الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تزيين الباطل لا يوصل للحق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تزيين الباطل لا يوصل للحق

الخبر:

أكد جودت يلماز نائب الرئيس التركي التزام الحكومة التركية بإعطاء الأولوية لخفض التضخم من أجل استقرار الأسعار الدائم، فيما كشف رئيس مكتب الاستثمار التابع للرئاسة التركية أحمد بوراك داغلي أوغلو، عن "استراتيجية الاستثمار المباشر الدولية 2024-2028" (الجزيرة نت)

التعليق:

إذا ما دققنا في نوع هذا التصريح وتوقيته، نجد أنه للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة كسب تأييد شعبي، وهذا يتكرر في كل مناسبة تكون فيها الحكومة بحاجة إلى دعم شعبيتها، خاصة في الانتخابات كما هو الحال في هذه الأيام، فبدأ العزف على أوتار التغيير الدستوري الذي يحتاج عملاً ضخماً لتستطيع الحكومة كسب التأييد ليتم ذلك.

وأهم ملف تلعب به الحكومة التركية هو ملف لقمة العيش بالنسبة للأتراك، وما إن تحصل على حاجتها حتى نجدها تترك خيوط اللعبة ليعود الاقتصاد التركي وعملته إلى الانهيار من جديد؛ وذلك بسبب عدم وضع خطة جذرية لحل الأزمة، ومن المؤكد أن ذلك سيكون صعبا جدا، لأن العبث في الاقتصاد التركي قديم ومتفاقم ما جعل حل عقده من أصعب الأمور، وقد تصل إلى الاستحالة إذا ما استمرت الخطط الإصلاحية الترقيعية.

فنحن نعلم عدم قدرة هذه الحكومة وأنها لا تملك الرغبة الحقيقية ولا السلطة التنفيذية التي تستطيع قلب واقعها اليوم. فواقع تركيا اليوم كمن اقترض لينهض بالبلاد، ولكنه اضطر إلى بيع البلاد لسداد هذه القروض للأسف!

إن الخطط الاقتصادية التي تعلن من حين إلى آخر هي لكسب الوقت، وكسب معارك سياسية على حساب رعاية شؤون الناس الحقيقية، فالحكومة اليوم وأمس وغدا لا ولن ترعى شؤون رعاياها، بل هي دائما توجد حلولا تكون على حساب الناس ومن جيوبهم، وليس إصلاحات جذرية حقيقية.

والسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى سوف يصبر الشارع التركي على حال البلاد الاقتصادي الذي لا نجاة له في الوقت الحالي، وبهذه الطريقة للحلول؟

إن رعاية الشؤون لا تتطلب إعلانات خادعة عن سعي الحكومة لحل المشكلة دون خطة عمل ناجحة، وسلطة تنفيذية قادرة على أخذ القرار، بل الأهم أنه لا يهمها في الأصل رعاية شؤون الشعب التركي مطلقا، وإنما همها الحصول على أكبر ربح ممكن، والتحكم بقرار البلاد السياسي.

إن الحل دائما وأبدا هو بالخروج من قبضة الأجنبي وتحكمه، وجعل البلاد صاحبة القرار، وأن تكون الحكومة مخلصة وقادرة وراغبة في رعاية شؤون البلاد، وبذلك سوف تهتدي إذا ما وجدت مثل هذه القيادة إلى السيادة.

وبوصفنا مسلمين لماذا نبحث دائما عن حلول من مستنقعات الغرب، بينما نمتلك النبع الصافي الذي وضع أصلا لخدمة البشرية من خالق هذه البشرية الذي أتقن كل شيء، ووضع لنا نظاما اقتصاديا راقيا خاليا من الأزمات الاقتصادية المعاصرة، وفي طياته الثبات وعدم التذبذب؟!

أيها المسلمون في تركيا: إن كل ما تعانون منه في هذه المرحلة سببه هو البعد عن تطبيق شرع الله، والانجراف نحو قوانين لا تناسبكم ولا تستطيعون التأقلم معها، لذا كونوا أحرارا وعبيدا لله وحده، وهذا لا يتأتى إلا بدولة إسلامية تحمينا وتعزنا، وها هو حزب التحرير يعمل ليل نهار لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فكونوا معه ليحكمنا شرع الله ويطبق على جميع المسلمين في العالم.

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالإثنين, 04 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع