الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ترسيم الحدود مع كيان يهود خيانة عظمى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ترسيم الحدود مع كيان يهود خيانة عظمى

 

 

الخبر:

 

تداولت الأخبار في لبنان في الأيام القليلة الماضية أن رؤساء لبنان الثلاثة سيتفقون على موقف واحد من ترسيم الحدود البحرية مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين.

 

التعليق:

 

كلما اتفق حكام لبنان الثلاثة على أمر ما فعلينا أن نخاف من بيعنا وبيع مصالحنا، بل من نهبنا وسرقتنا، ولا نعجب من ذلك، لأنهم نواطير للغرب وبخاصة أمريكا التي تأمر فيطيعون، ليقوموا بما تريد، بل أكثر منه.

 

وهذا الأمر لاحظناه بدقة متناهية في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين حيث كانوا يختلفون دوما على القشور الداخلية والحصص، ولكنهم سرعان ما نجدهم يتفقون على أمر تطلبه منهم أمريكا، بل تأمرهم به فيطيعون دون تردد، ويوحدون الكلمة وتزول الخلافات مهما كانت قوية، كما حصل مؤخرا عندما طلب منهم مساعد وزير الخارجية الأمريكي هوكشتاين أن يوحدوا موقفهم للتفاوض لحل نزاع الحدود البحرية مع كيان يهود الغاصب. وبالفعل ها هم يسارعون بالاجتماعات المكثفة والمتوالية لتحقيق هذا الأمر لإرضاء سيدتهم أمريكا وللقبول بالحصة التي تقترحها عليهم بحجة أن كيان العدو المغتصب لا يقبل بأكثر من ذلك. فتراهم يرددون أن اختلاف الرؤساء كان السبب في خسارة لبنان حتى الآن وأن عليهم توحيد موقفهم التفاوضي للحصول على أفضل الممكن للبدء بحل مشاكل لبنان الاقتصادية والمالية حسب زعم الأمريكي هوكشتاين.

 

لا يا هؤلاء، لا نريدكم أن تتفقوا على أمر فيه خيانة لله ولرسوله وللأمة. لأن الاتفاق على الخيانة خيانة، والاتفاق على ترسيم الحدود البحرية أو البرية مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين خيانة عظمى.

 

وإن تعليل خيانة ترسيم الحدود البحرية مع كيان يهود بالأوضاع الاقتصادية والمالية التي يزعمون أنها ستتحسن هراء وكذب ما بعده كذب.

 

فالسادات عندما صالح كيان يهود واعترف به وبوجوده، أي بحقه في اغتصاب فلسطين، وعد أهل مصر الطيبين بالمن والسلوى، وهذا لم يتحقق ولن يتحقق في ظل أمثال هؤلاء الحكام العملاء الخونة الرويبضات.

 

وكذلك الأمر بعد اتفاق ملك الأردن السابق مع كيان يهود فيما سمي باتفاق وادي عربة، حيث ساءت أمور أهل الأردن الطيبين، ولا عجب في ذلك.

 

وكذلك حكام السودان الذين فتتوا بلادهم إرضاء لأمريكا ولكيان يهود.

 

وكذلك حكام سوريا السابقون والحاليون الذين فاوضوا حكام الكيان الغاصب سابقا وحاضرا بشكل مباشر أو غير مباشر للاعتراف به رسميا، كما حصل مع حافظ ورابين المقبورين، ولولا قتل رابين وتراجع كيان يهود عن الأمر لاعترف حافظ بكيان يهود رسميا بحجة السلام والازدهار في سوريا والمنطقة.

 

لذلك نقولها صريحة مدوية لحكام لبنان: إن ترسيم الحدود البحرية مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين هو خيانة عظمى، وجريمة كبرى، واعتراف للعدو المغتصب بحق له في أرضنا ومياهنا وجونا، وليس لهم الحق في ذلك. إنها الدولة القوية العزيزة بدينها، التي لم يفرط حكامها مثل الخليفة عبد الحميد بشبر من أرض فلسطين المباركة، واعتبرها مسألة حياة أو موت، وأن عمل المبضع في جسده أهون من ذلك، ولكنهم اليوم في ظل حكومات الفساد والتبعية يفرطون بآلاف الكيلومترات ولا يهتز لهم جفن.

 

ولا يكفي أن نجد حكام لبنان الثلاثة يسيرون في طريق الاعتراف بحدود العدو وبوجوده والتطبيع معه، بل نجد كل أحزاب السلطة ووسطها السياسي موافقين على المفاوضات للترسيم، ويشغلون الناس بالخطوط المصطنعة للترسيم بين 23 و29 وغيرهما، والحقول الغازية والنفطية الواعدة، وما يعدكم الشيطان إلا غرورا.

 

والأنكى من ذلك كله موقف من كان يدعي القتال لتحرير فلسطين المباركة كلها، إنه يصرح اليوم وبالفم الملآن أنه يقبل بما يقبل به الرؤساء الثلاثة مجتمعون.

 

وأنتم تعلمون علم اليقين أن حكامنا يسيرون كما تطلب أمريكا العدو الأكبر!

 

فهل أصبحت واقعيتكم تفرض عليكم القبول أو السكوت على ترسيم الحدود مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين؟! أم أن الحكم الشرعي قد تغير عندكم؟!

 

ونقولها: لا وألف لا، فلسطين المباركة ستبقى في قلب الواعين المخلصين من أبناء أمتنا الإسلامية، ومنها لبنان، ولن نقبل بأي خيانة لها، وسنصدح بكلمة الحق مهما كلفت من تضحيات، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، برفع راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بقعة من بلاد الشام، وبعدها في فلسطين المباركة إن شاء الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد نزار جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 14 حزيران/يونيو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع