الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حقيقة نسب الإلحاد في بلاد المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حقيقة نسب الإلحاد في بلاد المسلمين

 

 

 

الخبر:

 

تحدث الإعلامي الأستاذ صابر مشهور عن زيادة نسبة الإلحاد في تركيا من 8% إلى 15%.

 

التعليق:

بالإضافة إلى ما تفضل به الأستاذ صابر من تعليق، وددت أن أبين الأمور التالية:

 

أولا: إن كثيرا من الإحصائيات واستطلاعات الرأي أعدت بطريقة مضللة وبالتالي تقدم نتائج غير مطابقة للواقع. فمثلا، إذا سئل سائل: هل أنت متدين؟ فما المقصود بمتدين؟ أو لو سئل سائل: هل تؤمن بالديمقراطية أم بالديكتاتورية؟ فقد يختار الديمقراطية لكي لا يقال إنه مع الديكتاتورية. ولكن هل كان يقصد بالديمقراطية حكم الشعب للشعب أم كان يقصد حرية اختيار الحاكم؟ فبالتالي، يعد تضليلا أن يقال إن الناس تؤمن بالديمقراطية. والأمر ذاته ينطبق على إحصائيات واستطلاعات الرأي حول الإلحاد.

 

ثانيا: إنه من الطبيعي في ظل أنظمة الكفر المطبقة في بلاد المسلمين أن ترى بُعدا عن الدين، فالناس على دين ملوكهم، ولا يستقيم الظل والعود أعوج. أضف إلى ذلك أن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين ومن ورائهم الغرب الكافر معنيون في إضلال الناس، فعندما يسمع الشاب من المشايخ أن إطلاق اللحية واجب، على سبيل المثال، ولكن لا يجد أحداً من أمراء آل سعود بلحية، فإن ذلك يضرب مصداقية المشايخ والدين. وكذلك عندما يسمع أن التدخين حرام، ولكن يجد أن الدخان يستورد برضا الدولة وتخصص للمدخنين أماكن محددة للتدخين داخل الدولة، فإن ذلك يزيد في ضرب مصداقية المشايخ والدين. والأمثلة على مثل هذه المتناقضات تكاد لا تحصى. وإن من عيشنا الطبيعي مع من يسمونهم ملحدين، يتبين أنهم حقيقة ليسوا ضد الإسلام ولكن ضد إسلام آل سعود وأمثالهم.

 

ثالثا: لقد ذكر الشيخ يوسف مخارزة على قناة الواقية منذ أيام أن الشيوعيين في فلسطين كانوا إذا ما أحسوا بالخوف من الشرطة عند توزيع نشراتهم يقولون: يا الله احمنا. وأترككم الآن مع قصة رواها الأستاذ إسماعيل الوحواح على صفحته متعلقة بالملحدين من أبناء المسلمين:

 

"في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كنت ألقي محاضرة في مدينة هامبورغ الألمانية. لفت نظري دخول رجل عليه هيبة يلبسُ الثوب العربي وعلى رأسه عمامة وعلى كتفه رداء إلى القاعة ويحفُّ به مجموعة من الشباب. استمع إلى المحاضرة وشارك في النقاش بشكل إيجابي. توطدت علاقتي معه بعد ذلك وروى لي قصته، والآن أتركه يرويها...

 

كنتُ أُديرُ نادياً ليلياً في وسط مدينة هامبورغ بجانب محطة القطار الرئيسية، وكنتُ غارقاً في الموبقات وأكاد لا أذكر الله. كنا نفرحُ بزبائننا الخليجيين، حيث كانوا ينفقون أموالاً كثيرة، وفي أحد الأيام جاءنا زبون من السعودية وأثناء الحديث معه قال لنا إنه شيوعي وملحد. لم يعنني ما قاله كثيراً فقد كانت عيني على جيبه وليس على ما يقول.

 

في ليلة من الليالي وقد أدركنا الصباح ولم يبق في النادي إلا العمال وصاحبنا هذا، والكل قد ثمل وتعب من الرقص وغيره، كنا جلوساً على طاولة، وقعت عيني على صاحبنا السعودي وإذا به محدق النظر إليَّ بنظراتٍ كانت مخيفة، أدرتُ نظري عنه ثم نظرتُ إليه مرةً أخرى وإذ به لا زال محدقاً نظره إليّ...

 

وفجأةً سألني سؤالاً وقع عليَّ كالصاعقة، هل صلّيتَ اليوم؟

 

ارتبكتُ وتهرّبتُ من الإجابة وغيّرتُ الموضوع.

 

وفي اليوم التالي، وبعد ليلةٍ صاخبةٍ مشابهة لسابقاتها، وفي الموعد نفسه عند الفجر وكنا ثملين، كرّرَ عليَّ صاحبي نفس السؤال، هل صلّيْتَ اليوم؟

 

لقد أرعبني السؤال ولم يتركني حتى أخذ مني وعداً أن أصلّي غداً.

 

لم أنم تلك الليلة وظلّ السؤال يطرق رأسي، فبدأت فعلاً أصلي وأنا على حالي وفي نفس العمل والسلوك.

 

بعد أيام دخل شهر رمضان فبدأتُ ومعي بعض الشباب الفتوّات الذين يعملون معي وفي نوادٍ أخرى قريبة بالصيام جميعاً، وكنا نفطر في ساحة الرقص ونصلي قبل أن تبدأ سهرتنا الليلية الصاخبة.

 

انتشر خبرُ صلاتنا وصيامنا ورقصنا وشربنا وبلاوينا، وإذا ببعض الدعاة من جماعة التبليغ يأتون إليّ في أحد الأيام، وتحدثوا إليّ بما فتح الله به عليهم، وذكروني بالله وأنه لا يصح ولا يليق بمسلم أن يفعل هذا... وفعلاً اتخذتُ القرار الحاسم بالتوبة إلى الله وتركتُ ذلك العمل.

 

انتهت قصةُ محمد من مصر...

 

الشاهدُ في قصتي... أن صاحبنا السعودي كان يدّعي الإلحاد والشيوعية... لكنه عندما سكرَ أخرج ما في قلبه... هل صلَّيتَ اليوم؟

 

هناك مثل ألماني يقول: إن السكران يقول الحقيقة.

 

أغلبُ مُدّعي الردَّة والإلحادِ من أبناء المسلمين مرضى وهم بحاجة إلى علاج.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

جابر أبو خاطر

آخر تعديل علىالإثنين, 09 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع