الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الزلازل والهزات وأحوال المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الزلازل والهزات وأحوال المسلمين

 

 

الخبر:

 

زلزال تركيا وسوريا والهزات الارتدادية.

 

التعليق:

 

بعد حدوث الزلزال الكارثة الذي دمر كثيرا من المدن والقرى، وخلف حوالي خمسين ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى وملايين المشردين، ووصل تأثيره إلى بلاد الشام ومصر، وأعقبه آلاف الهزات الارتدادية التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، وكلما حدثت هزة هُرع الناس إلى الفلاة يكبرون ويستغفرون، وأصبح كثير منهم يخافون من سقوف بيوتهم أن تقتلهم بالسقوط عليهم فتدفنهم أحياء.

 

وإزاء هذه المصيبة، فإننا نلفت النظر إلى جانبين اثنين:

 

أما الأول: فهو أن الزلازل والبراكين والأعاصير، هي من آيات الله وسننه الكونية، التي تدل على عظمة هذا الخالق المدبر، كما تدل على ضعف الإنسان ووهنه، وأنه لا غنى له عن الله عز وجل ورحمته، ولقد أظهر هذا الزلزال مدى إدراك المسلمين لهذا الأمر فظهرت قوة إيمانهم وصلتهم بالله عز وجل، ورضاهم بقضائه. وظهر مع ذلك مدى تعاونهم، إذ إن معظم التبرعات والمساعدات جمعت من أفراد المسلمين وأرسلت للمتضررين من الزلزال، وكأني بالزلزال يحطم الحدود الوهمية التي وضعها الغرب الكافر المستعمر.

 

أما الجانب الثاني: فهو أن هذا الزلزال قد فضح مرة أخرى استهتار الأنظمة في البلاد التي ضربها الزلزال، وأن الفساد ضارب في أعماقها حيث إنها لم تراقب متعهدي البناء، ولم تنظم بشكل مدروس البناء على المناطق فوق خطوط الزلازل، وفضح كذلك انفصال هذه الأنظمة الفاسدة العميلة عن الأمة، خاصة الغنية التي تملك الثروات الهائلة، التي لم تكلف نفسها صرف الفتات للمتضررين، وأحسنهم حالا من سمح للمساجد بجمع التبرعات، بينما لم يدفعوا من الخزائن الملأى تحت أيديهم شيئا! في حين إنهم يتوددون للدول الكبرى بمئات مليارات الدولارات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم من جنس الغرب لا من جنس هذه الأمة، وأنهم ليسوا منا ولسنا منهم.

 

وها هو الزلزال أيضا يعري المؤسسات الدولية الزاعمة أنها أممية، مثل الأمم المتحدة، التي مارست التمييز العنصري، فتراها تتعامل مع الكوارث في غير بلاد المسلمين بالاهتمام الفائق والمساعدات الجدية، بينما في بلاد المسلمين فهي تكتفي بالكلام وبعض الفتات الذي لا يسد جوعا ولا يؤوي مشردا ولا يعالج مريضا.

 

هذه الدلالات قد تكون غيضا من فيض، لكن أهم ما دلت عليه هو حاجة المسلمين لدولة الخلافة التي توحد بلادهم وتجمع ثرواتهم ومقدراتهم وتسخرها لخدمتهم وفي مصالحهم.

 

أيها المسلمون: لعل هذه الزلازل تذكركم بالزلزال الكبير يوم القيامة ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾، فتخضعوا لشرع الله وتعملوا لتنفيذ أوامره بإقامة شرعه ورفع راية نبيه ﷺ، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فلا حياة إسلامية بدونها، ولا شريعة تحكم بدونها، ولا رعاية عادلة بدونها، ولا استعادة بيت المقدس وما سلب منا بدونها، وآثم كل من لا يعمل فيكم لإقامتها، وإنها لقائمة قريبا بإذن الله عز وجل، هذا وعد الله عز وجل ولن يخلف الله تعالى وعده فكونوا من العاملين لإقامتها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ د. محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

 

آخر تعديل علىالسبت, 25 شباط/فبراير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع