ما وراء تصفية جنرالات وأوليغارش؟

الخبر:

أوردت DW مقالا في 2022/5/9م حول سر الوفيات الغامضة بين الأوليغارش الروس ورد فيه: في الشهور الثلاثة الماضية لقي سبعة أثرياء كبار من الأوليغارش الروس حتفهم في ظروف غريبة غامضة، بعضهم مع عائلاتهم. وغالبيتهم تنحدر من أوساط صناعة النفط والغاز. وهو ما أثار التكهنات حول ملابسات تلك الوفيات ومن يقف خلفها!

التعليق:

أوردت دويتشه فيله معلومات عن مقتل الأوليغارش الروسي سيرغي بروتوسينيا في إسبانيا في 19 نيسان/أبريل مع زوجته وابنته، وكان نائب رئيس شركة الغاز نوفاتيك، وقبلها بيوم وجدوا جثة النائب السابق لبنك غاز بروم فلاديسلاف أفاييف مع زوجته وابنته مقتولين في موسكو. وادعت وكالة الأنباء الروسية أنه قتل زوجته وابنته أولا ثم انتحر.

الاثنان ينحدران من الأوساط العليا لصناعة النفط والغاز الروسية، وفي كانون الثاني/يناير وجد ليونيد شولمان المدير في شركة غازبروم منتحرا، وبعد أقل من شهر وجد ألكسندر تيولياكوف مشنوقا في بيته في بطرسبورغ وهو مدير سابق في غاز بروم، وبعدها بثلاثة أيام وجد رجل الأعمال النافذ في شركة الغاز والنفط ميخاييل فاتفورد مشنوقا في بريطانيا، ثم في 24 آذار/مارس عثر على الملياردير فاسيلي ميلنكوف ميتا مع زوجته وابنتيه في روسيا وكان يرأس شركة الإمدادات الطبية العملاقة ميدستوم. وأخيرا أندري كروكوفسكي سقط من على صخرة أثناء نزهة، وقد كان مديرا لمنتجع سياحي للتزلج قرب سوتشي حيث يقضي بوتين إجازته الشتوية.

وقد فتحت هذه الوفيات الغريبة المجال لتكهنات عن إمكانية أن يكون للكرملين أو حتى بوتين نفسه يد في ذلك، خاصة وأن عمليات اغتيال لمتنفذين روس حصلت في السنوات السابقة.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار أن الولايات المتحدة وفرت معلومات استخباراتية ساعدت القوات الأوكرانية في قتل الكثير من الجنرالات الروس خلال الحرب الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إن واشنطن مدت أوكرانيا بتفاصيل عن التحركات المتوقعة للقوات الروسية ومواقعها وتفاصيل عن المقرات العسكرية الروسية المتنقلة، مضيفة أن أوكرانيا استفادت من هذه المعلومات ونفذت ضربات مدفعية وهجمات أخرى أسفرت عن مقتل ضباط روس. ووفقا للصحيفة قال مسؤولون أوكرانيون إنهم قتلوا نحو 12 جنرالا روسيا في مضمار القتال استنادا على المعلومات التي وفرتها المخابرات الأمريكية.

لا يمكن لأي مراقب أن يعتبر هذه الوفيات خلال فترة قصيرة مجرد صدفة، ولكن يبقى سؤالان مهمان: أولهما من المستفيد من مقتل كل فئة من هؤلاء؟ والثاني هل هناك علاقة بين قتل الأوليغارش وقتل الجنرالات؟

أما السؤال الأول، فقد تكون أمريكا مستفيدة من مقتل الجنرالات هؤلاء، ولكن دفع بوتين مرتبات رفيعة من الجيش الروسي لساحة المعركة وكشفهم قد يكون مقصودا للتخلص من قسم من الصف الأول في الجيش الروسي وتقليل احتمالية انقلاب عليه، ولكن من جهة أخرى إن كانوا من الموالين لبوتين فإن تصفيتهم تعني إضعافا لموقفه وكذلك ترقية لوجوه جديدة في الجيش الروسي قد لا تكون على نفس مستوى الولاء!

أما قتل ثلة من الأوليغارش في هذه الفترة تحديدا فإنه بالتأكيد مرتبط بالعقوبات على روسيا وأخطبوط إدارة الأموال الروسية، والحكم يتطلب توفر معلومات استخبارية واقتصادية حول تشعبات العلاقات المالية الروسية الرسمية والسوداء.

في نهاية المطاف، فإن مجمل ما يحدث بعيدا عن الأضواء يشي ببشاعة هذه الأنظمة التي تتحكم في العالم ومقدار انغماس كل الأطراف في الخراب والدمار للبشرية جمعاء، وقد آن الأوان ليرى العالم نور حكم الإسلام ينبلج في هذا الظلام الدامس.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى