الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تسعى لتتويج كيان يهود ملكا على بلاد العرب والمسلمين!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تسعى لتتويج كيان يهود ملكا على بلاد العرب والمسلمين!

 

 

 

الخبر:

 

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن هناك "تقدما جيدا" بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وكيان يهود، وتابع: "أعتقد أننا نقترب من النقطة التي سنتوصل فيها إلى اتفاقات بشأن التطبيع السعودي (الإسرائيلي)"، وقال أيضاً إنه "لا يمكنه وضع إطار زمني لذلك". وأوضحت الولايات المتحدة ليهود أنه ليس هناك عودة إلى ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث اعتقد يهود أنهم يستطيعون التوصل إلى اتفاق مع السعوديين دون إحراز تقدم كبير بشأن الدولة الفلسطينية. وكان وزير الخارجية الأمريكي أكد، في رحلاته الأخيرة إلى المنطقة، على أنه يتعين على حكومة كيان يهود اتخاذ قرارات "صعبة"، والتحرك نحو حل الدولتين إذا كانت تريد تحقيق هذا التطبيع مع السعودية وإذا كانت تريد دعم جيرانها العرب للأمن وإعادة الإعمار في غزة. (CNN – بتصرف بسيط)

 

التعليق:

 

صحيح أن كيان يهود لم يحقق الأهداف المعلنة التي وضعها لحملته الصليبية على غزة وعموم فلسطين، ولكنه حقق أكثر من ذلك بكثير بشكل مختلف، فكيان يهود بجيشه الجبان لم يتمكن من القضاء على المقاومة القضاء المبرم، ولكنه نجح في القضاء على البنية التحتية والفوقية للقطاع، وإصابة المقاومة ما أصاب الناس من قتل وإبادة وهدم، وصحيح أن كيان يهود لم يتمكن من إطلاق سراح الأسرى الذين تم أسرهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ولكن في المقابل قام بأسر أكثر من خمسة عشر ألفاً من الضفة الغربية، وأكثر من ذلك من غزة، على افتراض أن كيان يهود جاد في عزمه تحرير أسراه، وليس استخدامهم كذريعة للقيام بمجازر تقشعر منها الأبدان، وقد كان بيّناً من الهجمات الشرسة ليهود، وسياسة الأرض المحروقة، أنهم لن يتمكنوا من إرجاع أسراهم، أحياءً على الأقل، وهذا ما كان يصفه قادة الحملة الصليبية بالتكاليف الباهظة. وأما بالنسبة لإعادة الوضع الأمني إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد قضى كيان يهود على أي سبيل لذلك، وباتت جميع الأطراف المتآمرة تستعد لإيجاد كيان منزوع السلاح تماماً تحت سيطرة سلطة عباس ودول الجوار والقوات الدولية.

 

بغطاء أمريكي كامل لمجازر كيان يهود، تمكّنت أمريكا من تسويق الكيان ككيان مارق فوق كل قانون وعرف ومبدأ، فمدته أمريكا بجميع أسباب التمرد على كل الأعراف والقيم البشرية دون محاسبة، وأطلقت يديه للبطش تحت سمع ونظر الأمة الإسلامية بأنظمتها وجيوشها وشعوبها، وفرضت على الأنظمة العميلة القائمة في بلاد المسلمين السكوت على تلك الجرائم وتكبيل أيدي جيوش المسلمين وتكميم أفواه عامة الناس من مجرد الإنكار على مجازر يهود، وبالنسبة للمجتمع الدولي، أصبح كيان يهود "بنفس أمريكي" يعتبر كل من لا يسانده في جرائمه مُعادٍ للسامية حتى لو كان من حلفائه وأولياء نعمته، فقد هاجم وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس يوم السبت 23 آذار/مارس 2024م الأمينَ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد تصريحاته بشأن ضرورة تسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث ردّ كاتس على الأمين العام الذي انتقد الأزمة الإنسانية في غزة أثناء زيارته لمعبر رفح السبت، بالزعم بأن الأمم المتحدة أصبحت "هيئة معادية للسامية ومعادية لـ(إسرائيل)".

 

بعد أن حقق كيان يهود أكثر مما كان يحلم به من قتل وتدمير وتشريد بغطاء دولي وإقليمي وعربي وأبعد من ذلك، واستمرار التطبيع الذي كان دائراً مع الخونة من حكام العرب والعجم قبل أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، دون التأثر بالمجازر التي أعقبت ذلك التاريخ، بل وأكثر من ذلك، ها هي أمريكا تكافئ كيان يهود على جرائمه بمدّ جسور التطبيع للكيان مع دولة بني سعود في قلب بلاد المسلمين! بعد كل هذا يحلو للبعض الادعاء بأن كيان يهود لم يحقق ما كان يخطط له، وأنه سيخرج مهزوما من المعركة، متجاهلين كل ما تقدم من إنجازات حققها الكيان على الأرض سياسياً وإقليمياً، وهذه الأصوات إما أنها لم تحسن قراءة الواقع من جميع جوانبه، فابتهجت ببعض الإنجازات الصغيرة هنا وهناك وضخمتها، أو أصوات تريد تخدير الأمة وتضليل الرأي العام، حتى لا تصل الأمة ومعها الرأي العام العالمي إلى مرحلة الانفجار.

 

يبدو أنه لم يتبقَ لأمريكا سوى تتويج كيان يهود ملكاً على الجامعة العربية والجامعة الإسلامية، كما كانت القبائل في المدينة المنورة تنسج لتتويج عبد الله بن أبي بن سلول ملكاً عليها في المدينة قبل أن يسبقهم نبي الله محمد ﷺ، وما لم تتحرك الأمة وتسقط حكامها الخونة وتنصّب الخليفة الراشد الذي يوحدها في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإن أمريكا ستسبقها في تتويج الكيان زعيماً على الأمة من العرب والعجم، وسيعلن نتنياهو نصره المؤزر على الأمة الإسلامية. يجب على الأمة تدارك أمرها قبل فوات الأوان، وعدم الانخداع بالأوهام التي تنسجها وسائل الإعلام التي تخدم أمريكا ويهود بشكل مباشر أو غير مباشر، بقصد أو غير قصد.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالخميس, 28 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع