الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
دفن "القانون الدولي" في غزة هاشم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دفن "القانون الدولي" في غزة هاشم

 

 

 

الخبر:

 

المحامي وليام بوردون - في مقال له بصحيفة ليبيراسيون - اعتبر أن عملية تجريد ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من إنسانيتهم التي كانت مستمرة منذ عقود، تسارعت لتصل إلى ذروتها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع انطلاق الحرب (الإسرائيلية) على غزة.

 

وأشار المحامي إلى أن العالم استبشر بإنشاء المحكمتين الأوليين المخصصتين ليوغسلافيا السابقة ورواندا، وعاش لحظة مليئة بالأمل مع إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، واعتبرها بداية حقبة جديدة تؤرخ لنهاية الإفلات من العقاب لأعظم مجرمي الدم.

 

غير أن عمل هذه العدالة المعولمة الجديدة بدا متواضعا وغامضا - حسب الكاتب - لأن هذه الأداة المناهضة للطغيان والهمجية محتقرة ومخربة من قبل أقوياء العالم الذين يتحملون أكبر قدر من سفك الدماء، مثل الأمريكيين والروس والصينيين، وكلهم أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

التعليق:

 

هذا المحامي والكاتب الفرنسي، يخرج من قلب بلده الذي يفتخر بأنه منبع الحرية والتحرر وحقوق الانسان وما بني عليها مما يسمى "القانون الدولي" ليقول بالحرف "هكذا سقط القانون الدولي تحت أنقاض غزة وهو يتألم".

 

والحقيقة أن هذا القانون الدولي ساقط من أول يوم وضع فيه، لأنه لم يكن سوى شماعة لتكريس الاستعمار واستكبار الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا. والتسمية المطابقة للصواب هي "قانون القوي"، فهذا القانون لم يمنع أربع جرائم للاستعمار - كما يصفها الكاتب نفسه - بالرغم مما يسمى بـ"اتفاقيات جنيف" الأربع، خاصة اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب. فقد ديست على مرأى ومسمع كل العالم الذي يسوق تلك المفاهيم بل ويعتبرها "آلهة" تُعبد وتقدَّس... فإذا بهم يلتهمون آلهتهم المزعومة تلك تبعا لنوع وعرق وعقيدة الضحايا، فما بالك إذا أضفت لذلك الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين؟

 

إن حرب العالم المسمى بـ"الحر" على غزة برأس حربته كيان يهود، تفضح على رؤوس الأشهاد حقيقة الغرب وحقيقة مفاهيمه "المقدسة" بشكل فاضح مرة أخرى في غزة. ولعل تلك الدماء والأشلاء والدمار الذي أصاب غزة يكون الجرعة المركزة والقاصمة لكل تلك "المقدسات" في عقول المسلمين المضبوعين أولا وفي عقول الأجيال الصاعدة في الغرب، فتدرك أن طريق التحرير والنهضة الحقيقية تمر من مكان آخر؛ هو الإسلام. وأن منطق القوة الذي يستعبد به البشر اليوم يحتاج إلى منطق القوة الموازية صاحبة الإرادة السياسية المخلصة والواعية والنقية التي تحشد الأمة وتجيش جيوشها ليكون الجواب ما يرون لا ما يسمعون!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع