الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مؤسّسة تكوين الفكر العربي حرب وقحة على الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مؤسّسة تكوين الفكر العربي حرب وقحة على الإسلام

 

 

الخبر:

 

في حفل ضخم بالمتحف المصري الجديد في مدينة السيسي الجديدة أعلنت مؤسّسة تكوين الفكر العربي انطلاقها بمجلس أمناء يضمّ عددا من الشخصيات الفكرية والكتّاب.

 

مجلس أمناء المؤسّسة يضم إبراهيم عيسى ويوسف زيدان، وإسلام بحيري، وألفت يوسف، ونايلة أبي نادر، وفراس سوّاح. المؤسسة من خلال موقعها الإلكتروني تعرّف نفسها على أنّها تهدف إلى وضع الثقافة والفكر العربي في أطر جديدة… ومدّ جسور التعاون مع الثقافات المختلفة في عالمنا المعاصر… وتؤسّس جسورا من التواصل بين الثقافة والفكر الديني، للوصول إلى صيغة جديدة في النظر. وتذكر المؤسّسة أنها تقوم على تطوير خطاب التسامح والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلّمات الفكرية. كما تهدف المؤسّسة إلى إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح والحوار وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان.

 

 

التعليق:

 

إنّ نشاط هؤلاء الكتّاب ليس أمرا جديدا، والعناوين الواردة في إعلانهم لمؤسّستهم الجديدة هذه ليست بالعناوين الجديدة. ولكنّ إنشاء هذه المؤسّسة في مدينة السيسي الجديدة هو إصرار جديد على إعلان الحرب الوقحة وذات الطابع الرسمي على الإسلام.

 

وقد يسأل أحد مستنكرا: حربهم هي على الإسلام أم على فهم معيّن للإسلام؟ والجواب هو أنّهم يستهدفون الإسلام بعينه، إذ يعمدون إلى أسسه ومسلّماته ويشكّكون بها، بل ويهزأون بها، بغاية تحويل الإسلام من دين شامل ومبدأ يتكوّن من عقيدة وشريعة للحياة والمجتمع والدولة إلى ديانة كهنوتية فارغة من أيّ مضمون تشريعي كسائر الديانات الكهنوتية. وأقصى ما يقبلونه من المنظومة التشريعية الإسلامية هو ما يرونه متوافقا مع المنظومة التشريعية الغربية المهيمنة على العالم، لقطع الطريق على الحراك الداعي إلى استئناف الحياة الإسلامية من خلال تطبيق الشريعة تطبيقا شاملا في بلاد الإسلام.

 

هؤلاء الأشخاص ومن هم على شاكلتهم يقدّمون أنفسهم على أنهم أصحاب قراءة جديدة للإسلام، أي فهم آخر لنصوص القرآن، مع إسقاط إرث الحديث النبوي بزعم أنّ ما بين أيدينا من هذا الإرث هو من تأليف البخاري ومسلم وسائر مدوّني السنّة النبوية، وهذا بالطبع يأتي في سياق إسقاط السنّة النبوية وإنكار كونها وحياً من الله ﷻ ومصدرا ثانيا للتشريع بعد كتاب الله. والغاية النهائية كما أسلفنا هي تفريغ الإسلام من محتواه التشريعي لتبقى التشريعات الوضعية الغربية الخيار الوحيد أمام المسلمين. وهذا كفر صريح ولا ريب، ولا نتردّد في وصفهم على حقيقتهم.

 

لسنا في هذه المقالة بوارد تفنيد أكاذيبهم ودسائسهم والردّ عليها، فقد فنّدناها ورددنا عليها وسنبقى نفنّدها ونكشفها. ولكن ما أريد لفت النظر إليه في هذه العجالة هو أنّ هؤلاء لا يتّخذون من الإسلام ولو ظاهريا مرجعا فكريا وتشريعيا لهم، ولا يزعمون ذلك أصلا، بل إنّ بعض الأسماء الواردة في الخبر هي شخصيات تعلن إلحادها صراحة ودون مواربة، فبعضهم يعلن صراحة أنّ جميع الديانات دون استثناء هي صناعة بشرية وينكر وجود رسل يتلقّون الوحي من الله تعالى ويبلّغون رسالاته للناس. ومع ذلك يحشر هؤلاء أنوفهم في الإسلام وثقافته وتشريعه ليقولوا: هذا صواب وذاك خطأ، وهذا نقبله وذاك نرفضه! أي أنّهم بلسان حالهم يقولون للمسلمين: نحن لا نتّخذ من إسلامكم قيادة فكرية ولا نتّخذ منه وجهة نظر لنا في الحياة ولا مرجعا تشريعيا، وبالتالي فإنّه لا يعني لنا شيئا، ولكنّنا نتّصف بقدر كبير من الوقاحة التي تتيح لنا أن ننصّب أنفسنا أساتذة لكم نعلّمكم كيف تفهمون دينكم ما دمتم مصرّين على التديّن بالإسلام. فإن تعلّمتم منّا وفهمتم الإسلام كما نريده لكم كنتم في نظرنا ونظر أسيادنا الذين وظّفونا مسلمين معتدلين مَرضيّين لا تقفون حجر عثرة في طريق علمنة بلاد المسلمين وإلحاقها بالحضارة المهيمنة.

 

نصيحة لكم يا من تطوّعتم في خدمة أعداء هذه الأمّة ورضيتم بأن تكونوا رسل حضارة الشيطان داخل أمّة كُنتُم أو كان آباؤكم ينتمون إليها: عودوا إلى رشدكم، وتوبوا إلى ربّكم، فما عند الله تعالى هو أعظم كثيرا مما ابتغيتموه عند أعدائه، وإنّ مكركم هذا مآله إلى بوار وحسرة في الدنيا ثمّ في الآخرة.

 

ففيكم وفي أمثالكم يصدق قوله ﷻ: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد القصص

 

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 12 أيار/مايو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع