إلى كل من يهمه الأمر

الخبر:

• للسنة الثالثة على التوالي يُقْدِم ثنائي الجنسية الدنماركية السويدية راسموس بالودان قائد حركة Stram Kurs، أو "الخط الصلب" على حرق نسخ من القرآن الكريم والدوس عليها في مدن عدة في السويد، وقد أحرق سابقا، نسخة كان قد لفّها بقطع من لحم الخنزير، وأعلن أنه يخطط لإحراقه في دول أوروبية أخرى بما في ذلك فرنسا وبلجيكا. هذا وقد أسفرت نتائج ردة فعل المسلمين الغيورين، عن إصابة 26 شرطيا و14 شخصا من المتظاهرين، وأن 20 مركبة تابعة للشرطة دُمِّرت أو لحقت بها أضرار، حسب ادعاء الشرطة.
• تصاعد الأحداث في الأرض المباركة منذ بداية شهر رمضان وارتقاء عدد من الشهداء نتيجة الإعدامات العشوائية والمتكررة لشباب وحرائر فلسطين بدعوى محاولة تنفيذ عمليات طعن، والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى من قبل جنود يهود أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وخاصة الاقتحام الذي تم يوم الجمعة الماضي بعد صلاة الفجر، وما حصل فيه من اعتداء على المصلين والمعتكفين والمرابطين رجالا ونساء، وإصابة العشرات منهم بجروح واعتقال للمئات وتحطيم لنوافذ المسجد والدوس بأحذيتهم على السجاد، حصل كل ذلك بعد إعلان شرذمة من المستوطنين عن نيتهم دخول المسجد الأقصى فترة "عيد الفصح" لأداء مناسكهم وذبح القرابين وحرقها ونثر رمادها على أعلى قبة السلسلة الملاصقة لقبة الصخرة.

التعليق:

إن الواجب الشرعي والفطرة السليمة تحتم على كل مسلم غيور أن ينتفض دفاعا عن الإسلام ورموزه ومقدساته، فعندما سمحت دولة السويد الحاقدة لأصحاب النفوس الدنيئة وبحجة حرية التعبير باستخدام أي أسلوب يرونه مناسبا وبحماية الشرطة لهم، فإنها نظرت إلى ما نتج عن ردة فعل المسلمين من أضرار أنه هجوم على الديمقراطية وفوضى وأعمال عنف وجرائم خطيرة للغاية ضد المجتمع، واتهمت المحتجين بأنهم على صلة بعصابات إجرامية تستهدف الشرطة عن عمد.

وكذلك ما يفعله كيان يهود في عدائه لأهل فلسطين المحتلة ومنذ سنوات، بحجة بناء هيكلهم المزعوم، فإنه وبخطوات محسوبة - خشية من حصول ردة فعل كارثية ضده - فقد سمح بتدنيس المسجد الأقصى مسرى رسول الله ﷺ ومعراجه، وصار يعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا بتأديتهم لصلواتهم التلمودية فيه، ليكون لهم فيه موطئ قدم، حتى يسهل عليهم الاستيلاء عليه، متخذين سياسة التضييق على قاطني القدس والبلدة القديمة وسيلة لتهجيرهم منها.

وهنا لا بد من نداء نوجهه إلى كل من يهمه الأمر:

بداية لن نوجه النداء لا لحكام دول الطوق الضرار الرويبضات ولا لمن هم أبعد منهم جغرافيا، الذين يفتخرون بفكرة التعايش بين الأديان والثقافات، ويقدمون للمحتل التهاني بعيده، أو يحتفلون بيوم تأسيس كيانه، فهؤلاء لا يرجى منهم ولا من بطانتهم خير.

بل نوجه نداءنا إلى أمة الإسلام؛ أمة الرجال الصناديد الأبطال، الذين سطروا بثباتهم وتضحياتهم تاريخا لا زال مصدر إلهام لكل غيور مقدام، أمة حملت مشعل الهداية والتضحية على مر مراحل حكم الإسلام في خلافة راشدة على منهاج النبوة.

أين أنتم يا علماء المسلمين وعلى رأسكم علماء الأزهر الشريف الذي لم نر منه نصرة لأهل البلاء إلا تقديم خالص العزاء وللمرضى والأسرى فقط الدعاء؟! أين أنتم يا من يقع على عاتقكم تبيان الحق وتوجيه التائهين الغافلين؟! ألا ترون ما يجري أم على قلوب أقفالها؟! أم سحرت أعينكم أعطيات الحكام العملاء ليشتروا بها ذممكم، فتكتفوا بشجب هنا وإدانة هناك؟!

وأنتم يا جيوش المسلمين، لماذا السكوت على حكام الضرار الرويبضات وخياناتهم للإسلام وأهله؟! هل يليق بأهل القوة والمنعة أهل الكرامة والعزة أن يبقوا صامتين، رابضين في ثكناتهم رغم امتلاكهم للمعدات القتالية والروح المعنوية، ولا يتحركون لنصرة الشباب العزل والنساء الحرائر الذين أخذوا على عاتقهم التصدي لجميع تلك الانتهاكات؟! وإن استغاثت إحداهن فلا تجد من يغيثها ويتحرك للذود عنها!

خذوا على أيدي الأنظمة الظالمة واقتلعوها من جذورها، وسلموا القيادة لمن خبرتهم الأمة الإسلامية من أبنائها المخلصين شباب حزب التحرير الرائد الذي لم ولن يكذب أهله أبدا، العاملين لإيجاد الإسلام مطبقا في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، لتكونوا حينها جنودا في جيش الخلافة الذي وحده بقيادة الإمام الجنة، هو من سيلبي النداء ويحرر البلاد والعباد وعسى أن يكون ذلك قريباً.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله