الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قدرة على الحديث عن السلام والطمأنينة والمسجد الأقصى تحت الاحتلال!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قدرة على الحديث عن السلام والطمأنينة والمسجد الأقصى تحت الاحتلال!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تحدّث أردوغان عبر الهاتف مع رئيس كيان يهود هرتسوغ، وقال إنهما بحثا العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، لا سيما الأحداث التي تسببت فيها بعض الجماعات الصهيونية الراديكالية وقوات الأمن في فلسطين مؤخراً، وقال أردوغان: "أودّ أن أؤكد مرةً أخرى على ضرورة عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة المسجد الأقصى وروحانياته خلال هذه الفترة الحساسة. وأجدد دعوتي للجميع لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لحماية روحانية هذا المكان المقدس، وموقع هذه الأيام المقدسة، ونحن تركيا، سنواصل العمل من أجل إحلال السلام والهدوء تحت كل الظروف". (وكالات، 2022/04/20)

 

التعليق:

 

إن أهمية شهر رمضان بالنسبة للمسلمين تتجاوز بكثير كونه شهر صيام يأتي العيد في نهايته. فالفتوحات والانتصارات كانت تشكّل نقاط التحول في التاريخ الإسلامي وصارت رمزاً لرمضان والمسلمون يتقربون إلى ربهم بصومهم وطاعتهم وخضوعهم لربهم خلال هذا الشهر وقد كان شعورهم بالبهجة بمناسبة العيد، لا يقل عن فرحتهم بالانتقال من غزوة إلى أخرى من أجل رفع راية الإسلام وإعزازه بالفتوحات والانتصارات.

 

ولكن حال الأمة اليوم، التي كُتب تاريخها على هذا النحو، مفجع حقا. وذلك لأن حكام المسلمين خانوا الأمة واستمرأوا في تبرير علاقاتهم القذرة مع أعداء الإسلام والمسلمين، وصار لهم نصيب الأسد في ظهور هذه الصورة المزرية. في الحقيقة إن حكامنا الذين يعترفون بكيان يهود الذي يمارس الإرهاب في بلاد المسلمين منذ عام 1948 وحتى اليوم، ولديهم علاقات سياسية وتجارية وعسكرية معه، يتحدثون عن السلام والهدوء في المسجد الأقصى. في الوقت الذي تتوقع الأمة منكم حشد الجيوش التي ستقتلع كيان يهود الذي ذبح آلاف المسلمين، واغتصب بلادنا، ودنس القبلة الأولى بأحذيته. لكنك يا أردوغان تتحدث عن السلام والطمأنينة لمن يئن تحت الاحتلال والظلم، الذي يدوس ما هو مقدس لنا.

 

يجدر بنا أن نذكر حكام المسلمين وأردوغان على وجه الخصوص أنه طالما استمرت العلاقات السياسية والتجارية مع كيان يهود الذي يمارس سفك الدماء في كل رمضان، فإن تعديات هذا الكيان الإرهابي واقتحاماته للحرم الشريف ستزداد في هذا الشهر المبارك، ففي هذا الوقت الذي يجب أن تنطلق فيه الحملات العسكرية ضدهم، فإنهم يسفكون دماء المسلمين أمام أعينكم. قبل شهر ونصف فقط، كان هرتسوغ، القاتل الذي استقبلته باحتفالات مذهلة في تركيا متمسكا بالسياسة الواقعية، فهل نسيت أنه هو الجاني الرئيسي لهذه المجازر والفظائع. الأمر لا يتعلق بمسألة تسببها بعض الجماعات المتطرفة وقوات الأمن، كما صرح أردوغان في محاولة لقلب الحقائق. هرتسوغ هذا الذي استقبلته بالطقوس، وكل ساسة الكيان، بمن فيهم الحكام والحاخامات والعسكريين والشرطة والناس، يظلون غزاة في الأرض المقدسة. هذه هي الحقيقة لكنك لا تريد أن تراها، على الرّغم من وضوحها. هكذا ما دلت عليه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

فالآية تنص على عداء اليهود للمسلمين فإن التعاون معهم ليس حنكة سياسية بل تناقض حقيقي. يمنح التاريخ حكام المسلمين وجيوشهم فرصة عظيمة، وشرف القضاء على كيان يهود المحتل من الأرض المقدسة في متناول أيديهم. لكن للأسف، أجندات الحكام وأعمالهم ورؤاهم وهمومهم وأهدافهم مختلفة تماماً. في حين إن هناك فرصة لصنع التاريخ بطريقة مشرفة مثل صلاح الدين وعبد الحميد، فإنهم يكرسون صنع التاريخ كشخصيات جبانة وسياسية وتسعى إلى تحقيق الذات وتتعاون مع كيان يهود، ولم يتغير الحال منذ عام 1948.

 

نحن نؤمن بالله ونؤمن بأن هذه الفترة المظلمة سوف تنتهي بإشراق شمس الإسلام. وسيتمّ حلّ هذه المشكلة إلى الأبد على يد خلفاء راشدين وحكام صادقين وجيوش مباركة ستقتلع يهود وكيانهم من الأرض المباركة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

 

آخر تعديل علىالسبت, 30 نيسان/ابريل 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع