الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النصر يتحقق فقط بالقضاء على كيان يهود وتحرير الأرض منه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النصر يتحقق فقط بالقضاء على كيان يهود وتحرير الأرض منه

 

 

 

الخبر:

 

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأحد إن "166 فلسطينياً على الأقل قتلوا جراء الغارات (الإسرائيلية) على القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أصيب ما لا يقل عن 384 آخرين"، وأوضحت الوزارة في بيان لها أنّ "الإحصائيات الأخيرة رفعت إجمالي حصيلة الشهداء إلى 20424 فلسطينياً، في حين وصلت حصيلة الإصابات إلى 54036 شخصاً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي"، من جانب آخر صرّح جيش يهود بأن عدد قتلاه في غزة تجاوز الـ150. (المصدر)

 

التعليق:

 

ما زال العالم يرقب ساكناً المجازر التي ترتكب بحق أهل غزة ويحصي أعداد الشهداء بالألوف - أو قل يقدرونها تقديراً -، ولا يزال حكام المسلمين منحازين لأخلّائهم في دولة يهود، ولا يزال الجنود المخلصون في الجيوش يتوقون للنيل من يهود لكن قادتهم لا يتحركون، وعلى الجانب الآخر لا يزال الإعلام يتناقل جرائم يهود في غزة على أنها نزاع في إحدى البلاد البعيدة، وربما في مجرة أخرى، كأنه فيلم عنيف سينتصر في نهايته الخير على الشر بحبكة مفاجئة من المخرج! ليغفل الناس عن حقيقة كوننا نتعامل مع قوانين أرضية واقعية لا خيالية تمثيلية، فالفارق في العدد والعتاد بين الفئتين هائل، والأرقام أعلاه شاهدة على حجم الخسائر غير المتكافئ بين الطرفين، فإن لم تفزع أمة الإسلام بجيوشها أو بعضها لأهلها في غزة، فإن هذه الأرقام ستزيد أضعافاً مضاعفة، وما خفي أعظم.

 

لقد عاقب رسول الله ﷺ يهود لنقض عهدهم في غزوة الخندق، بأن حكّم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال له: «إنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ»، فقال سعد: "فإني أحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتقسَّم أموالهم"، فقال رسول الله ﷺ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ»، ثم أمر رسول الله ﷺ أن تُحفر لهم الخنادق في سوق المدينة، ثم بعث إليهم، فجيء بهم أرسالاً، وتُضرب أعناقهم في تلك الخنادق ويُلقون فيها، وكانوا أربعمائة رجل على الأرجح، وفي رواية ابن إسحاق في السيرة أنهم كانوا ستمائة أو سبعمائة رجل، وأنزل الله فيهم قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾، وقد استحق يهود هذا العقاب مع أنهم لم يشاركوا في الحرب على المسلمين، وإنما سمحوا للأحزاب بالوصول إلى المدينة المنورة من جهتهم، وهو الدور الذي تتخذه الحكومات المحيطة بفلسطين اليوم في مساندتها يهود، في مصر والأردن وتركيا والإمارات...، فما عقاب من أوغل في المسلمين قتلاً؟ إن حرمة دم المسلم أعظم من حرمة الكعبة المشرفة، وإن قتل مسلم واحد أعظم من قتل ألف عربيد من يهود المجرمين، فكيف بقتل الآلاف منا؟!

 

إنّ أية نتيجة لهذه الحرب لا تفضي إلى إنفاذ الحكم الذي أقره الوحي لن يُعدّ نصراً، ولن يشفي صدور المؤمنين، وإن التحرير لن يتحقق على أيدي الجماعات المجاهدة في غزة رغم بأسها وشجاعتها، فدورها حدّه مقاومة العدو بينما يصل الدعم الماسّ الذي تحتاجه من جيوش المسلمين، فالجيوش هي التي تقدر على إلحاق الهزيمة الكاملة بكيان يهود، فتقتل مقاتلتهم، من في الخدمة منهم ومن في الاحتياط، وتشرد بهم من خلفهم، وما لم يأتِ هذا المدد فإن الكارثة ستتوسع يوماً بعد يوم. إن إثم هذه الدماء الطاهرة معلق في أعناق المخلصين من الضباط في الجيوش، وليس في أعناق القيادات السياسية والعسكرية في بلاد المسلمين فحسب، وذلك لأن تلك القيادات قد حسمت أمرها والتزمت موقفها مع يهود ضد المسلمين، على خُطا أبي رغال قبّحه الله، فظل الأمل معقوداً على المخلصين الذين لم يتخذوا الشياطين أولياء، بأن يطيحوا بهؤلاء القادة ويستبدلوا بهم قيادة مخلصة من العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتقودهم إلى قتال يهود وقتلهم الذي بشّرنا به رسول الله ﷺ، وإن هؤلاء المخلصين هم من عليهم الإسراع وتدارك أمرهم قبل أن يسرع إليهم الموت، فترجم الناس قبورهم كما رجموا قبر أبي رغال وكما سيرجمون قبور القادة الحاليين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالإثنين, 25 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع