحاجة لها وقلوب أهل غزة تنزف دما؟ أي طعام وأي شراب بعد مقتل الأب أو الأم والولد؟ ولولا وجود هؤلاء الحكام لما تجرأ يهود على أفعالهم، ولما وجد يهودي على هذه الأرض.
لقد عهدنا يهود جبناء وهم ليسوا أهل حرب ولا قتال، وإنما هم أهل الغدر، يقاتلون العزل من الناس ويقتلون الذين لا يحاربون من النساء والأطفال والشيوخ، وإن هذا الكيان لن يهزم مئة مجاهد ولكن الهزيمة تحصل بالمؤامرات والخيانات. فقد طردت منظمة التحرير من لبنان عام 1982 بالخيانة ودارت الدائرة حتى عادوا إلى هذه الأرض يخونون الله ورسوله وفلسطين وأهلها! فهل يا ترى سيعيد التاريخ نفسه على أرض فلسطين وتتكرر الخيانة؟
ختاما فقد حذرنا رسول الله ﷺ في الحديث الشريف حيث قال: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ» فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»، لهذا تتجرأ دول الغرب على أمة الإسلام، فقد ضمنت حكام المسلمين العملاء، لذلك تصول وتجول في بلاد المسلمين دون حسيب ولا رقيب، فأمريكا رأس الكفر تنظر لبلاد المسلمين على اعتبار أنها مزرعة لها.
ولكننا ننظر للعالم بأنه يعيش حالة من الفوضى والضلال ونرى أغلب دول العالم تدعم كيان يهود، ومع ذلك لم يستطع تحقيق هزيمة المجاهدين، فكيف بهذا الكيان عند قيام الخلافة على منهاج النبوة ماذا سيحل به؟ قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد سليم – الأرض المباركة (فلسطين)