- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الاجتماع الثالث للتحالف الوطني
(مترجم)
الخبر:
في 25 كانون الأول/ديسمبر 2021، اجتمع قادة الأحزاب السياسية الستّة التي شكّلت التحالف الوطني، والذي تشكّل في تركيا ضدّ حزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب الذي يقوده حزب الحركة القومية للمرّة الثالثة تحت قيادة زعيم الحزب الديمقراطي جولتكين أويسال. وقالوا في بيانهم المكتوب المتبادل: "... نعيد تأكيد التزامنا بـ"نظام برلماني قوي" من شأنه أن يعيد سمعة البرلمان. لقد راجعنا جهودنا لتعميق والحفاظ على تعاوننا ضدّ الهندسة السياسية التي تريد الحكومة القيام بها مع قانون الانتخابات الجديد. كما أكّدنا مرّات عديدة كقادة حول الترشح للرئاسة، سنقوم بتعيين مرشح تصالحي، تحرري، لديه قيم ديمقراطية داخلية، ويحتضن أمتنا بأكملها، ويتبنى مبادئ الأخلاق السياسية، والذي يتمتع بالجدارة".
التعليق:
منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، بُذلت جهود مكثفة لإخراج تركيا من الخط السياسي البريطاني ووضعها على الخط الأمريكي. عزّزت أمريكا وجودها في السياسة التركية بطريقة لم نشهدها في تاريخ تركيا. في المقابل، عانى البريطانيون أيضاً من خسارة كبيرة في الدم.
ظهر الصراع الأمريكي البريطاني ولا يزال يظهر في جميع جوانب الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، من الهياكل في الجيش والجامعات والنظام القضائي في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، في جوانب متعددة الأبعاد. ومع ذلك، على الرّغم من حقيقة أن البريطانيين يفقدون قوّتهم باستمرار ضد الولايات المتحدة، إلا أنهم يصرّون على صراعهم ضدها من خلال امتداداتها في السياسة الداخلية دون أن يتعبوا منها.
مع تشكيل تحالف الشعب والتحالف الوطني في السياسة التركية، ظهر الصراع بين أمريكا وبريطانيا على الساحة السياسية بخطوطه الواضحة. في مواجهة حزب العدالة والتنمية، الذي ظلّ في السلطة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، لا تزال الأحزاب السياسية الستة التي يتألف منها التحالف الوطني للفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في عام 2023، من المشكوك فيه بالنسبة لها أن تفوز في الانتخابات، على الرّغم من أنها فعلت ذلك فهم وضعوا كل قواتهم في المواجهة.
ومع ذلك، يتخذ أردوغان كل الاحتياطات حتى لا يفقد السلطة، سواء من حيث مستقبله الشخصي أو من حيث المصالح الأمريكية. وضمن هذا الإطار، عطل بشكل خطير خطط التحالف الوطني بتعديل قانون الانتخابات في الأشهر الأخيرة. ومن ناحية أخرى، يضغط أردوغان وحزبه على التحالف الوطني للإعلان عن مرشحيهم للرئاسة.
من ناحية أخرى، تركز الأحزاب السياسية التي يتكون منها التحالف الوطني أفكارها وعملها، لا سيما في مرحلة إعادة النظام البرلماني. من أجل إظهار شرعيتهم واكتساب سمعة لدى الجمهور، يحاولون جذب الجمهور إلى جانبهم بعدد من القضايا مثل قانون الأخلاق السياسية والصدق والتفكير والاهتمام بمصالح الناس. ومع ذلك، فإن هدفهم الحقيقي هو تحقيق مصالح سيدتهم بريطانيا، بدلاً من الاهتمام بمصالح بلادهم.
على الرغم من كل المشاكل التي تحدث في الاقتصاد، إلا أنّهم لم يتمكنوا من إنشاء أي أصول يمكن التعامل معها بجدية ضد أردوغان. من جهة أمريكا، يبدو أنها ليست قلقة جداً بشأن مستقبل أردوغان وأن أردوغان سيفوز في انتخابات عام 2023 مرة أخرى.
ومع ذلك، وبغض النظر عن الموقف، سواء أكان تحالف الشعب بقيادة أردوغان أو التحالف الوطني الموالي لبريطانيا بقيادة حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، أيهما يتولى مقاليد السلطة، فإن أبناء الأمة الإسلامية في هذه البلاد لن يستفيدوا من ذلك كما في التطورات التي حدثت حتى الآن. لأن نظام الكفر الديمقراطي الذي يقوم على قوانين غير إسلامية نظام لا يرضى به الله ورسوله. لا توجد أي نتيجة على الإطلاق لصالح المسلمين من حلول وممارسات أي منهما. إنه قيام دولة الخلافة الراشدة بقيادة خليفة يحكم بما أنزل الله، في مصلحة المسلمين ووفقاً لرضا الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حنفي يغمور