- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حظر بريطانيا لحزب التحرير جاء متأخراً
الخبر:
قالت صحيفة ذا تايمز البريطانية إن فكرة حظرِ جماعة حزب التحرير ليست بجديدة وكانت مطروحة منذ عقود ويتم تأجيلها، وكان البرلمان البريطاني قد صوّت لصالح قرار بحظر حزب التحرير وتصنيفِهِ "مُنظمة إرهابية". (المصدر)
التعليق:
لم تستطع بريطانيا أمّ الخبائث كبح جماح غيظها من الإسلام والمسلمين والدعوة لإقامة الخلافة ونصرة المظلومين أكثر، فقامت بحظر الحزب بعد أن ظل هذا القرار معلقاً لأكثر من ثلاثين عاماً، منذ قدوم أول شاب من شباب حزب التحرير إلى بريطانيا، كيف لا وهي التي لم تدخر جهداً على مدار قرون مضت في الكيد للخلافة حتى تمكّنت من إسقاطها في مثل هذه الأيام في رجب من عام 1342هـ. إن حزب التحرير محظور في جميع مستعمرات الإنجليز ومحمياته التابعة له في العالم، ابتداء من الأردن، حيث حظره كلوب باشا الحاكم الفعلي في الأردن، قبل نحو سبعين عاماً، بمجرد معرفته بإنشاء الحزب على يدي الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله، ولا يزال محظوراً اليوم تحت حكم ابن الإنجليزية عبد الله الصغير، ومروراً بالإمارات التي يحكمها أبناء زايد ربيب الإنجليز، وغربا في بلاد المغرب العربي، ووصولاً إلى ماليزيا في أقصى الشرق، وذلك لمعرفتهم بمشروع إقامة الخلافة الذي يسعى إليه الحزب، فالإنجليز أينما استعمروا او استوطنوا لا يطيقون سماع مجرد ذكر للخلافة، فهم لا يطيقون سماعاً لذكر دولة الحق تحكم في الناس بالعدل، كقوم لوط الذين قالوا: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾!
ليس غريباً حظر بريطانيا لحزب التحرير، بل الغريب هو تأجيل الحظر لغاية اليوم، ولكن إن عُلم السبب بطل العجب، حيث إن تجاهل بريطانيا لأعمال الحزب على جزيرتها لم يكن يعني أبداً رضاها عن وجوده، بل كانت تظن أن فكرة الحزب مقتصرة على شبابه ومناصريه، ولا حاجة لها لمنح الحزب مزيدا من ثقة الأمة به والتفافا حوله وحملا لفكرته من خلال حظرها له، ولكن لما تبيّن لها متأخراً أن الحزب هو الممثلُ الشرعي للأمة الإسلامية ولمطالبها، والقائدُ الحقيقي للأمة ومنها الجالية المسلمة في بريطانيا، جنّ جنونها، واستثار كمين ضغنها، فأكلت وثنها المتمثل في قيم الحرية والقانون الكاذبة.
إن موقف الحزب من الحرب على غزة ودعوته لنصرة المسلمين فيها، وللإسلام بديلاً حضارياً للعالم كله، وبروز الحزب كقائد نبيل يدافع عن المظلومين، ويدعو لإغاثة الملهوفين، هو ما دفع بريطانيا لحظر الحزب، خصوصاً وأن الدعوة لإزالة كيان يهود من الوجود هو في واقعه دعوة لإزالة بريطانيا نفسها من الوجود، إذ الحرب بين الأمة وكيان يهود هي في الحقيقة حرب صليبية بين الأمة والغرب الصليبي، وما كيان يهود إلا واجهة الغرب في قتال الأمة الإسلامية، وخنجر مسموم في خاصرة الأمة يعيقها عن النهضة وإقامة الخلافة الراشدة الموعودة، وإذا ما تمت إزالة كيان يهود فإن مسألة زحف الأمة إلى جزيرة بريطانيا فاتحين سيكون مسألة وقت فقط.
إن بريطانيا رأس الكفر في العالم ومصدر المكائد فيه تعي تماماً تهديد دعوة حزب التحرير لحضارتها الآيلة للسقوط، ولا نستغرب أن تتبعها في حظر الحزب الدولُ الغربية الأخرى وأتباعها، فقد وصل الصراع بين الحزب والغرب إلى جولته الأخيرة الحاسمة، بعدما تنبهت الأمة لدينها ولفظت الغرب وحضارته، وبعدما تفطنت كثير من شعوب العالم الغربي لتفاصيل الصراع الحضاري الدائر في العالم، ولم يعد يخفى على أحد بطلان الحضارة الغربية وأساليبها الاستعمارية الخبيثة وجرائمها المتواصلة، ولم تعد تخفى خيانة الأنظمة في بلاد المسلمين وعمالتها وفسادها، وفُضح نفاق المبررين لهذه الأنظمة من حركات وعلماء وإعلاميين وغيرهم... لذلك فإن استشعار بريطانيا الخبيثة لهذه الحقائق دفعها هذه المرة إلى القيام بأعمالها القذرة بنفسها بدل أن توكّل بها رويبضاتها من العرب والعجم، وقامت بتلفيق التهم ونسج الأكاذيب لتبرير انتهاكها لقيمها الزائفة أصلا؛ لحماية كيان يهود ونفوذها في العالم.
إن الأسباب التي ساقتها مملكة (تشارلز الثالث) ممثلة بسوناك، الذي جمع في صدره حقد الصليبيين والهندوس على الإسلام، أسباب تُحسب للحزب لا عليه، فدعوة جيوش المسلمين للتحرك والجهاد لتحرير الأرض المباركة فلسطين وتطهيرها من دنس يهود المجرمين شرفٌ للحزب ولكل من يعمل ويدعو لمثل ذلك، فالدعوة للجهاد عموماً هي دعوة لقتال قوى الشر وتحرير البشرية منها لتحكم بعدل الإسلام، دين الله، وهو عمل نبيل لا يمارسه إلا النبلاء، الأنبياء والرسل ومن تبعهم، وهو ليس كقتال المستعمرين (أمثال الإنجليز) الذين تشهد على جرائمهم جنبات العالم كله، من المجازر والاستعباد ونهب الثروات... من شبه القارة الهندية إلى القارة السمراء.
إن الصراع بين الإسلام متمثلاً بالدعوة إلى إقامة دولة الإسلام في الأرض بقيادة حزب التحرير، وبين الكفر متمثلا بالقوى العالمية ومنها بريطانيا العجوز، أصبح معلناً واضحاً وعلى أشده، وباتت الأمة في انتظار أن يقوم أهل القوة فيها المتمثلون بالجيوش بالإطاحة بعروش عملاء الإنجليز وحلفائهم الأمريكان، وإعطاء نصرتهم لحزب التحرير لتسديد الضربة القاضية لقوى الشر العالمية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. إلى هذا يجب أن تنصبّ دعوة المخلصين في هذه الأمة، وإلى هذا يجب أن تُدعى جيوش الأمة للتحرك من فورها. ﴿انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان