الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المبادرة المصرية لوقف الحرب على قطاع غزة تجمع بين الخبث والخذلان!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المبادرة المصرية لوقف الحرب على قطاع غزة تجمع بين الخبث والخذلان!

 

 

 

الخبر:

 

أفادت مصادر مطلعة على محادثات حركة حماس في القاهرة لـ"الشرق"، بأن وفد الحركة عاد إلى قطر للتشاور مع المكتب السياسي، بشأن المبادرة التي طرحتها مصر عليها، وتتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

 

وتتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة يتم خلالها تبادل جزئي للأسرى، أما المرحلة الثانية فتتضمن إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف "إنهاء الانقسام" وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية وملف إعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية، والمرحلة الثالثة تتضمن وقفاً كلياً وشاملاً لإطلاق النار وصفقة شاملة لتبادل الأسرى، وتتضمن المرحلة الأخيرة منها انسحاباً (إسرائيلياً) من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع. (وكالة معا بتصرف)

 

التعليق:

 

رغم هزلية هذا الطرح سياسياً وعسكرياً في ظل حرب إبادة لا تتوقف للحظة واحدة بحق أهل قطاع غزة وفي ظل قادة كيان مجرمين متعطشين للدماء والانتقام يؤكدون للعالم أجمع أن حربهم لن تتوقف إلا عندما تحقق أهدافها ويتخذونها حرب وجود لكيانهم ووجودهم وليست حرب حكومة أو أحزاب أو ردة فعل ويصرون على إكمالها رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها قواتهم بشكل يومي، رغم هزلية هذا الطرح إلا أنه طرح خبيث في توقيته ومضمونه.

 

أما توقيته فهو يأتي في اللحظة التي يؤكد فيها كيان يهود أن الحرب مستمرة وأنه لا يوجد سقف زمني لها ولكن مراحل وتفصيلات وهو ما أكده الرئيس الأمريكي بايدن فصرح بعد اتصاله الأخير بنتنياهو "أنه لم يطلب وقف إطلاق النار" وأنه أوضح لنتنياهو ضرورة تحديد أهداف واضحة وتقليل الخسائر بين المدنيين وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن، والقصد أنه طرح خبيث في توقيته لأنه مجرد فقاعة غير واقعية - في ظل المعطيات على الأرض - يستخدمها النظام المصري لتبرير خيانته وتخدير الرأي العام أنه يسعى لوقف الحرب ويعزف على سمفونية أن الحرب سوف تتوقف، تلك السمفونية التي بدأ العزف عليها منذ أسابيع على الإعلام العربي تحت عناوين ومسميات متنوعة على لسان محللين وسياسيين وإعلاميين وغيرهم لتخدير الرأي العام في بلاد المسلمين بينما قَتل كيان يهود خلال تلك الأسابيع آلاف البشر في مجازر مروعة ودمر آلاف المباني ناهيك عن التجويع والاعتقال خاصة في شمال القطاع!

 

وأما مضمونه فهو محاولة لإيجاد مخرج لكيان يهود إنْ عجز عن الحسم العسكري وأراد الانسحاب والخروج من قطاع غزة، وأيضاً تحويل هذه الحرب بكل تفصيلاتها القاسية والدموية وتضحياتها الكبيرة وبطولاتها الكثيرة إلى مدخل لإحياء مشروع الدولتين الخياني وإحياء عملية سلام عقيمة لن تنجب سوى التنازل والانبطاح وإعطاء فرصة لكيان يهود للعمل على ترميم صورته السياسية والإعلامية بالسلام والمفاوضات وإتاحة المجال له مجددا لاستئناف عمليات التطبيع مع الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين.

 

إن هذه المبادرات الذليلة عبارة عن ألهيات وإبر تخدير لإعطاء كيان يهود مزيداً من الوقت للحسم العسكري، وهي في الوقت ذاته مخرج له إن فشل في ذلك، بل ربما يستغل جزئيات منها لهدن مؤقته يخرج بعض أسراه فيها لإسكات الرأي العام في داخله ومن ثم ينكث بباقي المراحل ويكمل حربه، ولذلك على الفصائل الحذر من السيسي الخائن ونظامه العميل ومبادراته الخبيثة، ويجب على الجميع العمل على أن تكون هذه الحرب المتوحشة الدموية منبراً لمخاطبة الأمة بخطابات قوية وجريئة وصريحة تثير الشعوب والرأي العام والجيوش على أنظمة العمالة والخيانة لإسقاطها والثورة عليها والتحرك العسكري الفوري لإنقاذ أهل غزة ومساندة المجاهدين، هكذا فقط يتم وقف الحرب وتحويلها من حرب إبادة وتهجير لأهل فلسطين إلى حرب قضاء على كيان يهود الذي يصارع الزمن لتأمين نفسه وترميم جدرانه التي تصدعت بشكل كبير ويتحرك بجنون في غزة ويهدد لبنان ويضع الضفة على الطاولة في حرب أسماها حرب الاستقلال الثانية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

آخر تعديل علىالإثنين, 25 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع