الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الباطل بمظهر حسن!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الباطل بمظهر حسن!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

انضمّت باكستان يوم الجمعة إلى أكثر من 50 دولة في تقديم حجّتها في الإجراءات التاريخية التي تجريها محكمة العدل الدولية في لاهاي للحكم بشأن الاحتلال (الإسرائيلي) غير القانوني للأراضي الفلسطينية. (تريبيون باكستان)

 

التعليق:

 

إنّ محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي لهيئة الأمم المتحدة التي تحظى بتقدير مبالغ فيه إلى حدّ كبير. تسببت مظالم الحرب العالمية الأولى في سقوط عصبة الأمم، لكنها عاودت الظهور بقوة في عام 1945 تحت اسم مختلف. لقد وضعت الأمم المتحدة ميثاقاً "لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب". إنّ ما تعنيه بالأجيال القادمة غير مفهوم لأنها حتى الآن لم تتلاعب إلاّ بالكلمات في شكل تسجيل البيانات أو الإدلاء بالتصريحات، وإنشاء المحاكم التي تبدو وكأنها ليست أكثر من نادٍ للمناظرات، حيث يحصل ممثل كل دولة على فرصة لممارسة مهاراته الصوتية.

 

وقد أُعطيت هذه الفرصة أيضاً لوزير العدل الباكستاني أحمد عرفان أسلم، الذي أثبت أنه خطيب ممتاز ليس أكثر.

 

كان الأسبوع الماضي هو المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لرفض قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين كيان يهود وحماس. إن الرسالة الموجهة إلى كيان يهود من خلال هذا الفيتو هي أنه يستطيع الاستمرار في قتل الفلسطينيين الأبرياء. وفي هذه الأثناء، أوقف برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة تسليم المساعدات إلى شمال غزة مؤقتا، مشيراً إلى إطلاق نار (إسرائيلي) فضلا عن "الفوضى الكاملة والعنف بسبب انهيار النظام المدني" في المنطقة. كيف يمكن لمنظمة دولية تدّعي الوقوف مع المحتاجين في العالم وحمايتهم، أن تجد مكاناً غير آمن لنفسها وتتخلى عن النساء والأطفال الأبرياء وكأنهم محصنون ضدّ كل الجوع والألم؟! يجب على السيد أحمد عرفان أن يدرك أنّ أشلاء أطفال غزة كانت تتطاير بينما كان يثبت قدرته على التعبير! في عام 2005، اعتمدت الأمم المتحدة مبدأ "مسؤولية الحماية" رداً على المذبحة الجماعية في رواندا، لكن الفظائع استمرت في الحدوث.

 

إن القسوة التي واجهها إخواننا وأخواتنا الفلسطينيون تعيدنا إلى زمن الغزو المغولي؛ وكيف تعامل القائد المسلم معهم في نهاية المطاف يجب أن يعزز ثقة أي قائد مسلم شجاع يخاف الله. هذا ليس الوقت المناسب للجلوس وإجراء محادثات سلام مع العدو، هذا هو الوقت المناسب للرد وإنقاذ أمة محمد. ففي كل صفحة من صفحات التاريخ دروس صنعت في طاعة الله سبحانه وتعالى. فبعد سقوط دمشق تقدّم المغول نحو مصر والمغرب وأرسل القائد المغولي كتابغا رسالة تهديد إلى سلطان مصر. وجاء في النصّ شيء من هذا القبيل: "لقد حاصرنا الأرض، ويتّمنا الأطفال، وعاقبنا وقتلنا الناس، ودمرنا أعراض قادتهم. هل تعتقد حقا أنه يمكنك الهروب منا؟ ستتمكن في النهاية من رؤية ما يأتي في طريقك".

 

ورأى السلطان قطز أثر الرسالة في نفوس الحاضرين، فأجاب بشكل مختلف، فقتل الوفد المغولي وعلّق جثثهم في عاصمته ما رفع معنويات قواته وشعبه. وهذا مثال للقيادة التي تحتاج إليها هذه الأمة.

 

وعندما وصل ردّ قطز، عرف المغول أنهم يتعاملون مع نوع مختلف من الملوك في مصر عما واجهوه من قبل. وكلف السلطان نائبه بيبرس بهذه المهمة واستشار العلماء أيضاً الذين قدموا له الدّعم والتوجيه. وهذا مثال على وحدة الدين وشموله في جميع شؤون الحياة. الإسلام وحده هو القادر على إزالة الجانب الوحشي من الحروب.

 

نحن أمة محمد بحاجة إلى قائد مثل بيبرس الذي ردّ بعد أن سمع فظائع المغول قائلاً: "فليأت الوقت، سنقول لهؤلاء البرابرة إنهم ليسوا الوحيدين الذين يعرفون كيف يقاتلون، ولكن هناك أيضاً بعض الأشخاص في العالم الذين يمكنهم قطع أعناقهم". لقد كان تحرير الأمة الإسلامية وأراضي المسلمين من طغيان المغول نتيجةً مباشرة لمعركة عين جالوت.

 

يجب على المسلمين اليوم أن ينتبهوا إلى الإرث الذي سيتركونه وراءهم وما هي المؤهلات التي سيأخذونها معهم، حيث سيتمّ تذكركم في الدنيا كما عشتم وستحاسبون على ذلك في الآخرة. بمجرد اعتناق الإسلام، ستكون حياتكم هي الفرصة الوحيدة لتسجيل تاريخكم ومستقبلكم، وهذا لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال عيش أيامكم وفقاً لأوامر الله سبحانه وتعالى.

 

﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

آخر تعديل علىالأربعاء, 28 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع